موفدو عون التقوا «المستقبل» و«الوفاء للمقاومة» والنتائج باردة وغامضة

الحوار اللبناني

منذ مطلع الاسبوع الجاري، ووفد تكتل “التغيير والاصلاح” يجول على المرجعيات والكتل النيابية لتسويق المبادرة التي أطلقها رئيس التكتل (الجنرال السابق) النائب ميشال عون حول انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة…
ويوم أمس، التقى الوفد كتلة “المستقبل” برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وكتلة “الوفاء للمقاومة” برئاسة النائب محمد رعد، فكانت الأجواء، “باردة غامضة”، على ما قالت أوساط متابعة.
عضو كتلة “المستقبل” النائب احمد فتفت الذي شارك في اللقاء أوضح ان “اللقاء كان طويلاً وصريحاً وواضحاً…” واشار الى تلاقٍ بين التيارين في نقطتين أساسيتين: الاولى اتفاق الطائف، والثانية صلاحيات المحكمة العسكرية… وقال: أبلغنا وفد “التكتل” اننا سندرس طرح العماد عون لكننا طلبنا منهم في الوقت نفسه ان يدرسوا الاقتراح الذي تقدم به الرئيس سعد الحريري منذ سنتين والقائم على استكمال تطبيق الطائف من خلال تسجيل “اعلان بعبدا” في مقدمة الدستور، إضافة الى ان اللقاء تطرق الى تاريخ العلاقة بين التيارين ومواقفهما، إضافة الى التعيينات الأمنية، وفي هذه النقطة قال الرئيس السنيورة “ان اختيار قائد الجيش هو اختيار سياسي… وشدد على ضرورة ان يكون لرئيس الجمهورية دور في هذا الاختيار…”.
من جانبه شدد عضو كتلة “المستقبل” النائب جان اوغاسبيان على “وجوب العودة الى الدستور وعلى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، اذ لا وقت للاتفاق على تسويات واقتراحات لتسويات وتعديلات دستورية بموضوع رئاسة الجمهورية طالما ان آراء الافرقاء السياسيين لاتزال نفسها…”.
… وعند “الوفاء للمقاومة”
وفي السياق عينه زار وفد “التغيير والاصلاح” كتلة “الوفاء للمقاومة” في مقر الكتلة في حارة حريك… وبعد اللقاء أكد النائب محمد رعد “حرصنا جميعاً على ان نخرج من الازمة بحلول واقعية لامستها المبادرة” (العونية) لافتاً الى “ان التعاطي الجدي مع المخارج المطروحة يمكن ان يفضي الى ايجاد مخارج… وتصل الى ملء الفراغ في سدة الرئاسة والعمل في كل المؤسسات الدستورية”.
من جهته طالب عضو “التغيير والاصلاح” النائب اميل رحمة “المعنيين خصوصاً القيادات السياسية بأن لا ينظروا الى هذه المبادرة نظرة السجال والجدلية السياسية، بل ان يستووا تحت سقف العودة الى الشراكة الحقيقية المتوازنة…” وقال: “ان مبادرة الجنرال عون يجب ان نتطلع اليها على أنها فرصة لكي نجلس جميعاً ونجد المخارج…”.

(الشرق)

 
تصويب كتائبي على عون
إلى ذلك، فقد بدأت تتكشف يوماً بعد يوم، حدة الخلافات بين “حزب الكتائب” والجنرال عون… وفي هذا، رأى النائب ايلي ماروني ان “حزب الله يجاري العماد عون في الركض السريع باتجاه مؤتمر تأسيسي لتخريب كل لبنان خصوصا المسيحيين”. لافتاً الى “ان الآلية الفضلى لانتخاب رئيس للجمهورية هي النزول لمجلس النواب وانتخاب رئيس…”. متمنياً على البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي “ان يمارس الحرم الكنسي على النواب الذين يقاطعون جلسات الانتخابات خصوصاً النواب المسيحيين…” داعياً الى “ثورة شعبية لأن الدولة تضيع من يدنا…”.

 
حراك لـ”النواب السابقين”
بدورها “الهيئة العامة لرابطة النواب السابقين” أكدت بعد اجتماعها الدوري أمس، أنه “لا يمكن تحصين لبنان إلا بالعودة الى النظام الديموقراطي البرلماني وهذا يتطلب أولاً انتخاب رئيس للجهورية وتأليف حكومة وفاق وطني… ومن ثم وضع قانون انتخابي عادل…”.
وقالت الهيئة في بيانها “ان المجتمعين قرروا متابعة التحرك لتحقيق هذه الأهداف لدى المرجعيات كافة… وان تبقى اجتماعاتها مفتوحة للوصول الى تجنيب لبنان الأخطار المحدقة به…”.

 
… و14 آذار: خيار وحيد أمام عون
أما الأمانة العامة لقوى 14 آذار، فرأت بعد اجتماعها الاسبوعي أمس، ان “كلام العماد عون على انتخاب رئيس من الشعب هو بمثابة انقلاب على النظام الديموقراطي وعلى الدستور وعلى وثيقة الوفاق الوطني”. وأكدت “ان الحل الوحيد أمام عون هو التوجه الى مجلس النواب من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد…”.
وفي مجال آخر، أكدت الأمانة العامة “ان الجيش اللبناني هو وحده المخول حماية لبنان من أي خطر عبر نشر قواته على الحدود كافة بمؤازرة القوات الدولية كما يتيح القرار 1701”.

 
المشنوق ومحاكمة الموقوفين الاسلاميين
في سياق مختلف، فقد عقد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مؤتمراً صحافياً في مكتبه بالوزارة في حضور مستشاره لشؤون السجون العميد منير شعبان، تناول فيه التطورات في سجن رومية والأوضاع العامة، وأعلن أنه “يتم اليوم نقل حوالى 500 سجين من المبنى “د” الى المبنى “ب” بعد الانتهاء من ترميمه وتزويده كل الحاجات الضرورية على مستوى جيد…” وقال “ان 75 في المئة من الموقوفين الاسلاميين انتهت محاكمتهم وخلال شهرين تكون بقية الأحكام قد صدرت…”.
وعرض المشنوق خلال المؤتمر شريطاً مصوراً يبين كيف كان المبنى “ب” بعد العملية التي تمت من ثلاثة او اربعة اشهر وكيف اصبح”. وأوضح أنه “أصبح هناك تشكيلات وتعديلات في مسألة أمن السجن وطريقة ادارته بما يضمن عدم تكرار الاحداث…”.
ورأى المشنوق ان “المشكلة أكبر كثيراً مما نعتقد… ونحاول ان نخفف ما يمكن ان يسمى بظلم او تعب او عدم توافر امكانات انسانية للسجناء… وهذا يحتاج الى وقت طويل…”.
وأكد أننا “نعمل للمرة الأولى منذ 53 سنة على بناء سجن نحفظ فيه كل حقوق المساجين… ويكون مقراً لتهدئة السجين واصلاحه وليس لتحويله الى صاحب مشاكل أكبر او اختصاصات إرهابية…”.

السابق
الشغور الرئاسي في عامه الأول… موفد فاتيكاني واطلالات رئاسية
التالي
الحكومة تبحث موضوع عرسال اليوم