الشرق : قراءات متباينة حول الوضع الحكومي ومصير الجلسة

مجلس الوزراء اللبناني

كتبت صحيفة ” الشرق” تقول: يدخل لبنان اليوم الثلاثاء، يومه الحادي والخمسين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية… والدوران في الحلقة المفرغة مايزال سيد الأحكام، وسط تحذيرات متتابعة من توسع الشغور والشلل ليضرب سائر المؤسسات، خصوصاً مجلس الوزراء… حيث لم يوجه رئيس الحكومة تمام سلام أي دعوة الى جلسة للمجلس هذا الاسبوع حتى الآن…

وإذ قفز انجاز الأمن العام، بتوقيف الشيخ احمد الأسير، المطلوب للعدالة، الى واجهة الحدث والمتابعات، فإن الأنظار، والاهتمامات الداخلية كما الخارجية، بنسبة او بأخرى، بقيت متجهة نحو الشأن الحكومي وضرورة تفعيله وتمكين الحكومة برئاسة الرئيس تمام سلام من اداء عملها، “حفاظاً على المصالح اللبنانية واحتياجات الشعب اللبناني…” على ما دعا اليه سفير مصر في لبنان محمد بدر الدين زايد، على الرغم من ان المعطيات المتوافرة ماتزال تراوح عند اعتقاد “ان الحكومة باتت أمام طريق مسدود مع استبعاد ان يتجه الرئيس سلام لدعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد قريباً” على ما قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”الشرق”… وذلك في مقابل استمرار المساعي والحوارات لتحاشي التعطيل وشل الحكومة التي تبقى الأمل الوحيد الباقي لدى اللبنانيين في ظل ظروف اقليمية وداخلية ضاغطة… “حيث هناك صيغاً يتم التداول بها للخروج من الأزمة الحكومية، لكن أي صيغة لم تحظ بعد على الموافقة” على ما أكدت وزيرة المهجرين أليس شبطيني…

المشنوق: لبنان والحكومة بخير

والتطورات الداخلية والاقليمية حضرت في عين التينة أمس في لقاء الرئيس نبيه بري مع السفير الاميركي ديفيد هيل: .. كما في لقاء الرئيس بري مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي لفت الى أنه تشاور مع الرئيس بري في مواضيع ثلاثة: الاحتكام الى العقل وليس الى الشارع الذي لا يوصل الى أي نتيجة… وضرورة انعاش الخطة الأمنية في البقاع “التي لم تحقق شيئاً جدياً حتى الآن، والأوضاع الاقليمية…” وأوضح الوزير المشنوق “ان لبنان وحكومته سيبقيان بخير مهما قيل غير ذلك…”.

حركة السراي الحكومي

ويوم أمس، شهدت السراي الحكومي حركة لافتة ومميزة، حيث استقبل الرئيس سلام في مكتبه سفير مصر محمد بدر الدين زايد، وكان بحث في الأوضاع اللبنانية والاقليمية… والعلاقات الثنائية.

وأكد السفير زايد “حرص مصر على ان يتجاوز لبنان الشقيق الظروف الصعبة وضرورة تمكين الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس سلام من اداء عملها حفاظاً على المصالح اللبنانية واحتياجات الشعب اللبناني…”.

ابو فاعور: بلغنا الخطر

أما وزير الصحة وائل ابو فاعور، الذي التقى الرئيس سلام وبحث معه “موضوع المخاطر الصحية الناتجة عن استمرار أزمة النفايات” فصارح اللبنانيين من “دون أي رغبة في التهويل او اثارة الهلع” قائلاً: “إننا تجاوزنا الخط الأحمر وأصبحت صحة المواطن اللبناني على المحك، لأن الأضرار كبيرة على المياه وعلى الغذاء وعلى الهواء كذلك”. داعياً الى اتخاذ “اجراء فعلي وجذري” وتشكيل هيئة طوارئ لمعالجة هذه القضايا…” لافتاً الى أننا “بلغنا الخطر، ويجب وقف رمي النفايات وازالتها ونقلها الى مكان آخر…”.

وفي الشأن السياسي لفت ابو فاعور، الى ان “الأزمة متمادية وشر الأزمة هو في غياب رئيس للجمهورية، ولكن استمرار تعطيل الحكومة أمر لم يعد ممكنا القبول به”.

فتفت: تأني وحذر

والشأن الحكومي كان مدار بحث بين الرئيس سلام وعضو كتلة “المستقبل” النائب احمد فتفت، الذي أوضح “ان الرئيس سلام يعمل بكثير من التأني والحذر، ولكن بتصميم كبير لتفعيل عمل الحكومة… ما يتطلب تعاوناً من الأطراف كافة ووقف محاولات شل كل المؤسسات بدءاً من المجلس النيابي وصولاً الى الحكومة لفرض مرشح معين لرئاسة الجمهورية…”.

درباس: أمام طريق مسدود

وفي السياق، وإذ أشاد بانجاز توقيف أحمد الأسير، أعرب وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، عن اعتقاده بأن “الحكومة باتت أمام طريق مسدود”، مستبعداً ان “يتجه الرئيس سلام لدعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد قريباً، لأنه من غير المجدي ان تجتمع حكومة لا تنتج سوى حفلات الزجل…” معتبراً “ان الضرورة تحتم ايجاد مخرج للأزمة الحكومية، حيث هناك استحقاقات داهمة كاصدارات اليوروبوند والهبات الدولية والرواتب”… لافتاً الى أنه “اذا دعا رئيس الحكومة للاجتماع فنحن سنلتزم بذلك…”.

شبطيني: لعدم الانجرار
نحو التعطيل

من جانبها، تمنت وزيرة المهجرين القاضية اليس شبطيني “ان تستمر المساعي والحوارات القائمة لسد الفراغ وتحاشي التعطيل والحفاظ على الحد الأدنى المطلوب لاستمرار عمل الحكومة والتمسك بالتضامن الوزاري وعدم الانجرار نحو التعطيل وشل الحكومة التي تبقى الأمل الوحيد الباقي لدى اللبنانيين في ظل هذه الظروف الصعبة…”.

وأكدت شبطيني، ان “الممر الالزامي لانتخاب رئيس للجمهورية يكون حصراً من خلال التوافق الوطني الجامع، ولا يكون عبر أشخاص ومزاج وأهواء…” ورأت ان “الضجة المفتعلة حول حقوق مهدورة وما شابه من شعارات خاوية لا تستحق النزول الى الشارع باعداد خجولة (…) وكذلك شل عمل مجلس الوزراء وتعريض البلد ومؤسساته لأفدح الأخطار…”.

موسى: صيغ

من جهته كشف عضو “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى “ان هناك صيغاً يتم التداول بها للخروج من الأزمة الحكومية، ولكن أي صيغة لم تحظ بعد على الموافقة…”.

الموسوي: عون ركيزة

في المقابل، لفت عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي، الى أنه “لا يحق لأحد ان يحرم “التيار الوطني الحر” من حقه في المشاركة الفاعلة في القرار الحكومي عبر تغييبه او إقصائه او احراجه لاخراجه…”. وقال في احتفال تكريمي لأحد شهداء “حزب الله” في حسينية دير قانون رأس العين، وبعدما تحدث عن تجربة “الرئيس التوافقي” ان “ما من أحد لديه ذرة من الحكمة ثم يرتكب الخطأ مرتين، لأن الضمانة الفعلية الملموسة لتحقيق التوازن في السلطة التنفيذية هي الجنرال عون وما يمثله…” مكرراً ما قاله السيد حسن نصر الله لجهة أننا “لن نسمح باستفراد الجنرال عون ولا بعزله او اضعافه، فهو بات يمثل ركيزة من ركائز المعادلة الوطنية الميثاقية التي ينكسر التوازن من دونها في لبنان”.

عسيري: للحوار والتلاقي

وسط هذه التطورات، فقد وجه سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، بعد زيارته رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، “نداء نابعاً من القلب لكل الاحزاب اللبنانية بأن تعمل من أجل مصلحة لبنان دون سواه، وان تعزز روح الانتماء الوطني لدى أنصارها، وتتحاور وتتلاقى في ما بينها على تنظيم الحياة السياسية والتنافس على البرامج التي تحقق ما هو أفضل للوطن وأبنائه…”.

جنبلاط: مستغرباً

وفي موقفه الاسبوعي لجريدة “الأنباء”، نوه رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط “بالجهود الكبيرة والمهمة التي بذلها الأمن العام لتوقيف أحمد الأسير…” داعياً الى ان “تأخذ العدالة مجراها في هذا الملف احقاقاً للحق وانتصاراً للشهداء الذين بذلوا حياتهم دفاعاً عن لبنان والاستقرار الأمني فيه…” مستغرباً “كيف تتغاضى كل القوى السياسية اللبنانية عن المخاطر الاقتصادية المتنامية وكيف أنها لا تعيرها الحد الأدنى من الاهتمام…”.

التحقيق: صيد ثمين

وفي هذا، ومع استمرار الاشادات بانجاز الأمن العام فقد استمرت التحقيقات مع الأسير لدى جهاز الأمن العام، والمتوقع ان تنتهي اليوم الثلاثاء، ليحال بعدها الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، ليتخذ في ضوئها القرار المناسب…”.

وفي المعلومات ان الأسير أدلى باعترافات بالغة الأهمية، لاسيما بالنسبة الى مجموعة وصفتها مصادر بـ”الصيد الثمين” جداً…

في غضون ذلك، فقد تفقد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم صباح أمس مكتب شؤون المعلومات في المديرية العامة للأمن العام واطلع على سير التحقيقات مع الأسير باشراف النيابة العامة المختصة… ثم انتقل الى مطار رفيق الحريري الدولي وجال على أقسام دائرة أمن عام المطار واجتمع بالضباط والعسكريين وهنأهم على الانجاز الأمني الذي تحقق بتوقيف الشيخ الأسير والذي يصب في خانة تثبيت هيبة الدولة وعمل المؤسسات ومكافحة الارهاب على المستويين المحلي والعالمي… وحضهم على المضي في مهامهم الهادفة الى حفظ الأمن والاستقرار وصون “الوحدة الوطنية…”.

السابق
عيترون مجدداً: مراهق ممن ضربهم مناصرو حزب الله توفي متأثراً بجراحه
التالي
الصليب الاحمر 36 جريحا في حوادث سير خلال ال 24 ساعة الماضية