هل ستنجح «الحكومة اللبنانية» بإختبار اليوم؟

 

الأجواء السائدة قبيل انعقاد جلسة الحكومة تشير إلى جهود تبذل باتجاه التسوية والحلحلة، ، فقد رصدت عشية انعقادها ملامح تسوية قيد التبلور في ملف التعيينات العسكرية وروائح حلحلة في أزمة النفايات. إضافة إلى ما خلص إليه الاجتماع الدوري لـ “تكتل التغيير والاصلاح” “أن أجواء التوافق عادت لتسود”، على أن يكون الاختبار في جلسة مجلس الوزراء اليوم.

يلتئم مجلس الوزراء اليوم بحسب “المستقبل” والآمال معقودة على أن تجد المؤشرات التبريدية التي طفت أمس على شريط المواقف السياسية طريقها نحو الترجمات العملية بعيداً عن نوازع التعطيل الكامنة في مختلف تفاصيل المشهد المؤسساتي المشلول في البلد.

ورأت “السفير” أنه يكاد دخان الإطارات المحروقة في الطرق احتجاجا على انقطاع الكهرباء والمياه وتراكم النفايات، يغطي على “الانبعاثات السياسية” السامة التي ينتجها الخلاف حول التعيينات الأمنية وآلية عمل مجلس الوزراء. وإذا كانت الحكومة ستجد نفسها اليوم منشغلة باستحقاق نهاية ولاية رئيس الأركان في الجيش وما يطرحه من احتمالات، فان هموم الناس تبدو في واد آخر، تختلط فيه النقمة على العتمة وشح المياه بالغضب من عجز الدولة أمام النفايات.

وخلص “تكتل التغيير والاصلاح” بعد اجتماعه الدوري وفق “النهار” الى “أن أجواء التوافق عادت لتسود”، وسيكون الاختبار في جلسة مجلس الوزراء اليوم، “. ويدل هذا الكلام على تبريد في الاجواء، وبلوغ الرسائل المتبادلة في الايام الاخيرة أهدافها في تأكيد التمسك بالحكومة الحالية، وضرورة البحث عن مخارج حلول لاستمرار عملها.  وق

وتتركّز كلّ الأنظار وفق “الجمهورية” على جلسة مجلس الوزراء اليوم، والتي وصفَتها الأوساط السياسية بالمفصلية، لأنّه في ضوئها سيتحدّد مصير جلسات مجلس الوزراء، والخيارات التي يمكن أن يلجأ إليها رئيس الحكومة تمام سلام. ورجّحت الأوساط أن يتخلّل الجلسة خلافٌ يفتح الأمورَ على شتّى الاحتمالات، ولكنْ من دون أن تخرجَ الأمور عن المراوحة السياسية المعهودة.

وأشارت “الجمهورية” إلى أنه في جلسة اليوم يتحدّد الاتجاه العام للمرحلة المقبلة، ولو كان هذا الاتجاه معلوماً ومحسوماً، إلّا أنّه لا يمكن حسم الأمور نهائياً التي تبقى مفتوحة على شتّى المفاجآت، إلّا أنّ ما سيحصل يُقفل صفحة التعيينات العسكرية إلى أمدٍ بعيد، ويعيد تثبيت التوازنات وفرَص المرشّحين في الانتخابات الرئاسية.

وتوزع الاهتمام وفق “اللواء” بما يمكن ان تسفر عنه جلسة مجلس الوزراء، ليس على صعيد الآلية التي لا يمكن ان تحتمل بعد مناقشات وصفها وزير الاتصالات بطرس حرب بانها نوع من “السفسطة” ولا على النفايات بل يمكن ان تنحصر في موضوعين أو ثلاثة مواضيع:

–         الأوّل يتعلق بتعيين أو بالتمديد لرئيس الأركان منعاً للشغور في الموقع الثاني في الجيش اللبناني.

–         الثاني موضوع الكهرباء واستيضاح وزير الطاقة عن الأسباب الحقيقية للتقنين الذي فاق التصور.

–         الثالث اصدارات اليوروبوند وتأمين رواتب موظفي القطاع العام بدءاً من أيلول المقبل وحتى نهاية السنة.

 

مصادر سلام: لكلّ حادث حديث

–          ورفضَت مصادر رئيس الحكومة الدخول عبر “الجمهورية” في أيّ سيناريو متوقع في جلسة اليوم، وقالت لكلّ حادث حديث، فالرئيس سلام سيترأس الجلسة وسيتحدث في مستهلّها كالعادة مطلِقاً الصوت مرّةً أخرى من أجل العمل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل أن يقدّم مقاربة سياسية وأمنية واقتصادية وماليّة. كما سيتناول التحضيرات الجارية لمقاربة ملف النفايات التي لم تحقّق أيّ تقدّم على مستوى البحث عن حلّ متقدّم، وأكّدَت أنّ سلام سيتبنّى خطوات نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع، لأنّها ستكون قانونية ودستورية.

وفي ما يخصّ آلية عمل الحكومة:

 برز اتجاهًا وفق “اللواء” عشية الجلسة عبّر عنه الوزير حرب ويقضي بإقفال النقاش حول الآلية، بعد أن كانت الجلسة مخصصة للالية والتعيينات وجدول الأعمال السابق. وذلك  لأن أولاً مجلس الوزراء هو سلطة لاتخاذ القرارات وليس منتدى للمبارزات السياسية والقانونية أو السجالات. وثانياً لأنه سبق لمجلس الوزراء ان ناقش هذا الموضوع واتخذ ما يلزم من إجراءات تشرك جميع مكونات الحكومة في القرار، من دون ان تؤدي هذه المشاركة لشل المجلس أو تعطيل الحكومة.

ملامح تسوية في التعيينات: 

ورصدت “المستقبل” عشية انعقاد جلسة الحكومة ملامح تسوية قيد التبلور في ملف التعيينات عبّر عنها الفريق العوني المعني الرئيسي بتذليل العقبات الموضوعة أمام التوافق الحكومي من خلال النفس التسووي الملحوظ في بيان تكتل “التغيير والإصلاح” بعد اجتماعه الدوري أمس، الذي تحدث عن “أجواء توافق عادت لتسود” في مجلس الوزراء، مشيراً إلى أنّ التكتل “لن يكون له موقف رافض بالمبدأ للحلول التي جرى التداول بها إعلامياً في حال توافر عنصر الدستورية والميثاقية فيها”.

ولم تستبعد مصادر وزارية عبر “المستقبل” أن يبادر النائب ميشال عون إلى اتخاذ “خطوة مفاجئة” خلال جلسة اليوم تتيح التوصل إلى حل توافقي لملف التعيينات العسكرية، ملمّحةً إلى “إمكانية أن يوافق الوزراء العونيون على قرار تأجيل تسريح العميد شامل روكز من ضمن سلة تشمل عدداً من القيادات العسكرية والأمنية بمن فيهم رئيس الأركان في الجيش اللواء وليد سلمان، سيّما وأنّ عون لم يكن قد أعرب عن رفض قاطع حين تمت مفاتحته بالأمر واكتفى بالقول: خلّيني فكّر”.

وأبلغ مصدر “اللواء” ليل أمس، ان الليونة التي ابداها التكتل في اجتماعه الدوري تنسجم مع رغبة احترام الأصول المعمول بها بعد نصيحة تلقاها من قوي داعمة له في الخارج، بأن الانهماك الآن ينصبّ على محاولة إظهار مبادرة تسمح بوقف الحرب في سوريا، على أن يأتي البحث لملء الشغور الرئاسي تالياً، لذا، والكلام للمصدر نفسه، المطلوب الآن التبريد وليس صبّ الزيت على النار.

(جنوبية)

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 5 آب 2015
التالي
اشعال اطارات ليلا امام كهرباء صيدا احتجاجا على انقطاع التيار