اوطان لن ينقذها الاّ سايكس بيكو…

وإذ تتلاشى الأوطان في بلادنا، وتنكشف عورات الشعوب العربية المسلمة التي كانت قد ثارت بداية على حكامها المستبدين قبل ان تغريها الطائفية وتتوحّش لتقوم تنهش بعضها بعضا، فإنه أصبح يخشى أن تزول تلك الأوطان وتنقسم بدورها الى كيانات مذهبية وعرقية بشكل نهائي.

فعهد الدكتاتوريات العسكرية المغلّفّة بالشعارات القومية والاشتراكية ذهب دون رجعة، ولكن المؤسف أن اللحمة الوطنيّة في اقطارنا العربية والتعايش بين الأكثريات والأقليات الدينية والعرقية يبدو أنه ذاهب دون رجعة أيضا.

تعرّت الشعارات الوطنيّة والقوميّة فجأة فظهرت على حقيقتها كمشاريع طائفية ومذهبيّة تخدم رعاة إقليميين،في لبنان أصبح شعار المقاومة طائفيا منذ مدّة، وشعار الدولة أصبح طائفيا بالمقابل، وفي سوريا أيضا النظام يدافع عن جكمه العائلي الطائفي، وثورة الجماعات الاسلامية طائفية بدورها، مشروع داعش في العراق وسوريا طائفي، والحشد الشعبي العراقي طائفي أيضا.

أما بالنسبة للمشاريع الوطنية فهي منبوذة، ومن ينادي بالالتزام بحدود تلك الاوطان وعدم الانخراط في صراعات الدول الاقليمية الكبرى هو منبوذ بدوره من قبل “طائفته القبيلة” وضعيف ومتهم بالاستسلام وبالعمالة للغرب الذي قسّم بلادنا باتفاقية المؤامرة “سايكس بيكو”. ولكن هل يعلم هؤلاء أن الحفاظ على أوطان “سايكس بيكو” أصبح حلما حقيقيا يصعب تحقيقه بعد ان اصبح عنوانا للوحدة لا للإنقسام؟

والى ان تنضج حلولا دولية تخرج بلادنا مما عليه من حروب اهلية وتذابح وانقسام…فان المشروع الوطني الوحيد الذي يمكن ان نظل متمسكين به نحن الأوفياء لأوطاننا …هو مشروع سايكس بيكو…

السابق
مدرسة التّوريث السوريّة في لبنان
التالي
الداوود: جنبلاط قزم حجم مجزرة جبل السماق