حزب الله يتقدّم في القلمون وقهوجي منسجم مع المستقبل

جان قهوجي

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول : يتسارع تقدّم حزب الله والجيش السوري في جرود القلمون، في مقابل انكفاء المجموعات المسلحة إلى جرود عرسال. غير أن الموقف من معركة القلمون، بات المعضلة الرئيسية في أزمة التعيينات الأمنية، ولا سيّما رغبة المستقبل في التمديد للعماد جان قهوجي على خلفية موقفه بـ”التزام الحياد” في المعركة، ورفض تعيين العميد شامل روكز مكانه

واصل الجيش السوري ومقاتلو حزب الله التقدّم في جرود جبال القلمون، في مقابل انكفاء جماعات المعارضة السورية المسلحة، ولا سيما “تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــــ جبهة النصرة”. وأحكموا أمس السيطرة على جرود بلدة الجبة السورية ومناطق “أرض المعيصرة” و”سهلة المعيصرة” التي كانت معسكراً لتدريب المسلحين. وأكملت القوات المهاجمة تقدمها مع ساعات بعد الظهر إلى جرود بلدة رأس المعرة، وهي جرود شاسعة تلامس جرود بلدتي نحلة وعرسال.
وليلاً، أُعلنت سيطرة حزب الله على “قرنة عبد الحق” المشرفة على جرود نحلة بارتفاع 2428م عن سطح البحر. كذلك وصلت القوات المهاجمة إلى مرتفع باروح الاستراتيجي في جرود رأس المعرّة، وخاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي “النصرة” وحلفائها. وعرف من قتلى المسلحين أمس، قائد “لواء الشعب” التابع لـ”تجمع القلمون الغربي” أحمد إبراهيم مسعود، مسؤول العمليات العسكرية لـ”النصرة” في رأس المعرة “أبو الشويخ” والمسؤول الميداني “أبو خالد”، و”أبو الوليد اليبرودي” و”أبو بكر اللبناني”.
التقدّم الميداني السريع لحزب الله والجيش السوري يفرض استكمال البحث في مستقبل العمليات العسكرية في سلسلة جبال لبنان الشرقية، مع اقتراب المعارك من جرود عرسال، وتجمّع المسلحين من كافة الجرود في الأراضي اللبنانية، وانعكاسات ذلك على الداخل اللبناني سياسياً وأمنياً، ودور الجيش اللبناني في حماية القرى الحدودية في البقاع الشمالي الشرقي. إذ يتراجع إرهابيو “النصرة” نحو جرود أقرب إلى الحدود اللبنانية لتأمين خطوط إمداد أفضل، وتؤكّد المعلومات نية هؤلاء الدفاع عن بعض النقاط الاستراتيجية التي يريد الحزب السيطرة عليها. أما إرهابيو “داعش” الذين يسيطرون بشكل واسع على الجرود الشمالية، فلا يزالون على الحياد في المعارك الدائرة، حتى الآن، فضلاً عن مناوشات محدودة مع “النصرة”.
المستقبل: لو كان روكز
مكان قهوجي لخاض المعركة إلى جانب حزب الله
غير أن صعوبة وجود خطوط إمداد لـ”النصرة” عدا عن خطوط الإمداد من بلدة عرسال وجرودها، وامتلاك “داعش” خطوط إمداد مفتوحة إلى البادية وصولاً إلى الرقّة، تدفع مصادر أمنية متابعة إلى ترجيح احتمالات توسّع تنظيم “داعش” على حساب المجموعات الأخرى.
وفي وقت لا تنفي مصادر في 14 آذار وتيار المستقبل الخطر الكامن على بلدة عرسال مستقبلاً من الجماعات التكفيرية، تشير إلى “ارتياحها الى موقف قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي”، الذي “يكرّر دائماً أنه ليس معنياً إلا بالدفاع عن المواقع التي يوجد فيها الجيش”، بالإشارة إلى مواقع الجيش القريبة من عرسال ورأس بعلبك والقاع. وحضرت معركة القلمون ملفاً أساسياً على طاولة الاجتماع الأمني الذي ترأسه رئيس الحكومة تمّام سلام بحضور قهوجي وعدد من الوزراء السبت الماضي، وقد أكد الأخير بحسب مصادر الجلسة أن “الجيش جاهز لمواجهة أيّ طارئ على الحدود التي يضبطها عناصره”.

وتقول المصادر المستقبلية إنه “على الرغم من حدّة الانقسام حول خلفية هذه المعركة وأهدافها، إلا أن قرار الدولة والجيش بعدم تغطية ما يقوم به الحزب، لا يزال يشكّل القاعدة الأساس والضمان الوحيد في وجه التفجير في الداخل”. وتنطلق المصادر من هذه النقطة، موسّعة رقعة الحديث لتطاول ملف التعيينات الأمنية. واستكمالاً للضغوط التي بدأها المستقبل مع بدء العدوان السعودي على اليمن، تكرّر المصادر بشكل واضح “ارتباط التمديد لقهوجي ورفض تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، بموقف قهوجي الأخير”. وتقول لـ”الأخبار”: “لو كان روكز مكان قهوجي اليوم، لقرّر خوض المعركة إلى جانب حزب الله في الجرود، وهذا الأمر هو الذي يجعل حظوظه لتولّي قيادة الجيش شبه مستحيلة. فكل شخصية، سياسية كانت أو أمنية، تتضاءل حظوظها بقدر قربها من الحزب، لأن تحييد لبنان عن صراع المنطقة، وما يجري في سوريا تحديداً، يحتاج إلى شخصيات حيادية في المراكز الحساسة كقيادة الجيش ورئاسة الجمهورية”.
تمديد الخطة الأمنية في الضاحية 10 أيام
وفي السياق، حظيت الخطّة الأمنية في الضاحية الجنوبية، بمساحة على جدول أعمال الاجتماع الأمني في السرايا الحكومية السبت. وعلمت “الأخبار” أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، عرض أمام المجتمعين نتائجها الأولية، وعدد الموقوفين، وأبلغ الحاضرين قراره “تمديد الخطّة عشرة أيام إضافية، بعدما تبيّن أن عدداً كبيراً من الأسماء المطلوبة لم يجرِ توقيفها، بسبب تمكّنها من التواري عن الأنظار”. ونفت مصادر وزارة الداخلية أن “يكون المطلوبون قد حظوا بغطاء من أي جهة حزبية”، وقالت إن “استكمال الخطة سيأخذ أشكالاً أخرى بعد انقضاء الأيام العشرة، حيث ستنفذ القوى الأمنية إجراءات استثنائية تساعد في تحقيق عمليات نوعية”.
من جهة أخرى، تعرضت دورية للجيش كانت تتابع التحقيقات في حادثة العثور على برميل حديدي فيه الغام أرضية عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير في خراج بلدة الهيشة في وادي خالد، لإطلاق نار من أسلحة حربية مصدرها الجانب السوري.

السابق
ثلاثة هموم لبنانية في زيارة الحريري الى موسكو
التالي
غَزَل إنمائي بين ريفي و«الحزب» ونصرالله يستحضر القلمون في النبطية