إرتداد حزب الله: الثمن الباهظ

حزب الله
نفي النصيحة الرئاسية المصرية للوفد اللبناني لم يلغ إمكانية انهيار نظام اﻷسد. ولبنان في هذه الحال هو المعني اﻷول من مخاطر تداعيات قد تغير الواقع المهزوز.

هذا ما تؤكده واشنطن وتتحسب لحصوله كل من موسكو وتهران. ويتهيأ له حزب الله في إشارات غير مباشرة. وما يفسر ذلك هو اﻹرتباك الذي بات واضحا على كل جبهات المواجهات إن في الداخل أو في الغرب والجنوب أو في الشمال. والقذائف بدأت تصب وسط دمشق. وجيشاً الدفاع والهجوم اﻷسديان دمرا قرابة 50 بناء في منطقة المزة. تحسباً ﻹمكانية اجتياح محتمل لدمشق عينها.

حزب الله يترقب. وهو الفريق اﻷول الذي يتوجس خيفة من حصول هذا المكروه. ﻷنه لن يتقبل الخسارة بسهوله. ومن هنا تبدأ التداعيات. والخطر اﻷقرب هو ارتداد حزب الله على لبنان لتغيير المراوحة السياسية. والعمل على إلغاء هذه المراوحة يكون بتصفية حسابات سياسية. وكان أعلن النائب محمد رعد عن هذا الشعور بـ”تصفية الحساب بعدين”. ويكون ذلك بعمل أمني- عسكري. ﻻعتبار الحزب هو الجهة الوحيدة القادرة على ذلك. خصوصاً وأن ما يجري في اليمن يعتبر أكثر من نصف خسارة للمحور اﻹيراني – حزب الله. وﻷن “انتصارات القلمون “ستبدو هزيلة ومطوقة بجيش حرمون اﻷقرب لخاصرته الجنوبية. ويعتبرها خبراء عملية التفاف على دمشق.

وقد يصل اﻷمر بعملية التفاف ترسانة الحزب الجاهزة المتحركة إلى إمساك لبنان بقبضة حديدية. تفرض أمراً واقعاً جديداً.ورئيساً ممانعاً من 8 آذار. وقد تصل اﻷمور إلى تصفيات جسدية لشخصيات وازنة من 14 آذار أو غيرها إذا عارضت بقوة. فالمزح هنا ممنوع.وهو ما سيطرح المظلة الدولية للبنان إلى خرق فاضح.

وحزب الله لن يقدم على هذه الخطوة بدون تشاور وتنسيق مفتوح مع مرجعيته اﻹيرانية. والنظام السوري بدوره سيتجه ﻹقامة دويلة الساحل العلوية. لتشكيل خط ساحلي يساند اكتمال إطباق الحزب على لبنان. وإن مثل هذا السيناريو سيكون واقعياً إذا ما فشلت المفاوضات اﻷميركية – اﻹيرانية. مع ملاحظة تمديدها إلى إيلول.

مهلة تمديد التفاوض ونتائجها إلى أيلول المقبل توحي بإمكانية حصول هذا السيناريو. مع تأكيد روسيا الدائم على التمسك باﻷسد وهو ما يشير إلى عدم اتفاق روسي – أميركي نهائي على مرحلة ما بعد اﻷسد. وهذا اﻹنتظار سلاح ذو حدين:

– الشيطان اﻷكبر يستثمر الضغوطات العسكرية على بوابات دمشق. والضغوطات اﻹقتصادية على إيران. وهو ما اعترف به الشيخ روحاني بصراحة. وغطس تهران في مستنقع الدم السوري.

– إيران تستثمر بإمكانية اجتياح حزب الله للبنان وإخضاعه كله “الممانعين”. كذلك اﻹبقاء على كانتون الدويلة العلوية. كما ألمح خبراء إيرانيون.ويكون حزب الله أثبت مصداقية قراره بالحرب في سورية. ليقول ﻷنصاره إن الخسائر البشرية في القلمون لم تذهب سدى. بل هي التي أخضعت لبنان. وأسقطت المراهنة على أعداء الحزب.

دون نسيان “داعش” التي ستستثمر كل ذلك بمزيد من اﻹنتشار والسيطرة والتوسع في الفراغ الذي تركه كل من الحزب والنظام.وحينها ستنفتح سورية كلها على احتماﻻت مفتوحة. وقد تكون ليبيا مكررة.

إن تغليب هذا السيناريو هو احتمال قائم. وخيار أقرب لدى حزب الله.للضغط على واشنطن والمظلة الدولية في لبنان. ويتحول هذا اﻹحتمال إلى واقع إذا ما صدق التحذير الرئاسي المصري وجاء نفيه من موقع التأكيد. أما الذي يسرع بتواتر أحداث هذا السيناريو فهو أي انهيار مفاجئ لنظام اﻷسد. بدءاً بإسقاط دمشق عاصمة اﻷسد الذي بات يحكم ربعها.

السابق
حزب الله: ننفي ما ورد من اتهامات تجاه بزي في ويكيليكس
التالي
انعدام المادة الثقافية على الأقنية العربية: من المسئول وما هو الحل؟