عون: يرون في لبنان قطعة جبن يريدون تقسيمها بين بعضهم

ميشال عون

عبر رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون عن سعادته بحلول ذكرى شهداء الجيش اللبناني الذين “كانوا رفاقا له وسقطوا في ساحة الشرف دفاعا عن لبنان وحفاظا على ما تبقى منه نتيجة التآكل الذي أصابه على مدى 25 عاما”.

كلام العماد عون جاء خلال حفل عشاء هيئة قضاء جبيل في التيار الوطني الحر حيث ذكر بالأمور التي واجهها منذ عودته ولغاية اليوم، لافتا إلى أن “الاستقرار كان هشا نتيجة الحروب التي مرت على لبنان وبخاصة في الجنوب، كما أنه لم يكن هناك أي توازن في السلطة إذ لم يكن للمسيحيين أي مشاركة فعلية، وكانوا لا يزالون يعيشون آثار الصدمة التي أصابتهم في 13 تشرين الأول 1990″، مشيرا إلى أنه “كان لا بد من استنهاض الهمم وتصليح الأوضاع”.

وقال: “اصطدمنا أولا بالحلف الرباعي الذي شكل يومها لتحجيمنا وإبعادنا عن السلطة.. إلا أننا ومن خلال نظرتنا الثاقبة إلى مستقبل المنطقة، شعرنا عند التحضير للانسحاب الأميركي من العراق ومن التحركات التي تحصل في المنطقة، بأن هناك حروب قادمة بهدف خلق شرق أوسط جديد، فكان لا بد من تحصين الوضع المسيحي الذي كان مستضعفا، فجاء التحالف مع حزب الله، فأسقط جدار الحلف الرباعي، مشكلا ميزان قوى سياسي وأمني منع لبنان من أن يكون الشرارة التي تنطلق منها الحروب نحو سوريا والشرق الأوسط”.

وقال: “هناك وصية من وصايا الله العشر تقول لا تشهد بالزور”، مشددا على أنه يفضل أن “يشهد الإنسان للحق بدلا من أن يكون محايدا ويكتفي فقط بألا يشهد بالزور.. فبسبب سياسة الحياد التي انتهجها مسيحيو الشرق في دولهم، ضعفوا كثيرا إلى أن وصلت بهم الأمور إلى مرحلة باتوا يستأصلون فيها من أرضهم”، شدد على أن “مسيحيي لبنان متجذرون في لبنان، والأرض أرضهم، ولن يتمكن أحد من تهميشهم”.

ولفت إلى أن السياسة الحكيمة التي انتهجها “ولدت اطمئنانا مطلقا للمسيحيين على كامل الأراضي اللبنانية، وحتى للمتواجدين منهم في عكار المحاذية لسوريا حيث كثرت الهجمات التكفيرية”.

هذا ووجه تحية إلى من “يدافع عن الحدود وعن جميع اللبنانيين بمن فيهم ناكرو الجميل الذين يطالبون بترك الوطن مفتوحا أمام التكفيريين الذين سيطاولون جميع اللبنانيين من دون استثناء إذا تمكنوا من الدخول إلى أراضينا”.

وأضاف: “يجب ألا نخجل من قول هذه الحقيقة لأنه لا يجوز أن نستمر ببناء لبنان مرتكزين على الكذب أو الأخطاء أو الخوف” معتبرا أن “الخطر بدأ يبتعد عن لبنان، إلا أنه لا يزال هناك قاعدة للشر في عرسال”، مشيرا إلى أنه “تم ترك تلك القاعدة قائمة من خلال معادلات سياسية لفرض نوع من التكافؤ بين الخير والشر .. وأن الخير سينتصر وأن تلك القاعدة ستزول”.

وعن انتخاب رئيس للجمهورية، قال: “السلوك الدائم بالدعوة إلى رئيس محايد أي رئيس لا يشهد بالزور بدلا من أن يشهد بالحق، يعني أنهم يريدون رئيسا يخذل الحق في مواقفه ويتهرب من تحمل المسؤولية.. يطالبون برئيس توافقي، لأنهم يرون في لبنان قطعة جبن يريدون تقسيمها بين بعضهم البعض، فيما يقف الرئيس متفرجا ويحصل على حصته من قطعة الجبن بعد تقسيمها. نحن لا نستطيع أن نتوافق على الشر، ولا يمكن أن نقبل الشر إرضاء لمن يريدون التوافق علينا، لذلك نفضل أن نحاربه بدلا من أن نصل بواسطته إلى الحكم. يريدون رئيسا من دون أي حيثية شعبية لئلا يتمكن من لعب دور الحكم حتى ولو أراد أن يلعب هذا الدور. يريدون رجلا يصنعون منه رئيس بروتوكول ويجلسونه في بعبدا. نحن اليوم، نشكل حاجزا في وجه الجميع، ولا يعتقدن أحد أننا مستضعفون: نحنا قدن كلن وزيادة”.

وعن الانتخابات الداخلية للتيار الوطني الحر، أشار إلى أن “التيار يعيش تجربة ديموقراطية فريدة من نوعها في لبنان، وبدلا من أن تلقى استحسانا عند الآخرين، تعمد البعض مهاجمتها بطرق غير مبررة بهدف إفشالها مع أن الجميع يطالبون بالديموقراطية”، معتبرا ان “الإعلام التضليلي يحول أي نقاش بين اثنين من التيار إلى انشطار عامودي أو صراع أو خلاف… يطالبون بالديمقراطية ويرفضون التنافس. فهل يجب أن نكون حزبا وراثيا كغيرنا من الأحزاب؟ مؤكدا “أن وحدة التيار الوطني الحر هي كالحديد ولن يتمكن أحد من زرع الشوك بداخله، وما التنافس إلا تعبير ديموقراطي لاختيار الأكثر جهوزية لخدمة التيار ولبنان”.

السابق
النفايات وجهاد العرب والأسعد وجنبلاط والجميل: فتش عن المال
التالي
الجيش: دورية للعدو خرقت خط الانسحاب في شبعا وحاولت اختطاف راع