قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015

مهرجان قسطنطينة
تعيش مدينة قسنطينة هذه الأيام ولمدة سنة، الحدث الحلم الذي تجسد على أرض الواقع بعد طول انتظار، خاصة وأن المدينة كانت تعيش جوا من الورشات البنائية لمدة تفوق السنتين، قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، وهي التظاهرة الثقافية التي استضافتها الجزائر وافتتحت منذ أسابيع قليلة، في 16 نيسان المصادف لذكرى وفاة العلامة عبد الحميد ابن باديس.

جذور المدينة
قسنطينة “كيرتا” أو “سيرتا” كما كانت تعرف قديما هي مدينة ضاربة في التاريخ، إذ يعود وجودها منذ القدم، فقد كانت عاصمة نوميدية بقيادة “ماسينيسا”، ومرت بها الحضارة الرومانية، وصولا إلى قسنطنطين الذي أعاد بناءها، لتسقط في يد الوندال وتمر بذلك إلى البزنطيين.
الطبيعة الصخرية للمدينة جعلتها ذات جمالية خاصة، فهي تقوم على صخرتين كلسيتين يحوطهما وديان، وتربط بينهما جسور ساهم في إنشائها الرومان، الدولة العثمانية، والاحتلال الفرنسي، إذ تضم سبعة وثامنها الذي تم تدشينه مؤخرا، فأطلق عليها بذلك مدينة الجسور المعلقة، ناهيك عن لقبها عاصمة الشرق الجزائري، كما تحتل مكانة ثقافية مميزة، حيث يطلق عليها لقب مدينة العلم والعلماء، ويعرف تاريخها بمفكرين وأدباء أمثال العلامة الراحل عبد الحميد ابن باديس، والمفكر الراحل مالك بن نبي، ناهيك عن عدد كبير من الأدباء كمالك حداد، كاتب ياسين، آسيا جبار.

قسطنطينة

اختيار المدينة
يعود اختيار مدينة قسنطينة لاحتضان هذا الحدث الثقافي الضخم، مرة بسبب التاريخ العريق للمدينة ومكانتها التاريخية، وكذلك مكانتها الثقافية، ولجعل المدينة تستفيد من مشاريع ثقافية، من أجل التعريف بإرثها التاريخي والثقافي، ما جعل المسؤولين يتابعون بعناية أدق تفاصيل المشاريع قيد الإنجاز، خاصة وأن المدينة ستستضيف 22 دولة عربية، كما استفادت من استلام نخبة من المشاريع المدرجة ضمن التظاهرة وهي قاعة العروض الضخمة الزينيت (أحمد باي)، قصر المعارض، قصر الثقافة مالك حداد، دار الثقافة محمد العيد آل خليفة، مركز الفنون، المسرح، المدرسة مركز الفنون المعاصرة، فندق ماريوتس، وفندق بانوراميك، كما تم تخصيص حملة لترميم وتجهيز الواجهات العمرانية حتى تكون في مستوى الحدث وقريبا الانتهاء من عمليات ترميم القاعات السينيمائية الستة على مستوى قسنطينة كما أنه تم الانطلاق في إنجاز 6 ملاحق لدار الثقافة عبر مختلف دوائر الولاية وتخصيص مسرح جديد بمدينة الخروب وهياكل ترفيهية لفائدة الشباب.

شعار التظاهرة
قالت وزير الثقافة في مرحلة الاستعدادات نادية لعبيدي عن خلفيات اختيار شعار التظاهرة الممثل في حرف ق هو اختيار مدروس وله دلالات ورمزية في الذاكرة الجزائرية كما أنه وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ60 للثورة التحريرية المجيدة بعملية جرد المواقع التاريخية للثورة ومنها أماكن استشهاد الأبطال الثوار والزنزانات والسجون لضمها لقائمة التراث الوطني وحمايته من النسيان.

مهرجان قسطنطينة الجزائر

التحضيرات والتنظيمات والميزانية
كشف منسق عام تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سامي بن الشيخ الحسين أنه تم تخصيص ما قيمته 7 ملايير دج كميزانية للتظاهرات الثقافية وقال أن الافتتاح الرسمي للتظاهرة يوم 16 أفريل سيعرف عرضا ضخما بقاعة الزينيت الضخمة التي تتسع لـ 3000 شخص من تصميم الموسيقار الجزائري الشهير أمين قويدر بإشراف مدير عام الديوان الوطني للثقافة والإعلام ونائب محافظ التظاهرة لخضر بن تركي الذي يشرف أيضا على الأسابيع الثقافية للدول العربية والأسابيع الثقافية المحلية وأضاف أن التظاهرة تعززت بنخبة من الأساتذة المختصين وأعضاء من الجمعيات والمجتمع المدني من قسنطينة، كما كشف عن ترسيم مهرجانات ثقافية تعرف بها مدينة قسنطينة حيث ستعطى لها أهمية ودعما أكبر للتعريف بالتراث الثقافي والفني الثري الذي تعرف به قسنطينة منها مهرجان المالوف الدولي، مهرجان ديما جاز، وأوضح أنه بالموازاة مع البرنامج الثقافي ومتابعة المشاريع ستخصص دفعات من عمليات تنظيف واسعة للمدينة حتى تستقبل ضيوفها في أحسن حلة كما ستعرف المشاركة العربية من خلال الأسابيع الثقافية وفق دفتر الشروط تقديم عروض مختلفة تطال مسرح السينما الفن التشكيلي وغيرها من التعبيري وقال المنسق سامي الشيخ الحسين أنه سيتم استضافة عدة دول على غرار الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول الإفريقية والصين.

بعد الافتتاح الشعبي الكبير الذي عرفته المدينة، وبحضور الطاقم الوزاري، الماضي، وقافلة الدول المشاركة، وعرض ملحمة تعريفية عن جذور المدينة بقاعة الزينيت، مازالت سيرتا تعيش على وقع الحدث الثقافي الضخم إذ تستقبل في كل مرةٍ أسبوعا ثقافيا لبلد عربي، ابتدءًا بدولة فلسطين، والسودان ومصر، وستكون الأسابيع القادة للأشقاء العرب، بين أمسياتٍ شعرية، عروض مسرحية، وندواتٍ ثقافية.

السابق
اهالي العسكريين: العودة إلى الشارع أمر لا بد منه بعدما شمل الغموض القضية
التالي
تيننتي: مهام اليونيفيل محصورة وفقا لل 1701 ولا تغيير في الأمر