ميرنا زخريا: على المرأة دخول العمل السياسي.. وليس النسوي فقط

ميرنا زخريا
أجرت مجلة "شؤون جنوبية" مقابلة مع منسّقة اللجان النسائية في تيار المردة ميرنا زخريا، للوقوف عند دور المرأة في تيار المردة، وفتح المجال أمام المرأة للدخول في المعترك السياسي، والمشاركة في صناعة القرار.

منذ عشرين عاماً، ظهر نظام “الكوتا” لدعم مشاركة المرأة في السياسة بنسبة %30؛ هذه الحصص ساهمت في الدول النامية بإدخال المرأة للمعترك السياسي، وفي الدول المتقدمة بتبؤها مراكز القرار بالتساوي مع الرجل؛ أما في لبنان الذي هو مزيجٌ من الشرق والغرب، فقد اعتُبرت الكوتا بدايةً بأنها نعمة لكنها سرعان ما تحوّلت إلى نقمة ذلك أن مجلس النواب لم يمضِ بها حتى الآن، ما وضع السيدات بحالة إرباك وإنتظار.

اقرأ أيضاً: نساء أعلنّ الحرب على الزواج المبكر

وبالرغم من أهمية حق الترشح الذي حصلت عليه المرأة اللبنانية منذ الـ 1952، إلا أنها لم تستعمل حقها هذا وتصرّفت كأن شيئاً لم يحصل، فبقيت مكانها بعد 63 سنة. والدليل على ذلك دورة الـ 2009 ترشحت فقط 12 سيدة وقد نجحت منهن أربع، وحتى في ال2014 عندما مدّد المجلس لنفسه فبعد كل التشجيع، لم تترشح سوى 35 سيدة مقابل 514 رجل. ما يؤشر أن العلة الأساسية هي بنسبة الترشح وليست بنسبة الفوز.

القيادية في تيار المردة ومنسقة اللجان النسائية ميرنا زخريّا، لفتت إلى أن عدد النساء بالمكتب السياسي للمردة هو واحدة. واعتبرت أن المرأة تتشارك مع الرجل لجهة مسؤولية غيابها عن الساحة السياسية، فمن جهة أولى المرأة المستقلة ليست مُستعدة لدخول الأحزاب ومن جهة ثانية المرأة المُحازبة تعمل بقناعة وصمت دون مطالبة حزبها بحقها في المشاركة، على عكس الرجل.

marada-frangieh
وأشارت إلى أن مُناداة المردة لتصويب الأمور، ليست ضد المرأة إنما تهدف إلى بلورة رؤيا واضحة أمام كافة المعنيين، رؤيا حسب قولها تساعد في تحديد العلة ومن ثم تحديد الحل. هدفنا من خلال الدراسات التي نعالجها أن تصل المرأة المناسبة من خلال الكوتا، ذلك أن وصول نساء غير متابعات للملفات الوزارية وغير متفرّغات للعمل النيابي، يؤذي صورة المرأة بالسياسة بشكلٍ عام. أما مقولة أن لا مانع من إختيار نساء غير كفوءات طالما البرلمان مليئ بالرجال غير الكفوئين، فهذا لا يعنينا ولا يُغرينا، ذلك أن معالجة الخطأ بخطأ ليس أسلوبنا عند مقاربة القضايا الوطنية.

في التنفيذ لا في القرار
واعترضت القيادية في المردة حين نوّهت “شؤون جنوبيّة” بموضوع المشاركة في صناعة القرار، مُعتبرةً أن الواقع يدل إلى كون المرأة شريكة في تنفيذ القرار وليست شريكة في صناعة القرار، فما زلنا نفتقر لصانعات القرارات؛ كذلك حال معظم الرجال الذين يتعاطون السياسة بلبنان. كفانا تحريفاً للوقائع وتشتيتاً للحقائق، الكوتا تقوم على مبدأ الأعداد والنسب وليس على الكفاءة والخبرة. فمثلاً يصبح بإمكان سيدة تترشح عن قضاء البترون أن تفوز بمقعد نيابي يُخولها تمثيل الناخب البتروني، حتى وإن حصدت 10,000 صوت فقط، فيما يخسر رجل حصد 50,000 صوت؛ هو يخسر لأنه ذكر رغم مشيئة الناخبين فيما هي تربح لأنها أنثى رغم معارضة الناخبين. وعليه، مَن قال بأن كافة النساء تقبلن وتتحمسن لهذا الشكل من النجاح.

اقرأ أيضاً: 50% من النساء معنّفات والأسباب: الموروث والعادات والتقاليد؟!

وتوجّهت زخريّا إلى كلٍ من المرأة المُستقلة والمُحازبة، داعيةً كلتاهما إلى الإهتمام بالشؤون السياسية، معللةً أنه من غير المنطقي أن تستمرا بمتابعة قضايا المرأة دون غيرها، وأن تستغربا بالوقت ذاته تغييبهما عن المُعترك السياسي.

السابق
بعد اخفاء هوية زوجها.. ميريم فارس تخفي حملها!
التالي
هذا هو السبب الحقيقي وراء اعتماد أيفون الـ«snooze» بعد 9 دقائق!