سرطان الرئة: وفاة شخص كل 6 ثوان

يُعدّ سرطان الرئة من من أكثر انواع السرطانات انتشاراً. يصيب 1.8 مليون حالة جديدة سنوياً، ويتسبب بوفاة 1.6 مليون شخص سنوياً، أي العدد الأكبر من وفيات السرطان في العالم. يصيب الرجال أكثر من النساء بسبب التدخين، غير أن المعطيات تشير إلى زيادة انتشار سرطان الرئة عند النساء بسبب التدخين. وتسجل تلك المعدلات ارتفاعاً في العالم بسبب زيادة نسبة التدخين، وزيادة أمد الحياة. تظهر ثماني من بين كل عشر حالات عند الأشخاص الذين يتجاوزون الستين عاماً.
يشكل التدخين السبب الرئيس للإصابة بسرطان الرئة، إد تعود نسبة 85 في المئة من الحالات إلى التدخين، بينما تتنوع الأسباب الأخرى من عوامل وراثية، إلى التعرض لبعض المواد مثل مادة «الرادون»، أو «الاسبستوس» التي كانت تستخدم في مواد البناء في الأبنية القديمة.
يؤدي التدخين إلى ضرر في الحمض النووي لخلايا الرئة، فتتحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية. يشرح الأستاذ المساعد في الطب السريري في «الجامعة الأميركية في بيروت» الدكتور عرفات طفيلي، خلال الندوة العلمية التي نظمتها شركة «بوهرنجر إنجلهايم» نهار السبت الماضي في دبي، وجود نوعين من سرطان الرئة: سرطان الرئة غير صغير الخلايا (85 في المئة من سرطان الرئة)، وسرطان الرئة صغير الخلايا (14في المئة من سرطان الرئة). وتختلف آليات الانتشار والعلاج بين النوعين.
ترتكز الأعراض على نقص مفاجئ في الوزن، السعال، أوجاع في الصدر وضيق في النفس، وتعتبر تلك الأعراض مشتركة مع أمراض أخرى، ما يؤخر بالتالي التشخيص المبكر لسرطان الرئة في مراحله الأولى. يلفت العضو التنفيدي في «رابطة أطباء العرب» لمكافحة السرطان الدكتور محمد جالودي، إلى أن ثلثي حالات سرطان الرئة يتم تشخيصها في مراحل متقدمة، ما يخفف نسبة الشفاء وإنقاذ الحياة.

 

تعتمد سبل التشخيص على اجراء التصوير بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي، وإجراء فحوص الدم والبلغم. وتختلف آليات العلاج وفق مراحل تقدم المرض. ترتكز العلاجات التقليدية على الجراحة، والعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي. غير أن تقدم الطب يوفر اليوم علاجات مهدفة ضد بعض أنواع سرطان الرئة وعلاجات مناعية.
يشرح طفيلي أن العلاجات المهدفة تستهدف أنواع سرطان الرئة المرتبطة بتغييرات في بعض البروتينات، التي تظهر على غلاف الخلايا. فعلى سبيل المثال، تؤدي طفرة في جين «EGFR» إلى تكاثر الخلايا السرطانية، فتثبط العلاجات المهدفة نشاط تلك البروتينات وموت الخلايا السرطانية. تساعد تلك العلاجات المهدفة بعض المصابين بسرطان الرئة الذين يظهرون طفرات جينية معينة، وتعتبر أكثر فعالية وأقل ضررا للخلايا الطبيعية من العلاج الكيميائي.
تبين دراسة علمية، أشرف عليها طفيلي وشملت 210 مرضى من لبنان والأردن والعراق وانتهت مند شهرين، أن نسبة 15 في المئة من المرضى يظهرون تغيرات في بروتين «EGFR» و2 في المئة في بروتين “ALF”، ما يساعد على اختيار العلاج المهدف المناسب للمريض. وتزيد العلاجات المناعية الحديثة فرصة الشفاء من سرطان الرئة في المراحل المتقدمة، لكن يصعب، في العادة، على جهاز المناعة التعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها. غير أن العلاج المناعي يساعد جهاز المناعة في الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها. يحد العلاج المناعي نشاط بعض البروتينات مثل «PD1» أو» CTLA4»، ما يعزز جهاز المناعة في مكافحة الخلايا السرطانية.
يلفت طفيلي إلى أن علاج سرطان الرئة المرتبط بطفرات جينية محددة، أسهل من سرطان الرئة المرتبط بالتدخين الذي يعد معقداً ولديه القدرة على مواجهة العلاج والاستمرار في النمو. ولا يوجد حتى اليوم، وفق طفيلي، لقاحات للوقاية من سرطان الرئة أو للعلاج منه. في المقابل، توجد وفرة من البحوث السريرية في شأن إنتاج لقاح ضد سرطان الرئة، وفق الدكتور انديرس ميليمغارد من مستشفى جامعة «هيرليف» في كوبنهاغن، من دون أن تنجح تلك المحاولات حتى الآن، بسبب تعقيدات آليات المرض واختلافه بين الأفراد.
يشدد رئيس قسم الأورام في «مدينة الملك عبد العزيز الطبية» في الرياض الدكتور عبد الرحمن جازية، على ضرورة التنبيه من مخاطر التدخين والنرجيلة والوقاية منها، إذ يتوفى شخص واحد في العالم كل ست ثوان بسبب التدخين. ويواجه الشرق الأوسط تحديات عدة في مواجهة سرطان الرئة، أبرزها: نقص في برامج الحد من التدخين، زيادة نسبة المدخنين من سجائر ونرجيلة، قلة في التوعية المجتمعية، تأخر في التشخيص وإهمال الأعراض، ما يحد بالتالي من فرص الشفاء، وغياب السجلات الوطنية التي توفر المعطيات في شأن نسب انتشار المرض.

(السفير)

السابق
أصيبت بحروق جراء انفجار «آيفون»
التالي
إقامة جنبلاط في باريس قد تطول