السعودية: لتستغل إيران مواردها لتحسين أوضاع شعبها بدلاً من إثارة الاضطرابات

لفتت “المستقبل” إلى أن موقف المملكة العربية السعودية من الاتفاق أوجز الايجابيات والسلبيات المفترضة فيه، إذ أكدت الرياض بلسان مصدر مسؤول أنها “كانت دائماً مع أهمية وجود اتفاق حيال برنامج إيران النووي يضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي بأي شكل من الأشكال، ويشتمل في الوقت ذاته على آلية تفتيش محددة وصارمة ودائمة لكل المواقع بما فيها المواقع العسكرية، مع وجود آلية لإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال في حالة انتهاك إيران للاتفاق”. وقال إن “المملكة تشارك دول 5+1 والمجتمع الدولي باستمرار العقوبات المفروضة على إيران بسبب دعمها للإرهاب وانتهاكها للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالتسليح”. وأضاف أنه “في ظل اتفاقية البرنامج النووي، فإن على إيران أن تستغل مواردها في خدمة تنميتها الداخلية وتحسين أوضاع الشعب الإيراني عوضاً عن استخدامها في إثارة الاضطرابات والقلاقل في المنطقة. الأمر الذي سيواجه بردود فعل حازمة من دول المنطقة”. واختتم المصدر تصريحه بالإشارة إلى أن “إيران باعتبارها دولة جوار، فإن المملكة تتطلع إلى بناء أفضل العلاقات معها في كافة المجالات، والمبنية على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين”. وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الثلاثاء من على متن طائرة الرئاسة الأميركية، لبحث الاتفاق النووي الإيراني.

كتب سركيس نعوم في “النهار”: مَنْ يُهدِّد مَنْ السعودية أم إيران؟

ما يجري في العراق وسوريا واليمن من معارك أبرز خلفياتها مذهبي وقومي يدفع العلاقات المتردية أساساً بين السعودية وإيران الى الكثير من التدهور. ويعتبر مسؤولون بارزون في طهران أن تهديدات الرياض لدولتهم تتزايد، وأن عليها أن تحضِّر أساليب جديدة لمواجهتها. ويعود العداء السعودي لإيران في رأيهم إلى أسباب إيديولوجية وأمنية وإقتصادية. وقد زاد من حدّته تعاظم الشكوك المتبادلة، وغياب الثقة بين الدولتين. ومن شأن تفاقم التوتّر بينهما دفع قيادتيهما إلى الانتقال من التحارب بواسطة حلفاء إلى التحارب المباشر، وخصوصاً إذا بلغ تدهور الأوضاع في سوريا والعراق حداً بالغ الخطورة. ويبدو أن الاقتناع بوجود تهديدات سعودية جدية لإيران لا يقتصر على مسؤولين فيها بل يشمل أيضاً الولي الفقيه آية الله علي خامنئي إذ ردّ محذراً: “وصلتنا معلومات أن أعداءنا يعملون مع حكومات خليجية من أجل توسيع الحرب بالوكالة معنا إلى حدودنا. ونحن لن نسكت وسنردّ بحزم وحسم”. إلا أن ذلك لا يعني في رأي باحثين أميركيين جدّيين أن الدولتين تخلّتا عن الاتصال والديبلوماسية المباشرين لحلّ خلافاتهما بالحوار والسعي إلى مقاربة مشتركة للمشكلات المحيطة بهما.. هل يوافق السعوديون على تحميل إيران إياهم مسؤولية تدهور علاقاتها معهم؟ طبعاً لا، يجيب باحثون أميركيون يعرفون السعودية جيّداً. فهي تدعم جهات ودول تواجه إيران سواء على حدودها أو في الإقليم. لكن هدفها هو مواجهة الخطر والتحدي اللذين تشكِّلهما لها إيران وخصوصاً بعد تنفيذها مشروع السيطرة على قلب الشرق الأوسط، لولا “ربيع” الصدفة قبل سنوات، ولولا تخلي حكّام المملكة عن تحفظهم المعروف وجمودهم وتفضيلهم تلافي الإنخراط المباشر في المواجهات السياسية بعد استشعار الخطر..

السابق
قرار عن مجلس الأمن حول النووي
التالي
الإمارات: فرصة حقيقية لفتح صفحة جديدة