ادلب: الجيش السوري ينسحب من الريف الغربي

مسلحان من «أحرار الشام» خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في إدلب أمس (رويترز)

بين ليلة وضُحاها انقلب المشهد الميداني في ريف إدلب الغربي، وخسر الجيش السوري البوابة التي كان يعتبرها معبراً لدخول إدلب واستعادة المحافظة، التي تسيطر عليها «جبهة النصرة» وفصائل «جهادية» أخرى، الأمر الذي ساهم بزيادة ضغط «الجهاديين» على المناطق الوسطى في سوريا، ليغدو ريف حماه على تماس مباشر مع الفصائل المتشددة.

في هذا الوقت، أعلن الجيش السوري و «وحدات حماية الشعب» الكردية الحسكة خالية من «داعش»، بعد معارك عنيفة شهدتها الأحياء الجنوبية من المدينة خلال الفترة الماضية، في حين شهد ريف حلب الشرقي استهدافاً لم تحدد طبيعته لكتيبة دفاع جوي قرب مدينة السفيرة، لم تكشف المصادر العسكرية بعد عن هوية «منفذ الاعتداء على عين الجيش السوري على الشمال» المفتوح على تركيا التي دخلت غمار الحرب السورية عبر بوابة «داعش».

وقالت مصادر ميدانية أن مسلحي «جبهة النصرة» وفصائل «جيش الفتح» شنوا هجوماً عنيفا على البلدات والتلال التي يسيطر عليها الجيش السوري في ريف إدلب الغربي، اعتمدوا خلاله على الصواريخ الحرارية بشكل مكثف، الأمر الذي دفع وحدات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره للانسحاب من مراكز عدة نحو بلدة قرقور، التي باتت تشكل النقطة الوحيدة في ريف إدلب الغربي المتبقية بيد الجيش، في وقت تشهد فيه بلدة الزيارة معارك عنيفة بين الفصائل «الجهادية» والوحدات المتمركزة فيها.

وقال مصدر ميداني، لـ «السفير»، إن الجيش السوري نفذ «عملية انسحاب آمنة وناجحة من المناطق التي تعرضت للهجوم، وتمركزت القوات في قرقور، حيث بدأت عملية إعادة ترتيب أوراق المعركة واستيعاب الهجوم للبدء بتنفيذ هجمات معاكسة»، في حين ذكرت مصادر معارضة أن الجيش السوري انسحب من أكثر من 10 نقاط وتلال، بينها محطة وسد زيزون، إضافة إلى تل خطاب والمشيرفة وتل أعور، في حين تمكن الجيش السوري من استعادة تل واسط، وتدور اشتباكات عنيفة في الزيارة. وبحسب مصدر ميداني، فإنه من المنتظر أن يعلن استرجاعها بشكل كامل.

المصدر الذي أشار إلى أن الهجوم كان عنيفاً جداً وأن ردة فعل القوات السورية ستكون سريعة، أوضح أنه لا خطر حتى الآن على سهل الغاب في ريف حماه، حيث تمكن الجيش من استيعاب الموقف، في حين يلعب سلاح الجو السوري دوراً فعالاً في منع المسلحين من استغلال التلال كمناطق استهداف للجيش، الأمر الذي يجعل من سيطرة المسلحين على التلال، وأهمها تل اعور، من دون فائدة بسبب عدم قدرتهم على التمركز فيها ونصب منصات إطلاق الصواريخ.

ويعتبر هذا الهجوم هو الأعنف الذي تشهده مناطق غرب مدينة إدلب منذ أكثر من شهرين، حيث شهدت المنطقة عشرات المحاولات الفاشلة. وشدد مصدر عسكري، خلال حديثه إلى «السفير»، على أن «العدو تكبد خسائر كبيرة، في حين كان الانسحاب ناجحاً دون تسجيل أية أضرار في صفوف الجيش، بانتظار ردة الفعل لاستعادة المناطق التي انسحب منها الجيش السوري».

وفي محافظة حلب شمال سوريا، شهدت مدينة السفيرة شرق مدينة حلب انفجارات عنيفة فجر امس، تبين أنها ناجمة عن استهداف لكتيبة تابعة للدفاع الجوي، في حين لم تذكر المصادر بعد الجهة التي نفذت الاعتداء على الكتيبة التي تعتبر إحدى عيون القوات الجوية السورية على الشمال المفتوح على تركيا، التي دخلت أتون الحرب السورية عبر إعلانها الحرب على «داعش»، وسط سعيها لإنشاء «منطقة حظر جوي» في بعض المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، الأمر الذي نفته أميركا، ليدخل استهداف الكتيبة الجوية في بوتقة التكهنات حول أسبابه والجهة التي تقف وراءه.

إلى ذلك، أعلن محافظ الحسكة محمد زعال العلي المدينة خالية من «داعش» بعد أن تمكن الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، بالتعاون مع «وحدات حماية الشعب» الكردية، من طرد «داعش» من أحياء الحسكة الجنوبية كافة التي كان سيطر عليها الشهر الماضي.

وقال زعال، لـ «السفير»: «أصبحت الحسكة خالية من الإرهاب، وقد عاد الأهالي إلى أحياء عدة أجبروا على الخروج منها»، مشيراً إلى أن كل المؤسسات الخدمية في حالة «استنفار لإصلاح وتأهيل ما خربه الإرهاب لتأمين مستلزمات الحياة للمواطنين».

وقال مصدر ميداني إن جميع الأحياء التي سيطر عليها الجيش السوري شهدت عودة لسكانها، في حين ما زالت الوحدات الكردية تقوم بتمشيط حي النشوة الغربية وتأمينه تمهيدا لعودة المدنيين، لتشكل المدينة انكسارا لتنظيم «داعش» في الشرق السوري بعد انكساره في معاركه في دير الزور وفشل محاولاته اختراق مطار دير الزور العسكري.

وفي تدمر حيث يتقدم الجيش السوري عبر بوابة المدينة الغربية، فإن معارك طاحنة تدور في منطقتي المقالع والدوة، في وقت يكثف فيه سلاح الجو السوري استهدافه لمواقع تمركز مسلحي «داعش» في المدينة، وسط أنباء عن انسحابات كبيرة في صفوف مسلحي التنظيم نحو مدينة الرقة المعقل الرئيسي له في سوريا.

السابق
أزمة رغيف تلوح بسبب النفايات
التالي
العراق ينقل رسائل أمريكية للأسد .. ويعتذر عن إرسال مزيد من المليشيات