رسالة شخصية إلى حبيب القلب الزعيم الكوري الشمالي

كيم

أريد أن أصدّق من كلّ عقلي وفكري وقلبي، أنكَ فعلتَ ما فعلتَ بوزير دفاعكَ.
إن شاء الله، يكون الخبر مؤكداً، وليس محض شائعة!
سأخاطبكَ، أيها الزعيم المحبوب، من دون مجاملات: برافو عليك، يا حبيب القلب، أيها البطل الجَسور، يا حبيب الجماهير!
مَن مثلكَ ينبغي أن يكون القدوة والمثل والمثال.
الكلام في سرّكَ: أغار من بلدكَ، ومن شعبكَ، وأصلّي ليكون عندنا من أمثالكَ. كنا لنعيش، أو نموت – لا فرق – مرتاحي البال، مطمئنين إلى يومنا وغدنا ومصيرنا.
شو كان على بالنا، لو أنكَ تحكم بلادنا، والدول المجاورة! بودّي لو أحلم فقط، بأنكَ مقيم في ظهرانينا، في القصر الجمهوري مثلاً. بدّي أعرف، شو كان عملو ها الزعران إللي عنا؟! ومين كان استرجى يقبّ راسو، ويفتح تمّو!
لا طيّب اللهُ ثرى وزير دفاعكَ، هذا الذي قيل إن رجالكَ جندلوه بمدفع مضادّ للدروع. كان ينبغي لهم أن يفخّخوه بقنبلة نووية، ليكون عبرة لمن يعتبر، ولمَن لا يعتبر.
سحقاً لكلّ وزير للدفاع، ولكلّ وزير، ومسؤول، بل لكلّ مواطن متفلسف أو مسكين، تغفل عينه ويشرد ذهنه، عن التملّي من وجهكَ الكريم.
لا أنسى ماذا فعلتَ قبله، بزوج عمّتكَ، هذا الذي قيل إنه كان مستشاركَ الوفي، وقيل أيضاً إنه كان وفياً للزعيم المغفور له والدكَ. لكنه، في لحظة من لحظات التخلي، قد يكون أحبّ أن يأكل، أو أن يشرب، أو أن يحلم، أو أن ينام مع زوجته، في حين كان عليه أن يظل صائماً صامداً مصموداً من أجلكَ! سحقاً له، هو الآخر. والله يغمّقلو!
صدِّقني. أتمنّى لكَ تعميم فعل الإعدام هذا، على الجميع، وأن تعامل الجميع بالمساواة، لما في ذلك رفاه الشعب في كوريا الشمالية العظيمة. إذ لا يجوز أن تبخل برحمتكَ على أحد. أو أن تستثني أحداً.
للمناسبة، العالم العربي عندنا يشتهي أن يحكمه زعماء من طينتكَ.
فليتكَ تزورنا، أو ترسل من لدنكَ مَن يتولى باسمكَ الاهتمام بشؤون هذه المنطقة العزيزة، التي لم يعرف زعماؤها أن يصلوا إلى مواصيلكَ. سحقاً لهم، على الرغم من كل أفعالهم المجيدة التي سيسطّرها لهم التاريخ بحروفه الذهب.
لا بدّ أنكَ سمعتَ بحافظ، وبابنه بشّار، وبصدّام، وبالآخرين، من دون استثناء. وأنكَ فرحتَ لأنهم يحاولون التشبّه بكَ وبأبيك!
لقد جاهدوا وفعلوا المستحيل، لكنهم لا يصلون إلى مواصيلك. تفوه عليهم. وأسفاً لمواهبهم الضئيلة!
طوّل اللهُ بعمركَ، يا حبيب الجماهير، ودمتَ للشعوب المقهورة مثلاً وقدوةً ومثالاً. والسلام!

(النهار)

السابق
اللحظة التي انهار فيها «العالَم»
التالي
حداد في كراتشي بعد مقتل 44 شيعيا في هجوم لـ«داعش»