زلزال الزبداني يتردد في كفريا والفوعا.. فما النتيجة؟

بالرغم من فشل محاولات اقتحام مدينة الزبداني طوال 18 يوماً، بدأ إعلام “حزب الله” والنظام السوري الترويج لاقتراب حسم المعركة بعد التقدم الذي أحرزه في سهل المدينة. وكالة “سانا” أشارت إلى أن “قوات الجيش مدعومة بعناصر من “حزب الله” سيطرت على سهل مدينة الزبداني بريف دمشق”، فيما يؤكد ناشطون لـ”النهار” أن التقدّم اقتصر على بعض النقاط في السهل وليس كامله، ولم يتمّ اقتحام المدينة من أي محور، ويبعد “حزب الله” عنها نحو 9 كلم.

أكثر من 50 برميلاً متفجراً يسقط يومياً في الزبداني المحاصرة والتي يصعب مساندتها. المجتمع الدولي منشغل بـ”الهدية” التي قدمها لإيران عبر الاتفاق النووي ولم يكن أمام المعارضة سوى استخدام الحلول العسكرية عبر فتح معارك منفصلة من شأنها الضغط على النظام وتخفيف حدة القصف على الزبداني. كانت المبادرة الأولى من “جيش الفتح” في ادلب الذي فتح “أبواب جهنم” على بلدتي الفوعا وكفريا الشيعيتين، كما بدأت الفصائل في حلب بقصف بلدتي نبل والزهراء نصرة للزبداني، فضلاً عن هجمات طالت النظام في الجبل الشرقي للزبداني، ومعارك في درعا.
“زلزال النسور”
وفي العودة إلى تطورات المعارك في الزبداني، استطاع مقاتلو المعارضة أمس ارباك النظام عبر “عمليات استباقية على معاقله في الجبل الشرقي للزبداني (شرق المدينة وشرق بلودان) وأطلق عليها معركة “زلزال نسور الجبال الشرقية في #الزبداني”، ويوضح الناشط الاعلامي ابن الزبداني علاء التيناوي لـ”النهار” أن “العمليات نفّذها مقاتلو “جبهة النصرة” و”حركة احرار الشام الاسلامية”، وبدأت عند الساعة الأولى من بعد منتصف ليل الاثنين، وأدت إلى تحرير حاجزين وتدمير دبابة وسقوط عشرات القتلى من الحزب والنظام وفرار باقي العناصر إلى حواجز مجاورة، فيما سقط للمعارضة في هذه المعركة نحو 10 أشخاص، 7 منهم من سرغايا”، مشيراً إلى أن “المقاتلين هم من الزبداني وسرغايا ووادي بردى”. هذه العملية رفعت من معنويات أبناء الزبداني.
عجز النظام و”حزب الله” على الأرض دفع بالأول إلى استخدام السماء للرد على العملية، وبحسب التيناوي سقط في الزبداني أمس “نحو 50 برميلاً متفجراً و10 صواريخ فراغية من الميغ وارض – ارض وقذائف مدافع ودبابات وهاون”.

أين يسيطر #حزب_ الله؟

سهل الزبداني ليس بقعة جغرافية صغيرة، وعن المواقع التي سيطر عليها الحزب خلال اليومين الماضيين، يقول التيناوي: “منذ سنوات هناك 4 نقاط للجيش النظامي في السهل، ويسيطر كذلك على معسكر وادي بردى والطريق الواصل بين المعسكر وكازية نبع بردى منذ بداية الأزمة، كما يتواجد في معمل بقين مقاتلون للحزب يحاولون التقدّم يومياً بجرافاتهم لقلع الأشجار تحت غطاء جوي وأرضي عنيف”.

ثم يوضح ان “حزب الله والنظام احتلا بعض البساتين والاشجار ولم يسيطرا على السهل كما يروّجان، فهو شاسع ونستبعد التعمّق فيه”، مشيراً إلى أن “القنوات الاعلامية تصوّر المناطق التي تحت سيطرتهم في السهل ولم تتجوّل في كامل السهل”.
وتؤكد مصادر سورية مقربة من “أحرار الشام” ان “حزب الله والنظام يسيطران منذ بداية الحملة على مباني الجمعيات في الزبداني، والجديد انهم استطاعوا وضع بعض النقاط العسكرية في سهل الزبداني”.
ترتبط أهميّة الزبداني لدى “النظام” بنتيجة معركة الفوعا وكفريا في ادلب، وتقول المصادر: “النظام معروف انه لا يهتمّ لمؤيّديه، والمعارك في الزبداني قد خفّت ليس بسبب هذه المعركة بل بسبب اليأس لدى النظام والحزب من تحقيق انتصار”.

زهران علوش وقصف المطارات
بعض الناشطين وجهوا عتبهم إلى قائد #جيش_ الاسلام زهران علوش لعدم فتح معركة على أطراف دمشق لتخفيف الضغط عن الزبداني، وتوضح المصادر أن “زهران لا يستطيع المساندة إلا بقصف مطاري المزّة والقلمون بكميات كبيرة من الصواريخ التي يمتلك بعضها، ولا نظن أن لديه إمكانية تعطيل المطارين في شكل دائم”، وتضيف: “من الممكن أن يكون فتح جبهات قوية في محيط دمشق مؤثراً على تركيز النظام على الزبداني وربما لا”.

هل تقتحم المعارضة الفوعا وكفريا؟
وبالعودة إلى تطورات المعارك في الفوعا وكفريا، يؤكد الناطق باسم “الهيئة الاعلامية العسكرية” في “الجيش السوري الحر” قصي الحسين لـ”النهار” أن هدف المعركة هناك “تخفيف الضغط عن الزبداني، وإجبار ايران والنظام السوري على الانحساب منها”، ويقول: “بعد يومين من اعلان “جيش الفتح” معركة الفوعة وبعد التقدم الذي أحرزته فصائل المعارضة وتدمير اربع دبابات وقتل العشرات من الميلشيات الشيعية التي تقاتل في الفوعة، بدأت نداءات الاستغاثة تنطلق من البلدتين”، وينقل الحسين عن ناشطين “تراجع حدّة المعارك والقصف في الزبداني، خصوصا ان معارك اخرى تلت معركة الفوعا وكفريا وهدفها نصرة الزبداني منها معركة في الجبل الشرقي في ريف دمشق واخرى في حلب ودرعا”.
وشهد الاثنين الماضي تقدماً على جبهة الفوعا وكفريا لصالح المعارضة، وبحسب “شبكة أخبار الفوعة” تم تدمير اربع آليات لقوات النظام وقتل 12 عنصراً من الميلشيات التي تقاتل على جبهة الفوعة، ونقل الحسين عن أحد قياديّي “جيش الفتح” أنه “تم التمهيد لاقتحام البلدتين بأكثر من 500 قذيقة وصاروخ من نوعي جهنم وغراد”.
ويرى سوريون أن المعركة هناك “وهمية”، وهو سؤال طرحه الحسين على القيادي، فأجاب: “المعركة فتحت لتخفيف الضغط عن اهلنا في الزبداني فإن لم يتوقف النظام عن حملته البربرية ضد الزبداني، نحن مستمرون في معركتنا للسيطرة على الفوعة وكفريا”.
كما توقفت الناس عند تساؤلات أخرى منها: “خلال شهر واحد تم تحرير أكثر من نصف محافظة ادلب وأكثر المعسكرات فيها، مثل القرميد والمسطومة، فما سرّ عدم اقتحام الفوعة وكفريا حتى اليوم، هل هي معركة صعبة؟ يوضح القيادي: “في معاركنا ضد النظام سواء كان في مدينة ادلب او اريحا او في جسر الشغور، كنا نحارب الجيش فقط، وكانت البيئة السكانية لصالحنا كما حصل في مدينة ادلب حيث قاتل معنا اشخاص من داخل المدينة، وهو السبب الاكبر لنجاحنا في المعركة، اما اليوم في معركتي #الفوعة وكفريا فنحن نقاتل اكثر من عشرة آلاف شخص من ميليشيات طائفية ضمن مساحة جغرافية صغيرة وبيئة سكانية كلها مؤيدة لنظام الاسد”.

(النهار)

السابق
قوى الامن تغلق مداخل وسط بيروت المؤدية الى السرايا الحكومية
التالي
«التطبيع» يكون أميركياً – إيرانياً – إسرائيلياً أو لا يكون