نصر الله يدين نفسه في سياق كلمته…؟؟ ماذا لو أعدنا توجيه ما قاله في خطابه إليه…؟؟

السيد حسن نصر الله

مستنداً إلى سلاحه وميليشياته، تحدث نصرالله مقدماً نفسه على انه المسؤول الذي يحاسب ولا يمكن محاسبته، وانه هو وحزبه لا يمكن مساءلتهم او سؤالهم عن اي شيء، بل هو الذي يحق له المساءلة، والمفاصلة، والمفاضلة، والمقارنة والمقاربة..وانه هو من يحاكم الجميع من موقعه وبصفته الحزبية كما الدينية، ولا يحق لأحدٍ من مواطني هذا البلد بل هذه الأمة ان يحاكمه ويقاضيه..؟؟ لذا بناءً على ما قاله نصرالله في خطابه الأخير هذا، والذي وجه فيه الكثير من الاتهامات محلياً وإقليمياً، واطلق خلاله الكثير من المواقف والتوصيفات على كافة الأصعدة..؟؟؟ من هنا سوف نستفيد مما قاله نصرالله في خطابه، لنوجه له مباشرةً ما اشار إليه في خطابه في معرض هجومه على خصومه السياسيين وغير السياسيين، وانطلاقاً مما استند إليه هو شخصياً في الاستشهاد والتدليل والتقريب والتعريض…

– طالب نصرالله الشعب اللبناني بتقديم الاحترام لقتلى حزب الله في سوريا وغيرها، ولذويهم ايضاً، لأنهم يدافعون عن لبنان ضد الخطر التكفيري والمشروع الأميركي الصهيوني التكفيري….؟؟ وماذا عن ضحايا سوريا ولبنان والعراق واليمن، وعائلاتهم، من أرامل وأيتام ومشردين ومعذبين وجوعى ونازحين ومعتقلين ومفقودين…؟؟؟ الذين لا يحترم نصرالله وحزبه ومرجعيته الإيرانية معاناتهم..؟؟؟ فيصف مجتمعهم وابناءهم بالتكفيريين والقتلة والمجرمين والعصابات…؟؟ فقط لانهم طالبوا بحريتهم..؟؟؟ تماماً كما طالب الشعب الإيراني بحريته عام 1978، ..؟؟؟؟ ألا يستحق هؤلاء وهم بالملايين القليل من الاحترام من قبل نصرالله وإعلامه..؟؟؟ أليس لذويهم مشاعر واحاسيس.. أيضاً..؟؟؟ ام انهم كفرة ..؟؟؟؟

– ارسل نصرالله ميليشياته إلى سوريا لحماية قرى شيعية ومراقد ومقابر ومقامات دينية ثم اضاف حماية النظام لجدول اهتماماته..؟؟؟ لماذا لا يحق إذاً لسائر مكونات الشعب اللبناني ان تذهب للقتال في سوريا لحماية المدن السنية والقرى السنية وتلك المسيحية والكردية… في مواجهة براميل الأسد وإجرام جيشه وميليشياته..؟؟؟؟ ومن يتعاون معه..؟؟ ام فقط يحق لنصرالله ما لا يحق لغيره..؟؟؟ وما هو موقف الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني.؟؟؟ من هذا الأمر..؟؟

– اعتبر نصرالله ان قتاله في سوريا وغيرها من الدول العربية، هو قتال ضد التكفيريين..؟؟ وان الجهاديين الذين حضروا إلى سوريا هم اصحاب فكر تكفيري..؟؟؟ لذا من واجبه قتالهم..؟؟؟؟ ماذا لو كان الأمر عكس ذلك تماماً في نظر الشعب السوري، الذي يعتبر ان ميليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني،والأفغان الميليشيات العراقية وغيرها من المرتزقة..؟؟؟؟ هي قوى تكفيرية، جاءت لاحتلال بلاد سوريا والهيمنة عليها وان من واجبهم قتالها حتى دحرها..؟؟؟؟؟ من هو التكفيري هنا..؟؟؟ من يحق له إطلاق هذا الوصف والوصيف..؟؟؟ ومن اعطى نصرالله الحق في تحديد من هو المؤمن ومن هو التكفيري…؟؟؟

– في 22 تموز /يوليو، نشرت صحيفة الرأي الكويتية تقريراً نقلاً عن مصادر عسكرة تابعة لحزب الله ما مفاده.. (وتقول مصادر ميدانية عسكرية لـ «الراي» ان «حزب الله يتحرّك متبعاً سياسية التقدّم الممنْهج مدمّراً كل بناء يتواجد فيه المسلحون ويستخدم للمرة الاولى صواريخ صنعتها مصانعه الحربية وهي بقوّة تدميرية تراوح بين 250 كلغ الى 1500 كلغ كرأس حربي متفجّر للصاروخ الواحد»، موضحة ان الحزب يطلق «اسماً معيناً على كل صاروخ صُنع ليتناغم ويحاكي متطلبات المعركة التي تدور على مسافة قصيرة بين المتحاربين، وتكمل المصادر الميدانية العسكرية نفسها ان «الأبنية التي يتواجد فيها المسلحون والتي تتطلب ان تقوم القوات الخاصة التابعة لحزب الله، بتطهيرها، تقرر تدميرها بالكامل لتقليص الخسارة البشرية للمهاجمين من قوات الحزب».) هل هذه هي سياسة حزب الله واستراتيجيته العسكرية لتحرير سوريا من التكفيريين بتدمير ابنية ومساكن المواطنين السوريين وتهجيرهم.. تماماً كما كانت الاستراتيجية الاسرائيلية التي تم اتباعها إبان حرب تموز/يوليو عام 2006.. في جنوب لبنان..والضاحية وغيرها..؟؟

– لقد اشار نصرالله إلى ان آلية عمل الحكومة التي تم الاتفاق عليها قبل فترة لم يتم احترامها من قبل دولة الرئيس تمام سلام…؟؟ مما يعني ان الرئيس سلام لا يحترم كلمته او دوره أو الاتفاقات التي تعقد معه..؟؟؟؟وهل احترم حزب الله سياسة النأي بالنفس التي اتخذتها حكومة الرئيس ميقاتي وهي الحكومة التي اعلنها وادارها وشكلها بشار الأسد برعايةٍ من نصرالله، ومن نبيه بري…؟؟؟ وهل احترم حزب الله إعلان بعبدا الذي تم الاعلان عنه بحضور ورعاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان. والذي جاء رئيساً نتيجة ما قمتم به من ارتكابات خلال مجازر 7 آيار/مايو من عام 2008..؟؟؟؟ فأنت وحزبك مدان قبل ان تدين..؟؟؟

– وتناول نصر الله الشأن الحكومي اللبناني، وقال: (يمكن أن يكون الخيار عند رئيس الحكومة (تمام سلام) أن يستقيل وأنا أرى أن الاستقالة لن تُقدّم أو تؤخّر..) قمة الاحترام للنظام البرلماني والممارسة الديمقراطية…؟؟؟؟ لا تقدم ولا تؤخر، فعلاً لأن الحكومة اساساً معطلة بممارسات حزب الله الذي يتصرف على انه القوة السياسية العظمى في منطقة الشرق الأوسط وليس في لبنان فقط… وهذا ما يشير إليه نصرالله في خطاباته المتلاحقة حين يتطرق لقضايا إقليمية ودولية معتبراً نفسه وحزبه وجمهوره قوة مؤثرة وفاعلة وضاغطة بدماء الشباب اللبناني التي تضيع هباء في رمال الفتن والصراعات… وهنا يتجاهل نصرالله رغبة الشعب اللبناني في الابقاء على مؤسساته الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية.. والخروج من دائرة الازمات.

– قال نصرالله إن «أولوية النفايات شغلت اللبنانيين «وأنا أخجل أن نتحدث عن هذا الموضوع وأشرح كيفية معالجته»، لافتاً إلى أن «الحكومة اللبنانية والوزارات المعنية التي تفشل في معالجة ملف النفايات..؟؟) لو ان حزب الله وامينه العام انفق بضعة ملايين من الدولارات التي ينفقها على قتل السوريين والعراقيين واليمنيين، وشراء الذمم والضمائر ووسائل الاعلام في لبنان وخارجه..؟؟؟ لبنى عدداً لا بأس به من معامل حرق النفايات ومعالجتها..؟؟؟ ولو اوقف ولائم الطعام ومؤتمرات إطلاق شعارات التحرير والإدانة وسواها لعالج الكثير من ازمات لبنان…؟؟؟؟؟؟ ولكن مسؤوليته تتوقف فقط عند الادانة والاتهام…؟؟وليس ممارسة او لعب دور البناء والإعمار.؟؟؟؟

– اشار نصرالله الى فساد الادارة اللبنانية وهو محق وليس من لبناني إلا ويعرف هذا الامر ويعاني منه ومن تداعياته..؟؟ ولكن هل فريقه وحزبه هو البديل…؟؟ الموضوعي….؟؟؟ لو حدثنا نصرالله قليلاً عن قضية صلاح عزالدين ومجرياتها واين انتهت فصولها وما هو الحجم الحقيقي للكارثة المالية…؟؟؟ لعرفنا ان الفساد جزء من منظومته ومن مسيرة فريقه..؟؟ وحتى حلفائه..؟

– وقال نصرالله: («إن إدراج اسمنا على لائحة الإرهاب من الولايات المتحدة لن يُقدِّم أو يؤخِّر، وحمل على الولايات المتحدة لاستهدافها عدد من التجار ورجال الأعمال اللبنانيين، وقال إن «هذا الاستهداف مدروس، ودعا الحكومة اللبنانية إلى تحمُّل مسؤولياتها في مواجهة الحملات التي تستهدف التجار ورجال الأعمال اللبنانيين، «لأن من واجبها توفير الحماية لهم». وزاد: «الحكومة لا تفعل ذلك، ولا مصرف لبنان وحاكميته أيضاً، لا سيما في تسريب أكاذيب عن اتّجارنا بالمخدرات وتبييض الأموال».)…يطالب نصرالله الدولة ان تتدخل لحماية تجار لبنانيين متهمين من قبل الولايات المتحدة بالتعاون مع حزب الله ماليا وغير ذلك…؟ أي انه يرفض اعتبار قرارت الولايات المتحدة منطقية او شرعية..؟؟؟ ولكن إعلامه يهلل ويكبر ويقدم وثائق الاتصال الأميركية التي بموجبها يعتقل شباب لبناني من طائفة محددة وهي بالآلاف… بانها أدلة دامغة ويتعاون كل مسؤول امني معها على انها مسلمات، ولم يطالب نصرالله الحكومة اللبنانية مرة واحدة بوقف هذه الممارسات او رفض اعتبارها موثوقة على الاقل…. ولكن الآن وقد طالت مجتمعه وبيئته واتباعه… فيجب على الحكومة ان تتخذ موقفاً صارماً وكذلك حاكمية مصرف لبنان و إلا..؟؟؟؟؟؟؟؟

– واضاف نصرالله.. (نحن نأخذ مالاً من إيران ولا نحتاج إلى «ويكيليكس» لكشف الدعم الإيراني، لأننا نفتخر بأننا نتلقّى دعماً من هذا النوع، وهو كافٍ لنا..) إذاً كيف يكون من يتلقى تمويلاً من جهة غير ايرانية عميلاً ومجرماً، ومن يتلقى المال الإيراني وطنياً مجاهداً ومقاوماً..؟؟؟؟

– أشار نصرالله جازماً …(أنّ ليست لدينا مشاريع مالية أو استثمارية في الخارج و إلى تسريب أكاذيب عن اتّجارنا بالمخدرات وتبييض الأموال..) لقد تسرع نصرالله هنا كثيراً وكان يجب عليه ان يتأنى قبل ان يطلق هذه الاحكام والمواقف…؟؟ ولو راجع ملفات بعض نوابه ومسؤوليه لرأى العجب العجاب..؟؟؟؟؟

– وقال نصرالله: «تكتل التغيير والإصلاح لديه مطالب ونقاش. تفضل يا تيار المستقبل أَجرِ نقاشاً. أنت معني بالآلية بشكل أساسي والتعيينات أيضاً والأمور الأخرى. تفضل اعمل نقاشاً وحواراً مع تكتل التغيير. تديرون ظهوركم. فلينزل المستقبل من برجه العاجي ويلتق مع تكتل التغيير لنقاش مباشر»…. إذا كان نصرالله مهتم كثيراً بالحوار مع تيار ميشال عون…للوصول إلى نتائج..لماذا لا يستمع نصرالله نفسه إلى مطالب شريحة اساسية وكبيرة جداً من الشعب اللبناني التي تريد منه انهاء تدخله في سوريا وتعطيل مؤسسات الدولة اللبنانية… وليهبط نصرالله إلى ارض الواقع ليعيش معاناة الناس وازماتهم والعمل مع سائر القوى لمعاجة المشاكل المعيشية وتفعيل عجلة الاقتصاد المتوقف والمعطل..؟؟؟ فهذا اكثر اهمية وجدية .؟؟

– واستدرك: نصرالله في خطابه قائلاً: (نحن نتعاطى بكل ثقة واطمئنان مع إيران، والوقائع جاءت لتؤكد صحة ما نقوله وأن إيران ليست من الدول التي تبيع حلفاءها كالآخرين الذين باعوا حلفاءهم واستغلوهم..) إذا كان الآخرون يبيعون حلفاءهم فهذا يعني انهم ليسوا حلفاء ولا ادوات ولا عملاء…؟؟ اما من يقود جمهوره إلى الهلاك في ساحات قتال لا يعرف مداها ولا نتائجها ولا اهدافها وحتى تداعياتها… ومتى تبدا ومتى تنتهي… فهو من يتم بيعه في حقيقة الأمر، ومجرد ان الولايات المتحدة قد اعادت فتح ملف حزب الله وقادته وتجاره فهذا معناه ان عملية البيع قد تمت…؟؟؟؟ وما عليك سوى سؤال ظريف..؟؟؟؟؟

– قال نصر الله: (إن الولايات المتحدة «ستبقى من وجهة نظرنا الشيطان الأكبر وستبقى كذلك قبل التوقيع على الاتفاق النووي وبعده، ونحن نفتخر ونعتز بأن تُعاقَب المقاومة في مواجهتها المشروع الصهيوني- الأميركي في المنطقة، وأيضاً المشروع التكفيري الذي تدعمه أميركا..) ولكنه لم يتطرق إلى وجود عناصره كما الحرس الثوري الإيراني في العراق…إلى جانب المستشارين الأميركيين يتمتعون بحماية ورعاية طائرات ف 16 الأميركية في القتال الدائر هناك… ضد من اسماهم حلفاء اميركا من التكفيريين..؟؟؟

– لقد اشار نصرالله إلى ان داعش والقاعدة اصبحوا هماً دولياً، لما ارتكبوه وما قاموا به من عمليات عسكرية وارهابية في دول الغرب وغيرها..؟؟؟ ولكنه لم يحدثنا ابداً عن عمليات حزبه الارهابية في بلغاريا وتايلندا وقبرص والارجنتين، والاتهام المباشر لحزب الله بقتل الرئيس الحريري عام 2005، وربما آخرين… ؟؟ في حال تم ربط الجرائم المرتكبة ببعضها البعض من حيث الاهداف والدوافع والادوات والأسلوب…؟؟؟ فما الفرق بين داعش وحزب الله من وجهة نظر دولية….؟ وفي المناسبة لم يفسر لنا نصرالله اسباب خطف الاجانب في لبنان في عقد الثمانينات من القرن الماضي والتي عادت إلى الواجهة الان مع خطف التشيكيين الخمسة…..التي لم يتضح بعد من قام بخطفهم رغم الغمز واللمز…فهل اصبح حزب الله في واجهة الاهتمام الدولي كما داعش والقاعدة، على اساس انه عبء يثير القلق، وهذا ما دفع نصرالله للحديث عن هذا الموضوع لطمانة ساحته وبيئته..؟؟

إن منطق نصرالله كما منطلقاته هي دينية فقط وليست سياسية، وهو يسخر المفاهيم والثوابت الدينية لخدمة مشروع سياسي، يخدم طموحات إيران ومشروعها التوسعي، وهو الذي قال انه يفخر بانه جندي في جيش الولي الفقيه، فلا ضرورة من قبله بعد اليوم لاتهام الاخرين بالعمالة كما بالتكفير كلما خالفوه الراي او الأهداف والمنطلقات… لأن الاخر قادر على اتهامه أيضاً بالتكفير، وبكل ما يريد إذا كانت منطلقاته كما ثوابته مشابهة… الشيء الوحيد الذي نجح نصرالله في تثبيته بعد خطاباته هذه، هو زرعه الخلاف والكراهية والفرقة بين اللبنانيين، وتعزيز الانقسام العامودي بين السنة والشيعة وتعميم هذا النموذج من الانقسام على مكونات الدول المحيطة.. وهذا ما يجب معالجته والابتعاد عنه وواد فتنته… والعود إلى العمل السياسي بابعاده الوطنية، بعيداً عن الدوافع الدينية والمشاريع الإقليمية والدولية..

السابق
الأخطار الصحية للمثلية الجنسية
التالي
الجيش اللبناني يقصف تجمعات المسلحين في جرود القاع