طلب انتساب إلى شيعة السفارة

أعرف لقمان سليم جيدًا. أعرف عمر حرقوص جيدًا. أعرف يوسف بزي قليلًا، ويحي جابر أكثر قليلًا. أقرأ عماد قميحة يوميًا، وعلي الأمين على مدار الساعة، والسادة من آل فحص أيضًا. أعرف وضاح شرارة منذ زمن طويل، وأحب حازم الأمين…

هؤلاء قلة من شيعة السفارة، الذين هددهم حسن نصرالله بسفاهة، وخونهم بصفاقة، واستقوى عليهم ولو كانوا – في النهاية – قلة ليس لديهم إلا قلم وورق. لكن الحبر على الورق يخيف نصرالله وحزبه اليوم، تمامًا كما أخاف حمزة الخطيب سلطان البعث السوري حين لطخ جدارًا في درعا بالدهان، وكتب ما كتب، ليخطّ بدمه قصة سوريا من غير الأسد ومن غير الأبد.

جبارة هذه الثورة السورية، أين منها كل ثورات العالم، من ثورة الزنج إلى اقتحام الباستيل… فسخت السوريين، وصدّعت اللبنانيين، وفرقت شيعة إيران عن شيعة الأميركان. ونصرالله الغارق حتى عمامته في وحل القلمون، حتى لا نقول سوريا التي سحبته منها إيران بموجب معاهدة الصداقة والتعاون الجديدة مع الولايات المتحدة، يريد تحقيق أي انتصار، مهما كان الثمن، ومهمن كان العدو، حتى لو كان هذا العدو جماعة من شعراء وكتاب ورسامين ومؤلفين شيعة، انتصر فيهم دم الشعب السوري الحسيني على سيف القاتل، سيف من يدّعي الرجوع إلى الحسين نفسه.

لأول مرة بعد العام 2000، عام النصر والتحرير، أشفق على نصرالله، رغم أنني أراه فأتذكر براقش. لكنها جنت على نفسها، وعلى آلاف من شباب الشيعة اللبنانيين الذين غسل نصرالله أدمغتهم بشعارات صارت اليوم بلا تأثير في شريحة واسعة من الشيعة أنفسهم، إذ أدركوا أن الست زينب آمنة في قبرها، ولن تسبى أبدًا، وقصة سبيها الثاني أفيون أتقن حزب الله دسه في دماء شباب الطائفة، واستثماره في عبث إيران الاقليمي.

لأول مرة منذ العام 2000، عام النصر والتحرير، أكره نصرالله الذي قتل ربعه، ويستعد ليقتل بقيتهم، وكل من يقول في الإمر إنّ، فداءً لـ”صرماية” بشار الأسد. فهؤلاء الشيعة لا يريدون أن يكونوا فداءً لـ “صرماية” أحد.. لا نصرالله، ولا سيّد نصرالله، ولا سيّد سيّد نصرالله، وراضون بأن يخونهم إن كانت خيانتهم مجدًا للبلد، وقابلون بأن يتهمهم بالعمالة، إن كانت عمالتهم رفضًا لقتل أطفال السوريين، وكرهًا برامي البراميل، ومرسل المراسيل بالقنابل.

لست شيعيًا، وثمة غيري كثير ليس شيعيًا، لكن نتمنى لو كان لشيعة السفارة استمارة انتساب، فنملأها بأسمائنا وآرائنا، فيعرف نصرالله أن الباطل لا يدوم، ولو ألبسه عمامةً. على كل حال، أرجو اعتبار ما سبق طلب انتساب رسمي، إلى حين.

المصدر: ايلاف

السابق
جائزة كامل مروة للدراسات الاعلامية، مالك مروة: كان من رواد الاحتراف
التالي
أيها اللبنانيون: بعوضة النمر الآسيوي .. غير قاتلة