القنطار على شاشة «المستقبل»!

في الحلقة الماضية من "أنترفيوز" الذي يعرض على شاشة المستقبل، والتي خصصتها الإعلامية بولا يعقوبيان للنقاش بخطة الوزير شهيب والتي تقضي بفتح مطمر في عكار. والمفاجأة كانت استضافة الصحافي بسام القنطار وهو من أبرزالمعارضين لمطمر الناعمة إلاّ أنّه من أبرز المشجعين لمطمر عكار.

وأخيراً ظهر المناضل بسام القنطار على شاشة “المستقبل”. قد تكون هذه المرة الأولى التي يحظى فيها كاتب في جريدة الأخبار بمثل هذه الحفاوة على الشاشة الزرقاء، ومع من؟ مع النائب معين المرعبي!

المناضل البيئي الذي يشم رائحة الفساد في أي شيء، تحوّل من معارض شرس للمطامر في الناعمة إلى رفيق رقيق لا يرى بديلاً عن المطامر. لحظة.. ليس كل المطامر، بل فقط مطمر عكار.

اقرأ أيضاً: بالفيديو: تلفزيون المستقبل ينشر قصّة ميشال سماحة على حلقات

في عكار، يصدّق القنطار الدولة ويثق بها. لا خوف من تحول المؤقت إلى دائم. ولا خوف من السمسرات والصفقات تحت الطاولة ومخالفة الشروط البيئية والكذب على الناس.

تخيل! بسام القنطار يقنع ناشطاً من جمهور المستقبل بأن يثق أنّ الدولة ستتوقف عن إرسال زبالة بيروت إلى عكار بعد سنة ونصف السنة، وبأنّ الزبالة لن تؤثر على المياه الجوفية، وبأنّ لبنان ليس فيه بقعة واحدة صالحة لاستقبال الزبالة إلا المحافظة الأكثر حرماناً!بسام القنطار

يصل الأمر به أن يساعد بولا يعقوبيان على ضيوفها المشاغبين العشوائيين “الغوغائيين” (هكذا تصف يعقوبيان بالحرف من يعارض النائب معين المرعبي في شأن المطمر).

يبقى القنطار والمرعبي على الطاولة فيما يتوالى ظهور الناشطين التي تولّت يعقوبيان إسكاتهم إذا تجاوزوا ما يجوز قوله ضد المطمر.

يخرق أحد الضيوف السيناريو المرسوم للحلقة. يقول: “تتعاملون مع عكار كمخزن، بدكن جيش بتاخدو منا، بدكن خضرة بتاخدو، عندكن زبالة بترموها فيها”.

هنا احتدّ المرعبي ونسي المقولة التي حفظها جيداً قبل الحلقة: “الإنماء مش مقابل الزبالة، الإنماء مش مقابل الزبالة، الإنماء مش مقابل الزبالة”، وكشف المستور: “نعم استغليت الفرصة”، وراح يعدد المشاريع التي ستحصل عليها عكار مقابل الزبالة. ولا يلبث أن يفلت لسانه على ناخبيه في عكار: “ايه الشعب خذلني، دعوت لاعتصام ما إجا خمسين واحد”.معين-المرعبي

عصبية المرعبي كشفت أصل الإشكالية التي قفزت فوقها الحلقة عن عمد كما يقفز فوقها “تيار المستقبل” كل يوم. لماذا لا تلوح الدولة باستخدام القوة إلاّ في عكار؟ ولماذا على عكار بالذات أن ترضى بالصفقة المهينة؟ لماذا لا تُعرض الصفقة نفسها على المحافظات التي نعمت بالإنماء الذي حُرمت منه عكار منذ 25 عاماً؟

تغرق الحلقة في الزبالة ولا تلامس الإشكالية. إشكالية التعاطي الفوقي للمركز مع الأطراف. إنّها الطبقية الفطرية التي تجعل بسام القنطار مرحباً به على شاشة المستقبل، كما تجعل تيار المستقبل يعتقد، ربما عن حق، أن المئة دولار يوم الانتخابات تحجب ما قبلها.

اقرأ أيضاً: وصار للزبالة «أغنية» و«فيديو كليب»

إذا مرت قصة المطمر كما هو مخطط لها سيتبين أن “المستقبل” على حق.

السابق
بالفيديو.. تعرّفوا لماذا ينتحر اللبنانيون…
التالي
نساء لبنانيات: «ظلمونا في البيوت والمحاكم المذهبية أيضاً»