العميل حريري: تجسس صحّي في بيئة الحزب الأمنية

في غضون شهرين تمكن حزب الله من كشف عميلين داخل صفوفه يتجسسان على مؤسساته الصحية والاجتماعية، خرق زاد في الفترة الأخيرة واللافت أنه من نوع آخر أصبح يهدد بيئة الحزب بشكل كامل فضلا عن أمن مسؤوليه الكبار العسكريين منهم والسياسيين.

خرقٌ من نوع آخر يتعرّض له حزب الله، فبفارق شهر واحد تمّ كشف عميلين في صفوفه إذ إنتشر أمس خبر مفاده القاء حزب الله القبض على عميل في صفوفه يعمل للمخابرات الأميركية CIA.

هذا الخرق الأمني من قبل الموساد الاسرائيلي ليس الأول الذي استهدف حزب الله، وهو لن يكون الاخير على الارجح، فالعميل “محمد شوربا” من قرية مركبا الجنوبية، نائب مسؤول جهاز العمليات الخارجية في حزب الله المرمّز تحت الرقم 910، والذي قبض عليه في الشهر الأخير من العام الفائت 2014 ، ثبت أنه أفشل العديد من العمليات لحزب الله كانت معدّة رداً على إغتيال للمسؤول الجهادي العام في حزب الله عماد مغنية في سورية العام 2008.

حزب الله يخترق من قبل العدو من مكان لا يخطر على بال

وكذلك المسؤول الأمني الكبير محمد سليم الملقب بـ “أبو عبد سليم” رئيس وحدة البنية التحتية في الحزب الذي فرّ الى اسرائيل في أيلول 2009 قبل القبض عليه. وقد كان الساعد الأيمن لمغنية. وكذلك مسؤول «وحدة التدريب» في الحزب الذي أُلقي القبض عليه منتصف عام 2011 لتعامله مع الـ «سي آي اي» حسب اعتراف السيد حسن نصرالله شخصيا واسمه محمد الحاج، المعروف بـ «أبو تراب».

غير ان العميل المكتشف حديثا في صفوف حزب الله حيث تبين أنه عمل في جهاز امن مستشفى الرسول الأعظم التابع لمؤسسة الشهيد وهي بدورها احدى مؤسسات حزب الله مدّة ثلاث سنوات وكان موكّلا امن المستشفى بكامله، وعمل أيضًا صادق الحريري الملقب بإسم “السيد صادق” ايضا في مجمع سيد الشهداء في وحدة الحماية المركزية وحدة الـ 1000.

وأهم ما قيل أن حريري إستطاع الحصول على ملفات صحية لمسؤولين داخل الحزب ومن بينهم ملف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

ويذكر اكتشاف هذا العميل بالقبض منذ حوالي شهرين على العميل السابق وهو المهندس المغترب ناصر حرب (43 عامًا) الذي ألقي القبض عليه في شهر آب الفائت بتهمة التعامل مع إسرائيل. وحرب كان يعمل في المؤسسات الصحية والاجتماعية للحزب ويقوم بصيانة أجهزة التكييف والتدفئة في مستشفى راغب حرب التابع لمؤسسة الشهيد أيضا ومركزها الرئيسي في ايران، كما عمل لاحقا بمركز إمداد الإمام الخميني الاجتماعي،إذ تبيّن فيما بعد للأمن أنه كان يضع كاميرات داخل أنابيب المكيفات للتجسس على المسؤولين الذين يدخلون المستشفى المذكور، وهذا ما كشف بدوره كل الصفقات المالية والفساد بين المسؤول الإيراني وبعض أعضاء الهيئة الإدارية الذين تجري محاكمتهم الآن في إيران.

كشف ملف نصر الله الصحي هو خرق أمني كبير وصيد ثمين لهذه المخابرات بعد سنوات من محاولات باءت بالفشل

وبناء عليه، فان الملاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك توجّها وتركيزا من قبل الموساد الإسرائيلي وربما من المخابرات الغربية لخرق مؤسسات حزب الله الصحية والإجتماعية. إذ يربط هذان العميلان المكتشفان أخيرا وجه شبه من حيث المهامات التي كلّفا بها وهي التجسس على تلك المؤسسات بالذات التي تعنى بضمان المتفرغين بالحزب اجتماعيا وصحيا واحصائهم ودراسة اوضاعهما وما يصاحبها من تقديمات على الصعيد الإجتماعي والصحي وربما أيضًا التربيوي والثقافي، ولا شك ان هذا يعتبر خرقا وتهديدا كبيرا لبيئة الحزب.

الحريري عميل حزب اللهفهذه المعلومات تعطي العدو مخزون معلومات غزير عن البيانات الشخصية لمسؤولي الحزب وأماكن سكنهم (من خلال عقود الإيجارات) ونوع عملهم، فضلاً عن الأماكن التي يترددون إليها وإمكانية الوصول إلى الأطباء المعاينين لهم ومراقبتهم للوصول الى مقرّات الأمنيين والعسكريين في الحزب المطلوبين اسرائيليا وربما دوليا.

 

فكشف الملفات الصحية لبعض المسؤولين ومن بينهم ملف نصر الله، هو خرق أمني كبير وصيد ثمين لهذه المخابرات بعد سنوات من محاولات باءت بالفشل لمعرفة أيّة معلومة توصل إلى خيط يدلّ على مقرات هؤلاء المسؤولين أو الأماكن التي يتواجد فيها أمين عام حزب الله.

وبيت القصيد هنا، أن حزب الله يخترق من قبل العدو من مكان لا يخطر على بال، بوقت أقلّ ما يقال عنه انه حسّاس لدى الحزب، في ظل إنغماسه في الحرب السورية وإهماله على الأرجح للوضع الداخلي ولأمنه في بيئته .

السابق
بالفيديو.. رجل يتجوّل في رواق أحد الفنادق عارياً
التالي
ناشيونال انترست: لولا غزو العراق لما ظهر «داعش»