سلام يعتذر من اللبنانيين.. ويمهل الوزراء حتى الثلاثاء

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : إذا كان من انجاز لجلسة مجلس الوزراء يوم أمس، فهو أنها مضت “على خير” من غير “هرج ومرج” ومن غير ان تشهد أية مناكفات وشجارات كالتي حصلت في الجلسة الأخيرة قبل نحو اسبوعين… ولم يكن أمام رئيس الحكومة تمام سلام، سوى ان “يقدم باسمه وباسم الحكومة الاعتذار من الشعب اللبناني على المشهد الذي حصل في جلسة المجلس الأخيرة، والذي تجاوز أصول التعامل، وأعطى صورة غير مرغوبة عن مجلس الوزراء، معتبراً ان ما حصل هو صفحة طويناها، وآملاً ألا يتكرر وأن يتمكن مجلس الوزراء من متابعة أعماله…” على ما جاء في البيان الصادر عن المجلس وتلاه وزير الاعلام رمزي جريج…
على مدى أكثر من ثلاث ساعات انشغل مجلس الوزراء بموضوعين أساسيين: الأول: “طريقة عمل مجلس الوزراء” والثاني: ملف النفايات… حيث جرت مناقشة مستفيضة لطريقة عمل المجلس، فأدلى كل وزير بوجهة نظره وبمفهوم “التوافق المعتمد كمقاربة لعمل مجلس الوزراء…” من دون ان يصلوا الى نتيجة حاسمة تماماً كما حصل بالنسبة الى ملف النفايات، فجرى رفع الجلسة بعدما تقرر عقد جلسة قبل ظهر الثلاثاء المقبل لاستكمال البحث في مقاربة عمل مجلس الوزراء…”.
سلام: التوافق تجربة ناجحة…
ولا يعني الاجماع
وبحسب المعلومات فإن رئيس الحكومة، الذي شدد – كما في كل جلسة – على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، فقد اعتبر “ان المقاربة التي اتبعت والقائمة على اعتماد التوافق في ظل الشغور الرئاسي كانت تجربة ناجحة خلال مرحلة من الوقت، ثم جرى، في مرحلة لاحقة، اعتماد مقاربة جديدة تقوم على ان التوافق لا يعني الاجماع، اذا كان هذا الاجماع يؤدي الى تعطيل مجلس الوزراء…” لافتاً الى ان “اعتراض وزير او أكثر على أحد المواضيع لا يجوز ان يمنع المجلس من اتخاذ قرار بشأن هذا الموضوع…”. داعياً الى “وجوب ان يترك لمجلس الوزراء لتسيير شؤون البلد والعباد…”.
ووفق مصادر حكومية فإن الرئيس سلام وضع جميع مكونات الحكومة أمام مسؤولياتها وأمهلها خمسة أيام لتحديد موقفها النهائي، فإما استمرار العمل الحكومي، وإلا فإنه ليس مستعداً بعد اليوم لوضعه في موضع لا يرتضي لنفسه ان يكون فيه، رئيساً لحكومة معطلة ومشلولة في زمن الفراغ الرئاسي والشلل المجلسي…
باسيل يشارك في الاعتذار… لكن؟!
وفي المعلومات أيضاً ان وزير الخارجية جبران باسيل، الذي شارك الرئيس سلام في تقديم الاعتذار، أصرّ على موقفه بأنه “لا يجوز اتخاذ القرارات كما حصل، من دون الاتفاق على الآلية…” وهكذا، فعندما طرح وزير المال علي حسن خليل موضوع “اصدار سندات خزينة” اعترض باسيل ورفض البحث في الموضوع قبل بت الآلية “عندها طلب الرئيس سلام وقف المناقشة بالموضوع…”.
وكان الوزير باسيل، ثمن في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الخارجية بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، “الكلام المسؤول لرئيس الحكومة” مؤكداً ان “الصفحة الجديدة ليست شخصية بالنسبة لنا، فالممارسة قائمة على التوافق…”. معلناً أننا “نمثل الرئيس ولو جزئياً، لذلك نحن مؤتمنون على صلاحياته في ظل غيابه”. وامل باسيل “ان نذهب الى تطبيق الدستور والقانون خصوصاً في ملف التعيينات”. ومشيراً الى “ان وقف التعطيل يكون بعدم المخالفة وسير عمل الحكومة يكون بالتوافق واحترام الأصول القانونية والدستورية…”.
حالة طوارئ بيئية
وبخصوص ملف النفايات، التي تتكدس بالأطنان في الشوارع والمناطق والأحياء السكنية في العاصمة بيروت والضواحي وبعض جبل لبنان فقد كشفت وزيرة المهجرين أليس شبطيني ان “وزير البيئة محمد المشنوق طالب باعلان حالة طوارئ بيئية” وأشارت الى ان “الأمر يحتاج الى دراسة والى تحديد دور البلديات، ووزير الداخلية، المعني مباشرة موجود خارج لبنان…” كما أشارت الى ان “وزيري “حزب الله” أبلغا المجلس أنهما سيأخذون على عاتقهما حل مشكلة النفايات في بيروت والضاحية الجنوبية، وان هناك بحثاً جدياً لايجاد حلول من دون العودة الى الحكومة…”.
وزير البيئة: 15 يوماً
من جانبه، أعلن وزير البيئة محمد المشنوق من السراي الحكومي ان “مجلس الوزراء يؤكد وجود مطامر لمنطقة بيروت وضواحيها في كل منطقة من لبنان وفي كل قضاء”. وقال: “نحن بحاجة الى آلية كاملة لنقل النفايات الى مطامر مؤقتة”… ولدينا مخطط عن كل المناطق التي يمكنها مساعدتنا”. معلناً أنه “بعد 15 يوماً ستتولى شركات موضوع النفايات في كل المناطق اللبنانية…”.
وقال: “نحن نحاول جدياً عدم رمي النفايات عشوائياً” لافتاً الى “ان هناك الكثير من المتطوعين الذين يؤمنون مطامر صغيرة ويساهمون في التخفيف من الفاعليات، ونحن شاكرون لهم، ونؤكد ان الموضوع قيد المعالجة…”.
ظاهرة حرق النفايات
وفي السياق، ومع غياب أي حلول عملية سريعة تساهم في معالجة جدية لأزمة النفايات المستمرة منذ نحو اسبوع، فقد راجت ظاهرة حرق النفايات للتخلص منها… وفي هذا، أعلن فوج اطفاء مدينة بيروت في بيان “ان وحداته وضعت في حالة استنفار وجهوزية تامة وقامت بعمليات اخماد أكثر من 140 حريقاً مفتعلاً في عدد كبير من مستوعبات النفايات والحاويات المنتشرة في شوارع مدينة بيروت…
المشنوق أنهى زيارته الباريسية بوعد دعم
على صعيد آخر، فقد أنهى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق زيارته الرسمية لفرنسا بلقاء وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس… وتناول الاجتماع الذي استغرق 45 دقيقة ثلاثة مواضيع أساسية هي: العلاقات اللبنانية – الفرنسية، وأهمية انتخاب رئيس للجمهورية، ودعم لبنان في مواجهة تداعيات الازمة السورية. وأثنى الوزير الفرنسي على جهود الأجهزة الأمنية اللبنانية في مواجهتها للارهاب ونجاحاتها…
ووافق الوزير الفرنسي على مقاربة الوزير المشنوق لأهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية ووعد بمتابعة هذا الموضوع خلال زيارته المرتقبة لايران مع المسؤولين الايرانيين والسعوديين… كما وعد “بأنه سيقوم خلال 24 ساعة المقبلة بسلسلة اتصالات مع الدول المانحة وحضها على الايفاء بما التزمت به خلال مؤتمر المانحين في الكويت ازاء أزمة النازحين السوريين…
وأعرب الوزيران المشنوق وفابيوس عن “ارتياحهما للتقوية الجارية للجيش والقوى الأمنية اللبنانية في مواجهة التهديدات التي ترضي بثقلها على الأمن وعلى تماسك البلد” وشددا على “التعاون الفاعل جداً بين فرنسا والمؤسسات اللبنانية المكلفة بالأمن…”.
فليتشر: لانتخاب رئيس
إلى ذلك، وإذ دخل لبنان يومه السادس والعشرين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية، ومع الاشارات الدالة التي أطلقها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، خلال لقائه الوزير المشنوق، لجهة أنه سيتابع الاستحقاق الرئاسي اللبناني، مع المسؤولين الايرانيين الذين سيلتقيهم خلال زيارته المرتقبة لطهران في 29 الجاري، فقد تمنى السفير البريطاني في لبنان طوم فليتشر – بعد زيارته أمس، البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي – ان “يخرج لبنان من أزمته السياسية، وان يعي اللبنانيون لمسؤولياتهم في الحفاظ على هذا البلد الفريد والمتميز…” آملاً ان “يصار الى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن كي يتمكن اللبنانيون من العودة الى حياتهم الطبيعية…”.
تواصل جعجع – عون
وبعيداً من الأزمة الحكومية وتداعياتها فقد ذكرت “المركزية” ان خطوط التواصل المسيحي – المسيحي بقيت مفتوحة بين معراب والرابية، بعد عودة رئيس “القوات” سمير جعجع من زيارته السعودية، فزار رئيس “جهاز الاعلام والتواصل” في “القوات” ملحم رياشي، موفداً من جعجع، النائب ميشال عون، ونقل اليه رسالة من جعجع تؤكد دعم المملكة العربية السعودية للحوار المسيحي، وتشجيعها للتقارب بين الطرفين… وأشارت المعلومات الى ان رياشي وضع عون في أجواء زيارة جعجع الى السعودية”.

السابق
سلام هدّد بتقديم استقالته فتأجلت جلسة الحسم الى الثلاثاء
التالي
جلسة «الآلية» لم تنتج: سلام يحسم أمر الاستقالة الثلثاء