عن أم الضحية ياسر علي شهلا التي ثارت ضد مسؤولي حزب الله

ياسر علي شهلا
بفخر واعتزاز يجاهر حزب الله بنعي مقاتليه على أنهم شهداء "الواجب المقدّس". لكن وراء هذه المفاخرة أهل يذرفون الدم بدل الدموع على ابنائهم ومنهم الكثيرين لا يساوي بشار الأسد ولا نظامه بالنسبة لهم "ظفر" ولدهم. ومنهم والدة هذا الشاب..

“شهيد” أو “قتيل” تختلف التسميات ويبقى المعنى واحدا، صاحب هذا اللقب في عداد الموتى، رحل وكأنه لم يكن. برمشة عين الطفل الّذي ربته وكبّرته أمه وحفظته برموش عيونها وحمته من النسمة، رحل “شهيدا في سوريا” . هكذا بلمح البصر خطف من بين أحضانها.

كبُر “ياسر” ولم يحقق آمال وأحلام والدته التي تحلم بها كأي أم، فبدل أن تزفّه عريس زفّ لها “شهيد الواجب الجهادي المقدّس”.

عيون “عايدة” تروي حرقة أُم على إبنها الّذي لم يكمل بعد الثامنة عشر من عمره، وراح ضحية حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل. ياسر علي شهلا مثله مثل غيره من المقاتلين في حزب الله الذين “يُزفّون” الواحد تلوَ الآخر ويدفعون ثمن انغماس حزب الله في الحرب السوريّة.
“ياسر” من بلدة سحمر البقاعية نعاه حزب الله منذ ثلاثة أشهر، وهو الشاب الوحيد لأمه بين اخواته البنات. انفصل والداه من 5 سنوات وأخذ الوالد المؤيّد للحزب أبناءه معه. صديقة مقربّة من العائلة والأمّ المفجوعة روت لـ”جنوبية” كيف عمل حزب الله على تعبئة هذا الشاب واقناع والده حتّى جرّوه وجذبوه نحو هذا المصير”.

ياسر علي شهلا

وبالرغم من انه وحيد وأمه لم تكن راضية أبدا أخذه حزب الله إلى سوريا ليقاتل في صفوفه دفاعًا عن النظام السوري. علمًا أنّ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أعلن مراراً وتكراراً أنه لا يأخذ الشباب “الوحيدين” ضمن عائلاتهم على الجبهات حتّى بموافقة أهلهم. وأكّد على أنّ هناك طلبات مكدسة للالتحاق بالحزب لكنّ قيادة الحزب ترفضهم رفضًا مطلقًا!

وبحسب المصدر اضافة إلى أن ياسر وحيد والديه، الأم لم تكن موافقة وطلبت مرات من طليقها ومسؤولي  الحزب في البقاع أن يعيدوا لها ابنها بعد أن أخذوه، ولكن دون جدوى حتّى جاء ذاك اليوم المشؤوم الّذي لطالما تخوفت منه. أما خبر موت وحيدها  فقرأته عبر الفيسبوك، ولا أحد كلف نفسه

عناء إخبارها.

الأم مفجوعة على خسارة ابنها ولا يعزيها كونه “مات شهيدا”، بل ثارت ولم تسامح وحمّلت مسؤولي حزب الله في تلك المنطقة المسؤولية. عندها

حديث الذي جرى بين الأم وصفحة ابنها الشهيد
حديث الذي جرى بين الأم وصفحة ابنها الشهيد

تذرعوا بأنها كانت موافقة ووقّعت. امّا الأب فاستعمل صفحة ابنه “الشهيد” على الفيسبوك لشتمها لأنها تقول إنّها “لن تسامح” وانها اعلمت مسؤولي حزب الله برفضها انضمام ابنها لصفوف حزب الله في قتاله في سوريا لكنهم لم يصغوا اليها.

شأن هذه الأم المفجوعة شأن العديد من الأمهات اللواتي يرفضن شبح الموت الّذي يخطف أولادهن الواحد تلوَ الآخر، ولكن يجبرن على تقبل الأمر الواقع والتضحية في سبيل الحزب «حامي الطائفة».

السابق
فرنجية هنأ الجيش: كل عام وهو للوطن صمام أمان وللمواطن مصدر للعزة
التالي
السيّد محمد حسن الأمين(3)‎: الحريّة لا تتعارض والمقدسات الدينيّة