البنتاغون والبيت الأبيض يحذران إيران من «لعبة خطرة» تهدد وقف إطلاق النار في اليمن

كتبت صحيفة “الشرق الأوسط” تقول : حذرت وزارة الدفاع الأميركية إيران من ممارسة “لعبة خطرة” تهدد هدنة وقف إطلاق النار في اليمن. ودعت طهران إلى تقديم أي مساعدات إنسانية ترغب في توصيلها إلى اليمن عبر مركز المساعدات التابع للأمم المتحدة في جيبوتي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون العقيد ستيف وارن: “إذا أراد الإيرانيون التصرف وفقا للبروتوكول الحالي المعمول به في الأمم المتحدة فعليهم توجيه السفينة الإيرانية التي يقولون إنها تحمل مساعدات إنسانية نحو ميناء جيبوتي لتوزيع تلك المساعدات عبر قنوات الأمم المتحدة وسيكونون قد فعلوا الشيء الصحيح في هذه الحالة”.
وشدد وارن على أن أي إجراء لتوزيع مساعدات خارج إطار منظمات الأمم المتحدة لن يكون صائبا وحذر من أنه لن يكون من المفيد أن تخطط إيران لنوع من الحيل، مشيرا إلى أن استخدام السفن الإيرانية الحربية لمرافقة سفينة المساعدات غير ضروري.
وأوضح مسؤولو البنتاغون أن البحرية الأميركية تراقب عن كثب تحركا لسفينة إيرانية أعلنت طهران حملها لمساعدات إنسانية لليمن حيث أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية أن مجموعة 34 التابعة للبحرية الإيرانية تقوم بمهمة حماية سفينة المساعدات الإنسانية.
وشدد جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض على أهمية التزام إيران بقرارات مجلس الأمن رقم 2216 وما يتضمنه من بنود فرض حظر على توريد الأسلحة إلى اليمن. وقال إرنست: “من المهم أن تدرك إيران ضرورة استخدام مرفأ جيبوتي لتقديم المساعدات والالتزام بقرار مجلس الأمن من حظر توريد الأسلحة وسنتأكد من الالتزام بفرض حظر توصيل أسلحة خلال توصيل المساعدات لليمن ونراقب رحلة السفينة الإيرانية”.
وأضاف إرنست: “إيران تدرك أنها لا يمكنها المخاطرة بالإقدام على أية حيلة، ونحث الحوثيين على استغلال الفرصة من خلال هذه الهدنة لتسهيل تقديم المساعدات ونرحب بالجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد مع الأطراف اليمنية ونحث الحوثيين وحلفاءهم على الدخول في مفاوضات للتوصل إلى حل سياسي”.
وشدد المتحدث باسم البيت الأبيض على توقعات بالتزام الأطراف اليمنية بالهدنة. وقال: “نتوقع أن يلتزم جميع الأطراف في اليمن بشروط الهدنة ولدينا مؤشرات على أنه يوجد التزام بشروط الهدنة”.
من جانبه، قال جيف راثكي نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن بلاده تتابع السفينة الإيرانية المتجهة إلى اليمن مطالبا طهران بضبط النفس. وقال: “نحن نراقب السفينة الإيرانية ونطالب الإيرانيين الالتزام بمتطلبات الأمم المتحدة فيما يتعلق بتوصيل المساعدات وفقا لإطار عمل الأمم المتحدة ونحذر من أية تصرفات استفزازية”.
وفي الأمم المتحدة، أكد ستيفان دوجريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قام بمحادثات في العاصمة اليمنية صنعاء أبرزها مع زعيم الحوثيين عبد الله الحوثي حول تنفيذ هدنة وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام دون قيد أو شرط.
وأشار دوجريك إلى أن تلك المحادثات تعد جزءا من الجولة المبدئية التي يقوم بها ولد الشيخ أحمد في المنطقة لإجراء مشاورات. وقال خلال المؤتمر الصحافي اليومي بالأمم المتحدة: “وصل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء لإجراء مباحثات مع الأطراف اليمنية والتقي زعيم الحوثيين وستكون له لقاءات أخرى في الإقليم”. وأضاف: “نأمل أن نكون على مقربة من تحقيق الهدف وهو عقد مفاوضات للتوصل إلى حل سياسي لليمن ولا يمكننا إعلان موعد للحوار لكنه سيظل هدفا أساسيا لنا، ومحادثات إسماعيل ولد الشيخ أحمد مع الحوثي هي إشارة إلى أننا على الاتجاه الصحيح لتحقيق الهدف”.
وفي سؤال حول خطط المبعوث الأممي لليمن إجراء مشاورات مع إيران حول الوضع في اليمن قال دوجريك: “المبعوث الأممي سيقوم بمشاورات إقليمية نعلنها يوما بيوم وإذا كان لإيران دور لتلعبه فإننا نأمل أن يكون دورا إيجابيا في اتجاه دفع المفاوضات لإيجاد حل سياسي لليمن”.
وأعرب دوجريك عن أمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتزام كل الأطراف بالهدنة. وقال: “الأمين العام للأمم المتحدة على اتصال بالمسؤولين السعوديين ونأمل أن يتم الالتزام بالهدنة ونحن ملتزمون من جانبنا بتقديم الإمدادات الإنسانية إلى جميع اليمنيين ونطالب بهدنة ممتدة ونأمل أن تستمر الهدنة لخمسة أيام وأن تكون نافذة تمديدها مفتوحة”.
وأشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن فرقا من المنظمة الإنسانية منها منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية، وصلت إلى اليمن، ويتم التحضير لوصول شحنات إمدادات غذائية وطبية وتوفير 300 طن من المساعدات إلى أكثر من ربع مليون يمني، وتوصيل شحنات أغذية لأكثر من 750 ألف يمني، والآلاف من الأمصال الدوائية للأطفال خلال الأيام الخمسة للهدنة، مشيرا إلى أن تلك الشحنات تمثل فقط نصف احتياجات الشعب اليمني.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود 12 مليون شخص في اليمن يصارعون أزمة نقص الغذاء والوقود. وتقول المنظمات التابعة للأمم المتحدة إنها تحتاج إلى 43 مليون دولار شهريا لتوصيل المساعدات الغذائية والوقود لنحو 2.5 مليون يمني خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وقد أعلنت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة جاهزيتها لتقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق في اليمن مع بدء تفعيل الهدنة الإنسانية. وأشار مسؤولون بالأمم المتحدة إلى وصول شحنات المساعدات الغذائية والطبية وشحنات الوقود خلال الأيام الماضية إلى ميناء الحديدة في انتظار بدء الهدنة.
وأعربت فاليري أموس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن أملها أن يلتزم الحوثيون باتفاق وقف إطلاق النار ووصفت إعلان المملكة العربية السعودية لمبادرة وقف إطلاق النار ومساعدة المدنيين بأنه شريان للحياة لليمنيين. وقالت: “نظرا لتدهور الوضع الإنساني في اليمن وتعرض مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين للخطر فمن الضروري التأكد من تنفيذ الحوثيين لاتفاق وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الضرورية المنقذة للحياة لليمنيين. وإعلان هدنة إنسانية لتوصيل المساعدات وحماية اليمنيين ستكون شريانا للحياة”.
وأضافت أموس: “ستمكننا الهدنة الإنسانية من تقديم المزيد من المعونة الغذائية الطارئة وتوفير الرعاية الطبية وإمدادات المياه النظيفة للمرضى والمصابين في المنازل والمستشفيات ونحتاج ضمانات أمنية ودعما لوجستيا لتمكيننا من القيام بذلك ومن الأهمية أن تحترم جميع الأطراف التزاماتها بحماية المدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي”.
وقال أدريان إدواردز المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن طائرات تستعد للإقلاع من دبي تحمل 300 طن من البطانيات والخيام والمواد الغذائية وقال خلال مؤتمر صحافي بجنيف أمس: “إن مفوضية شؤون اللاجئين مستعدة لإنشاء جسر جوي ضخم لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى صنعاء مع دخول الهدنة حيز التنفيذ”. وأشار إدواردز إلى أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تعتزم الاستفادة من الأيام الخمسة للهدنة في نقل وتخزين المساعدات في صنعاء وعمران وعدن.

السابق
عملية خاطفة للمعارضة قرب جسر الشغور مذبحة «براميل» في حلب و «داعش» يستهدف حمص
التالي
الحكومة تستند الى دعم كتلة المستقبل في مواجهة تهديدات التكتل العوني