«التيار الوطني» يتحضر للعبة الشارع

التيار الوطني الحر

خلال عطلة نهاية الاسبوع، استمر رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، وفق “النهار”، في التصعيد وتحفيز انصاره للتحرك ميدانياً، “رفضاً لتجاوز صلاحيات رئاسة الجمهورية وتخطي حقوق المسيحيين كما حصل في الجلسة الاخيرة للحكومة”.

وأشارت “اللواء” إلى أن  عون يعزف منفرداً على “سيمفونية” حقوق المسيحيين، ويمضي في شحن الشارع المسيحي ضد حكومة الرئيس تمام سلام الذي نال فيها حصة مسيحية وازنة فأسندت إليه وزارة سيادية على رأسها نسيبه الوزير جبران باسيل الذي توعّد من البترون باللجوء إلى الأسنان والأظافر والقوة، في وقت كان عون يدعو المسيحيين في جبل لبنان وبعبدا والكورة للتظاهر والاحتجاج.

وإذا كان عون تجنّب، بحسب “اللواء” في آخر إطلالاته أمام وفد من الجنوب زاره في الرابية، استخدام مفردات التهديد والوعيد وردّ الصاع صاعين، مثلما فعل في عشاء هيئة التيار في المتن مساء الجمعة، مركزاً على المطالبة بحقوق المسيحيين، واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية وقانون انتخاب عادل للجميع، فإن صهره باسيل لم يتوان خلال لقاء إنمائي نظمه في البترون عن التهديد باللجوء إلى القوة للحصول على الشراكة:

–          ردّ على سلام في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء عندما طالب وزراء عون بالكفّ عن البكاء، فقال: سنريهم كيف يكون البكاء وكيف يكون الموقف الذي لا يضعنا في خانة المطالبة بالشراكة وإنما في خانة استعطاء الشراكة؟”.

–          أضاف: “نحن سندافع عن موقع رئاسة الجمهورية وصلاحياته بكل قوانا داخل مجلس الوزراء، وحتى بعيوننا وأسناننا، ولن نسمح لأي كان أن يمد يده عليها، ولن نتلقى أوامر من أحد، نحن مجلس الوزراء ونحن لن نقبل أن يمسّه أحد”.

–          هاجم من وصفهم “بداعش السياسة” الذين يحاولون احتلال عقولنا وفكرنا ومقاعدنا ومواقعنا.

–          قال: “هذا البلد بلدنا ولن نتركه وسنحميه ونحافظ عليه، وعندما تتوقف الدولة عن إعطائنا حقوقنا سندعو إلى العصيان على العصيان، وسنرفض النكد السياسي، وسيكون لنا موقف”.

ولفتت “الجمهورية” إلى تحضيرات “التيار الوطني الحر” للتحرّك في الشارع بدعوة من عون، من دون تحديد الزمان والمكان. وقالت مصادر عونية لـ”النهار” إن التحضيرات اللوجستية لمنسقي الأقضية ومسؤولي المناطق بدأت  لتحريك الشارع في المناطق، في انتظار الضوء الأخضر من العِماد عون”، وأكدت ان التحرك محسوم، “وخصوصا اذا ما استمروا في جلسات الحكومة وتجاهل مكوّن أساسي نمثله ألا وهو المكوّن المسيحي، وعدم احترام آلية عمل الحكومة في ظل الشغور الرئاسي. اذ ان هذا الامر يشكل سابقة خطرة، واذا لم نتحرك الآن قد تنسحب على جميع المسيحيين مستقبلاً”.

وقالت مصادر بارزة في “التيار” لـ”الجمهورية”: “هذه المرة نحن مصمّمون على الذهاب في المواجهة حتى النهاية، فهذه معركة حياة أو موت بالنسبة الى المسيحيين”. وكشفت انّ “التيار” لن يعتمد في تحرّكه هذه المرة الاساليب التقليدية العادية التي يعتمدها عادة، والتي اعتاد اللبنانيون أن يشاهدوها، بل سيلجأ الى أساليب ستفاجىء الجميع، وتحدثت عن “ضربات نوعية” الّا انها رفضت الإفصاح عنها “فهي من أسرار المهنة”. واكتفَت بالقول انّ “التحضيرات جارية على قدم وساق لِشيء ضخم جداً بوسائل جديدة وحديثة ستشكّل مفاجأة للجميع، ويكفي ان يتذكر الجميع كيف كان “التيار” يتحرّك في زمن الوصاية السورية”.

وحَضّت مصادر “الجمهورية” على “العودة الى الاساس، فهل هم يريدون المشاركة أم لا؟ ومن يرفض المشاركة فليذهب للعيش بمفرده، ونحن مستعدون للذهاب نحو اللامركزية أو فيدرالية نقسّم فيها البلد الى قسمين: قسم مع “داعش” ومع إلغاء الآخر، وقسم مع المشاركة يضمّ جميع الطوائف والمذاهب. لم نعد نستطيع الاستمرار في طريقة المَرجلة والكلام بلا طَعمَة وتمرير المشاريع المشبوهة بذريعة وجود ضرورات. لماذا لا تكون الضرورات الّا على حساب المسيحيين؟ لماذا لا يفعلون للنائب وليد جنبلاط مرة خلافاً لِما يريده، شأنه شأن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك تيار “المستقبل”، منذ تحالفهم مع السوريين حتى اليوم، فهل يملك أحد الاجابة؟”. وإذ اتهمت الفريق الآخر بالاستمرار في محاولات تصفية العماد عون سياسياً والتي بدأت منذ عودته في العام 2005، حَمّلت هذا الفريق “مسؤولية وصول الوضع الى ما هو عليه اليوم”، معتبرة “انهم هم من يدفعونه الى اتخاذ هذا الموقف”. وعن الخوف من دخول “طابور خامس” على خط التحركات، قالت: “انّ الطابور الخامس هو مَن يمنع الناس من الحصول على حقوقها”.

وأبلغت مصادر قيادية في التيار “السفير” انه لم تعد هناك بعد الآن سقوف للموقف في السياسة وللتحرك في الشارع، مشيرة الى اساليب مبتكرة ستُستعمل في الاحتجاج. وشددت على ان التيار يخوض معركة وجودية، والازمة أكبر مما يتصور البعض، ولم تعد تنفع معها وسائل المعالجة التقليدية، لافتة الانتباه الى ان من يدّعي ظاهرا التمسك بالنظام والحكومة هو من يعمل فعليا لضربهما معا، بسبب انقلابه على الصيغة والميثاق، واعتراضه على وجود شريك مسيحي حقيقي.

وقالت “الأخبار” إن قيادة التيار لم تحدد بعد مسار التحركات. لكن الخيارات مفتوحة، أحدها “شل البلد للضغط على الحكومة”. ولم يُسقط العونيون من خياراتهم إمكان التصعيد وصولاً إلى المطالبة باستقالة الحكومة.

السابق
سلام يخوض الخميس تحدِّياً آخر
التالي
«الأخبار»: الأزمة بين «التيار» و«المستقبل» أمام حائط مسدود