«سقف الطائف»في حوار عون و«المستقبل» المشنوق يطرح تصوّراً متكاملاً لقوى الأمن

اكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الحوار مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون مستمر لأنه " حقق الكثير من الايجابيات". واشار المشنوق عقب لقائه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في الرابية، الإثنين الى ان الحوار مع عون مستمر ولن يتوقف. وأضاف أن هذا الحوار قد حقق الكثير من الايجابيات منها الاستقرار الحكومي والاستقرار السياسي في البلد"، مردفاً أن انتخابات الرئاسة بحاجة الى المزيد من النقاش بين الافرقاء لانتخاب رئيس توافقي. واوضح انه "لم يأت حاملا رسالة، مع انه ممثل تيار المستقبل في الحكومة، والحوار حقق الاستقرار الحكومي وساهم في اقرار الخطة الامنية، وقد ساهم هذا الحوار في العديد من الانجازات"، مؤكداً أن "لا خلاف حول الية عمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي". ونفى المشنوق مناشدته رئيس الحكومة تمام سلام تشكيل "حكومة مصغرة"، لافتا الى ان النقاش يدور حول تشكيل خلية ازمة. ودخل لبنان في الاسبوع الرابع من الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار. ووفق الدستور فإن الحكومة مجتمعة تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال الفراغ.

كتبت صحيفة “النهار” تقول : بدت عبارة ” تحت سقف الطائف” التي ترددت مرات عدة أمس خلال المحطات المتبقية من جولة وفود “تكتل التغيير والاصلاح” على القيادات السياسية والكتل النيابية بمثابة تلطيف او تبريد للاجواء الملتبسة التي اثيرت اخيراً حول الاقتراحات الاربعة التي طرحها العماد ميشال عون من غير ان يعني ذلك ان المرونة التي برزت ستواكبها مفاعيل عملية. واذا كانت اقتراحات عون شكلت محور هذه المحطات، فإن اللقاء الذي جمع وفد التكتل مع كتلة “المستقبل” برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة اتسم بأهمية خاصة نظراً الى ما بين الفريقين من مراحل تجاذبات، فضلا عما يثيره ملف التعيينات الامنية والعسكرية من غموض في أفق هذه العلاقة.
لكن التطور الايجابي الذي برز في اللقاء تمثل في اعلان كل من الفريقين انفتاحه على الآخر، ووصفت اوساطهما النقاش الذي حصل بانه اتسم بصراحة كبيرة ومعمقة ومنفتحة. واعتبر النائب آلان عون ان “اهم الايجابيات في هذا اللقاء اننا استطعنا اخراج هذه العلاقة من مرحلة رمادية الى مرحلة اكثر وضوحاً من ناحية المآخذ والهواجس ومطالب كل من الفريقين”. وأكد الاتفاق مع “المستقبل” على تطبيق الطائف “فلا أحد يطلب تغيير الدستور أو نسف الطائف “. كما قال النائب احمد فتفت إن “كتلة المستقبل ستدرس مبادرة العماد عون بعناية” وكشف ان الكتلة طلبت من التكتل “ان يعيد درس ما طرحه الرئيس سعد الحريري منذ سنتين في شأن تجسيد اعلان بعبدا في مقدمة الدستور وعبر انتخاب مجلس شيوخ وفق النظام الارثوذكسي الذي يؤمن لكل الاطراف حريتهم في خياراتهم وكذلك الامر بالنسبة الى اللامركزية الادارية وقانون الانتخاب وفق دوائر مصغرة تكفل الحفاظ على العيش المشترك”.
المشنوق
ومن المقرر أن يقوم وزير الداخلية نهاد المشنوق اليوم بزيارة العماد عون “في إطار الصداقة بينهما”، كما قال وزير الداخلية في لقاء إعلامي محدود شاركت فيه “النهار” أمس على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده للتحدث عن إنجازات في سجن رومية هي الاولى من نوعها منذ عام 1962 أي قبل 53 سنة. أوضح وزير الداخلية أن هدف زيارته للعماد عون هو عرض تصور متكامل لواقع قوى الامن الداخلي على مستوى القيادة سواء في ما يتعلق بمنصب المدير العام لهذه القوى أم بمجلس قيادتها الذي يتألف من عشرة أعضاء بقي منهم فقط عضوان أصيلان، فيما المطلوب من المجلس إتخاذ قراراته بالتصويت بأكثرية ثمانية أصوات، مما يعني أن عمل المؤسسة مرتبط بتكوين هذا المجلس. ولفت الى أن مبدأ الاستعانة بالضابط الاعلى رتبة ليحلّ محل الضابط الذي تنتهي مدة خدمته هو لضرورات إستثنائية طارئة وليس في صورة دائمة. وبعدما شدد على أن الامن الداخلي المنوط به الامن ومكافحة الارهاب لا يستطيع القيام بهاتين المهمتين من دون بت ملف قيادته في مهلة أقصاها 5 حزيران المقبل، أعلن انه سيقوم بجولة واسعة من الاتصالات تشمل مختلف القيادات. وشدد على الفصل بين ملف قوى الامن وملف قيادة الجيش التي يبت أمرها مطلع أيلول المقبل. واضاف المشنوق ان لديه خياراته في ما يتعلّق بالامن الداخلي سيطرحها في الوقت المناسب. وأبرز ضرورة وقف كل الكلام الذي ينال من القيادات الامنية التي “تضع دمها على كفّها” في هذه المرحلة الحرجة التي يمرّ بها لبنان.
وعلم ان موضوع التعيينات كان مدار بحث في الجلسة الاخيرة للحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” إضافة الى مواضيع عرسال والخطاب الاخير للسيد نصرالله وسلبيات موقف المسؤول الايراني علي أكبر ولايتي من السعودية. وكان تشديد على إستمرار العمل الحكومي. وعلم أن غياب المعاون السياسي لنصرالله حسين الخليل سببه وعكة صحية.
وعلمت “النهار” ان اللقاء الذي عقد أمس بين وفد “المستقبل” وقائد الجيش العماد جان قهوجي كان من أجل متابعة موضوع المحكمة العسكرية، وحرص الوزير المشنوق على المشاركة فيه إنطلاقا من التقدير لقيادة الجيش في حفظ الامن. وفهم أن الاتصال الذي أجراه العماد قهوجي بالمحكمة كان لاستيضاح القرار الذي أصدرته في حق سماحة بعد تلقي قائد الجيش اتصالا من الرئيس سعد الحريري يسأله فيه عن القرار وخلفياته. وأفاد أن قيادة الجيش ماضية قدماً في طيّ صفحة “وثائق الاتصال” التي يقدّر عددها بعشرات الآلاف، وقد تمكّنت القيادة حتى الان من إنهاء 20 ألفاً من هذه “الوثائق” التي تطرّق اليها المشنوق في مؤتمره الصحافي.
وتخلل اللقاء تشاور في تطورات الحدود الشرقية حيث أكد قائد الجيش قدرة الجيش على حماية الحدود والمناطق اللبنانية القريبة من الحدود إنطلاقا من جهوزية الجيش على مدار الساعة والامكانات التي يتمتع بها على مستوى التسليح، قائلاً إن قيادة الجيش تنفذ قرارات السلطة السياسية وهي مستعدة لتنفيذ أية قرارات تتخذها الحكومة على هذا الصعيد. أما في ما يتعلّق بعرسال، فهي تضم 120 ألف شخص، 30 في المئة منهم مواطنون لبنانيون والآخرون لاجئون سوريون. وقال المشنوق انه حاول طوال ثمانية أشهر العمل على نقل اللاجئين من عرسال من دون جدوى بسبب الاعتراضات السياسية، لكن “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وافقا أخيراً على هذا الامر لكن بعد فوات الاوان. لكنه تحدث عن وجود مظلة أمنية لحماية لبنان وتماسك جدي عند كل القوى المعنية، مشيداً بالرئيس نبيه بري الذي يبذل كل جهد لمنع جرّ لبنان الى صراعات المنطقة.
مجلس الوزراء
الى ذلك، أبلغت مصادر وزارية “النهار” أن بوادر تصعيد سياسي للتعطيل الدستوري أطلّت أمس في جلسة الوزراء المخصصة لمتابعة مناقشة مشروع الموازنة وذلك من خلال إثارة مواضيع أمنية وسياسية من خارج جدول الاعمال. وقالت إن وزراء “التيار الوطني الحر” ومعهم وزير “حزب الله” حسين الحاج حسن طلبوا مناقشة أوضاع عرسال، فرد رئيس الوزراء تمّام سلام بأنه يتابع يومياً هذه الاوضاع في البلدة وفي ضواحيها وتلالها وسائر الحدود الشرقية، مذكّرا بأن الجلسة مخصصة للموازنة. وحاول الوزير جبران باسيل أن يولي المجلس ملف عرسال الاهتمام اللازم، لكن الرئيس سلام أصر على أن الموضوع يمكن أن يطرح في جلسة عادية كالتي ستعقد اليوم. بعد ذلك، تابع الوزراء متابعة مناقشة بنود الموازنة والتي أستهلك معظم الوقت بند موازنة وزارة التربية نظراً الى ضخامتها.
وصرح وزير العمل سجعان قزي لـ”النهار” تعليقا على ما دار في الجلسة بأن “القصة ليست عرسال بل قصة القلمون والتي بدأت منها مشكلة عرسال”. وقال: “قبل أن نطلب من الجيش ماذا يفعل لعرسال علينا أن نطلب من “حزب الله” ان يقول لنا ماذا يفعل في القلمون خارج الحدود اللبنانية حيث كل المشاكل على الحدود ناجمة عن تورط “حزب الله” في القلمون السوري”.
ويشار أخيرا الى ان مضاعفات الحكم على الوزير السابق ميشال سماحة لم تتوقف، اذ نفذت أمس التنظيمات الشبابية في قوى 14 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي اعتصاماً أمام مبنى المحكمة العسكرية احتجاجاً على الحكم المخفف الصادر في حقه.

السابق
العبادي يزور موسكو لبحث ‘توسيع التعاون العسكري’
التالي
طائرات أميركية للرصد.. والجيش يستعد للأسوأ.. مصير عرسال عالق في «جرود الحكومة»