قتال حزب الله يحاصر أهالي عرسال اقتصاديًا وأمنيًا

هي عرسال المنسية عن الخارطة اللبنانية إلاّ من دوريات مؤللة للجيش اللبناني تجول يومياً في البلدة لفرض الأمن داخلها، يعيش أهلها اليوم تضييق وحصار أمني وإقتصادي بحجة محاربة الإرهاب لمنع دخوله إلى لبنان عبر جرودها!

 

منذ أكثر من عام وأهالي عرسال يعيشون تبعات حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ذنبهم أنّهم فتحوا بيوتهم للاجئين هاربين من الظلم والقتل الذي يلاحقهم من نظام القتل وأدواته، أهالي عرسال الذين ناصروا المظلوم باتوا محاربون اليوم برزقهم ووجودهم.

إذاً هي حرب ممنهجة إعلامية وميدانية تتعرّض لها عرسال منذ أكثر من عام، فبسبب عدم اكتراث الدولة لمطالب أبناء عرسال منذ بداية الحرب السورية بحماية ونشر الجيش اللبناني على الحدود، تمركز المسلحين الإرهابيين في جرودهم، ودارت الإشتباكات بين الجيش اللبناني والمسلحين.

أهالي عرسال يعيشون اليوم ضائقة إقتصادية وإجتماعية بسبب معارك الجرود

معركة ترافقت مع حرب إعلامية اتهمت أهالي البلدة بأنّهم بيئة حاضة للإرهاب، أصوات سياسية وإعلامية أعلنت أنّ عرسال تحتضن إرهابيين قادمين من سوريا وجنّدوا بعضاً من أبناء البلدة من أجل محاربة الجيش وتحويل لبنان عبر عرسال إلى سوريا ثانية!

كل ما سبق ذكره، حاربوه أبناء عرسال في اعتدالهم وبقائهم تحت سقف الدولة والقانون، أثبتوا أنّهم أبناء المؤسسة العسكرية التي استقبلوا عناصرها بنثر الأرز والورود، ولكن ماذا يجري اليوم في عرسال وكيف يعيش أبناؤها؟

منسق تيار المستقبل في عرسال بكر الحجيري شح لـ «جنوبية» الوضع الذي يعيشه أبناء عرسال، خصوصاً بعد إعلان حزب الله محاربة المسلحين في جرود عرسال.جرود عرسال

ميدانياً أكدّ الحجيري أنّ «الوضع في جرود عرسال مستقر نوعاً ما، وكل المتصارعين في الجرود هم في حالة هدوء وترقب، إلاّ أنّ الجيش اللبناني ينفذ بعض العمليات الدقيقة ويقصف مواقع للمسلحين، إضافة إلى دوريات مستمرة للجيش اللبناني في أنحاء البلدة».

أمّا إجتماعياً وإقتصادياً، أشار الحجيري أنّ «أهالي عرسال يعيشون اليوم ضائقة إقتصادية وإجتماعية، فجرود عرسال الواسعة والتي تشكل خمس مساحة لبنان يحتوي على 4000 شجرة بعلية مثمرة تشكلّ مصدر رزق لعدد لا يستهان به من أبناء البلدة وتؤمن دخلاً جيداً للبلدة».

وتابع: «هؤلاء المزارعون ممنوعون اليوم من الوصول إلى البساتين التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد، بسبب تمركز حزب الله هناك. كذلك هناك خطر حقيقي على وجود هذه الأشجار التي يعتاش منها أبناء البلدة بسبب تعرّض بعض الأشجار إلى قذائف ورصاص».

ولفت الحجيري إلى أنّ: « قسماً كبيراً من أبناء البلدة والذين يعملون في المقالع والكسارات، وهم منذ زمن محرومون من الوصول إلى كساراتهم الموجودة في الجرود وبالتالي هم عاطلون عن العمل».

إذاً وبحسب الحجيري هناك مؤامرة محاكة ضدّ أبناء عرسال، من أجل حرمانهم إقتصادياً، وأشار أنّ «أبناء البلدة اليوم ليس لديهم مصدر بديل عن المقالع والكسارات وعن المحصول الزراعي لكي يؤمنوا دخلاً يساعدهم على الإستمرار».

المزارعون ممنوعون اليوم من الوصول إلى البساتين التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد، بسبب تمركز حزب الله هناك

وأضاف الحجيري «عرضنا أوضاع البلدة خلال مجموعة من اللقاءات مع المسؤولين أبرزهم، رئيس الحكومة تمام سلام، ووزير الزراعة أكرم شهيب ولم نتلق سوى الوعود حتى اليوم» وختم حجيري «يبدو أنّ ما يحصل في عرسال هو جزء من مشروع تهجيري قصري يطال أبناء البلدة، فالعرساليون اليوم يعيشون وضعاً إقتصادياً متردياً أصعب من وضع اللاجئين السوريين».

السابق
مصرف لبنان : لا علاقة لنا بما يروج عن حملة بدك بيت ب40,000$
التالي
مصريّ يغتصب طفلة عمرها 8 سنوات