«الغرغرينا المتوازية» تؤدّي إلى بتر الأطراف حالة فُجائية من الصعب السيطرة عليها

نشرت “مايو كلينك” دراسة عن 12 حالة مرت على مدى 15 عاماً، شبيهة بحالة الطفلة ذات الاشهر الثمانية التي شغلت الرأي العام مضللاً من البعض.

تبين في نتائج الدراسة ان الاصابة بحالة “الغرغرينا المتوازية” سببت وفاة ثلاثة من الـ 12 حالة، وبتر عضو واحد او اكثر في 8 حالات من الناجين، 4 منهم احتاجوا الى بتر الاطراف الاربعة. واعتبر اطباء “مايو كلينك” ان هذه الحالة لا يمكن تفاديها على الرغم من وجود المرضى في غرف العناية الفائقة، فكيف لو ان المريضة كانت طفلة ونقلت من مستشفى في منطقة الى اخرى وامضت نحو 3 ساعات على الطريق في سيارة مدنية؟
ما هي “الغرغرينا المتوازية” وما الذي يسببها؟ وهل في الامكان تفاديها والحفاظ على الاطراف المصابة بها ام ان البتر ضروري للحفاظ على الحياة؟ هذه الاسئلة اجاب عنها الاختصاصي في جراحة الشرايين البروفسور جورج تابت، فقال أن “الغرغرينا” تعني موت الانسجة وهذا يحصل بعد مرور مرحلة نقص الاوكسيجين عنها، وهي تنتج عن نقص في التروية الدموية، جراء نشاف او جلطة او الاصابة بطلق ناري او انقباض في الشرايين، كما يحدث في بعض حالات الالتهاب.

وكل حالات الالتهاب من الممكن ان تسبب افرازات سامة مثل “الستريبتوليزين” الناتج عن التهاب “الستريبتوكوك”، وهذه الافرازات تبقى تعمل حتى بعد اعطاء المضادات الحيوية، ما يفسر بعض الاعراض الجانبية التي قد يعانيها المريض حتى بعد شفائه من المرض.
وأبرز هذه الاعراض الجانبية الاصابة بداء المفاصل او تضييق في صمام القلب الذي من الممكن ان يحدث حتى بعد الشفاء. هناك بعض الاشخاص المهيئين اصلا للاصابة بانقباض في الشعيرات الوريدية، مما يسهل حدوث انقطاع وصول الدم الى الاطراف.
وفي حالات اخرى يسبب الالتهاب هبوطاً في الضغط، فيدافع الجسم بتضييق في الشرايين الرفيعة، لدفع الدم من الاطراف الى الاعضاء الحيوية كالدماغ والكلى. وهناك بعض العلاجات التي تستخدم في الانعاش الطبي تعمل على زيادة هذا الانقباض مما يؤثر ايضا على وصول الدم الى الاطراف ويزيد تدفقه بالاعضاء الحيوية للمحافظة على حياة المريض. وفي حالات استثنائية ونادرة جدا، يكون الانقباض قوي لدرجة انه يمنع الدم منعا باتا من الوصول الى الاطراف مما يؤدي الى حدوث الغرغرينا اي موت الانسجة فيها، فيستوجب بترها قبل ان تتسبب بتسمم الجسم بكامله وبالتالي الوفاة.
والمشكلة في حالات الغرغرينا ان التشخيص يحصل بعد فوات الاوان، لذلك يجب ابقاء المصاب بتسمم جراء الالتهابات الحادة في العناية الفائقة للحفاظ على عدم انخفاض ضغط الدم، ومنع حصول الجفاف، والمراقبة عن كثب، لضبط حالته الصحية من خلال اعطائه عيارات الادوية اللازمة والمناسبة.
(النهار)

السابق
«حزب الله» وصناعة الأهداف.. و«الشياطين»
التالي
نحن بحاجة ماسة لملك كملك الصين