فلسطين تخسر في الفيفا أمام إسرائيل

الفيفا
خسرت القضية الفلسطينية فرصة جديدة لتحقيق شيء من العدالة بسبب ضعف قياداتها وقصر نظرهم. قرار رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالتراجع عن طلب تجميد عضوية إسرائيل في الفيفا يعد ضربةً موجعة للفلسطينين ولعشرات الآلاف من المواطنين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى قمع مظاهرة سلمية فلسطينية، كانت المنظمة العالمية للحملات آفاز إحدى منظميها، تطالب الفيفا بتجميد عضوية الاحتلال، إلا أن الضربة الموجعة للفلسطينين أتت من قبل قيادتهم التي تراجعت عن طلبها بتجميد عضوية فلسطين. هذا وكانت آفاز قد أطلقت حملة داعمة للطلب الفلسطيني بتجميد عضوية إسرائيل حيث وقع على العريضة عشرات الآلاف من مواطني الشرق الأوسط، وتم تسليم هذه العريضة إلى الجمعية العامة في الفيفا يوم البارحة.
قال فادي قرعان، مدير حملات آفاز في فلسطين: “خسرت القضية الفلسطينية فرصة جديدة لتحقيق شيء من العدالة بسبب ضعف قياداتها وقصر نظرهم. قرار رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالتراجع عن طلب تجميد عضوية إسرائيل في الفيفا يعد ضربةً موجعة للفلسطينين ولعشرات الآلاف من المواطنين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، الذين أملوا بتمرير قرار من شأنه أن يحقق المساواة، وينهي عقوداً خلت من التمييز والإساءة. وإن أعضاء آفاز يطالبون رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل رجوب بالاستقالة فوراً من منصبه بسبب إساءة استخدامه للأمانة وخذلان الشعب الفلسطيني. إن قوانين الفيفا بشأن العنصرية والإساءة واضحة تماماً كوضوح سياسة التمييز العنصري الإسرائيلية تجاه اللاعبين الفلسطينين. هذه ليست النهاية، وسيتابع الشعب الفلسطيني نضاله إلى أن يقضي على الفساد وينهي الاحتلال.”
وخلال يومين فقط، وقع عشرات الآلاف من جميع أنحاء الشرق الأوسط على عريضة عاجلة تطالب الفيفا بتجميد عضوية إسرائيل
كما سار عشرات الفتية والرياضيين الفلسطينين في الضفة الغربية وهم يحملون كرات قدم، وبطاقات حمراء ترمز إلى مطلبهم بطرد إسرائيل من الفيفا في مظاهرة سلمية تحت عنوان “هدف ضد الاحتلال”. إلا أن قوات الاحتلال عمدت إلى قمع المظاهرة بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.
ومنذ سنوات مضت من سياسات التمييز العنصري الإسرائيلية فرضت قيوداً صارمة على سفر اللاعبين الفلسطينين، عدم السماح للاعبين من دول أخرى بدخول فلسطين واللعب مع الفرق الفلسطينية، لتتحول ملاعب كرة القدم الفلسطينية إلى أنقاض، فضلاً عن السماح لخمسة مستوطنات غير شرعية بتشكيل فرق كرة قدم خاصة بها وقبولها في الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم. ولا يسمح للاعبين الفلسطينين باللعب في هذه الفرق، بل إنهم ممنوعون من دخول المستوطنات غير الشرعية، أو حتى استخدام ملاعبها. تعد هذه المستوطنات غير شرعية بحسب القانون الدولي. بل إن إنشاءها يعد جريمة حرب. على الرغم من تنفيذ الفيفا لعدة إتفاقيات مع إسرائيل لتخفيف القيود المفروضة على اللاعبين الفلسطينين، إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يحترم هذه الاتفاقيات واستمر في انتهاكها.
كما أنه شنّت حملة على شبكة الانترنت تعبّر عن الغضب الكبير وخيبة الأمل التي تسود الشارع الفلسطيني أسموها “كرت أحمر لجبريل الرجوب” بسبب سحب السلطة الفلسطينية، أمس الجمعة، طلبها تعليق عضوية الاحتلال الإسرائيلي، في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
ودعت الحملة في صفحتها على موقع آفاز لحملات المجتمع، الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، إلى التوقيع على عريضة تطالب بـ”طرد” الرجوب من منصبه كرئيس لاتحاد كرة القدم الفلسطيني، مطالبة أعضاء الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بالعمل على “عزل الرجوب من منصبه” بسبب قراره “المفاجئ” و”غير المدروس”، و”المفتقر للشفافية”.
وأكدت أن سحب الطلب “تسبب بضرر كبير للقضية وللرياضة الفلسطينية”، مؤكدة أن “الشعب الفلسطيني يحتاج لقيادات جادة تحقق له تقرير مصيره”.
وأضافت: “حان الوقت لنقول كفى للفساد وللقرارات الدكتاتورية والتنازلات السياسية؛ لنطرد الرجوب من منصبه، ولنجعل منه درسا لكل من يفكر بالتنازل عن حقوق شعب فلسطين”.
وقال مدشنو الصفحة إن “أكبر عائق أمام مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي دوليا؛ هو عدم مهنية بعض القيادات الفلسطينية، وتقديمهم مصالحهم ومصالح أصدقائهم؛ على مصلحة الشعب والقضية”، مضيفين: “سنمنح الرجوب كرتا أحمر؛ ليكون مثالاً على كل من يفشل في تحقيق مصلحة الوطن والشعب”.

السابق
«البهائيّة في إيران» لسعيد زاهد زاهداني
التالي
وليد جنبلاط عرض مع هيل التطورات وتيمور مع وفود مناطقية مطالبها