«نفس الصورة يومياً لراغب علامة».. الروتين والتسلية

راغب علامة

صفحة “فيسبوكية” غريبة من نوعها. ولدت قبل ثلاثة أشهر أو ربما أقلّ. عنوانها يختصر فكرتها: “نفس الصورة يومياً لراغب علامة”. وتنشر الصورة المرفقة بالموضوع يومياً بين التاسعة والعاشرة ليلاً بتوقيت بيروت.

حتّى أسبوع مضى لم تكن الصفحة معروفة على نطاق واسع. في فبراير/شباط ومارس/آذار الفائتين لم يكن عدد كبسات الإعجاب “اللايكات” على صورة واحدة يزيد عن العشرات. في 10 أبريل/نيسان حازت الصورة على أكثر من 100 لايك للمرّة الأولى. وفي 26 أبريل/نيسان وصل عدد المعجبين بالصفحة إلى 1000. ثم كرّت السبحة.

اليوم عدد المعجبين بالصفحة زاد عن 23 ألفاً حتّى كتابة هذه السطور، من دون شراء إعلان من “فيسبوك”، ومن دون بذل أيّ جهد إبداعيّ من المشرف (المشرفين) على الصفحة، التي لا تقدّم غير صورة يومياً، من دون أي تغيير.

عدد الإعجابات بالصفحة في ارتفاع متزايد نسبة إلى صفحة لا تنشر غير صورة واحدة يومياً، هي نفسها منذ أكثر من 100 يوم. وهذا أمر محيّر فعلاً.

حاولنا الاتصال بالفنان راغب علامة للوقوف على رأيه بالصفحة ولمعرفة إن كان له علاقة بها، لكن لم نوفّق. ولم نوفّق في الاتصال بمشغّلي الصفحة.

لكنّ مراقبة الصفحة بشكل يومي تزيد من حيرة المتابع. فعدد اللايكات التي تحوزها الصورة يومياً في ارتفاع جنونيّ. في حين كان لا يزيد عن 90 قبل ثلاثة أسابيع، بات يزيد عن ثلاثة آلاف منذ الأوّل من مايو/أيّار. وعدد التعليقات بات يزيد عن الألف أحياناً، على كلّ صورة، كما في 28 أبريل/الفائت.
الصفحة تنتقد الفنانين من دون أن تسمّيهم، أو توحي بأنّهم، كلّهم، لا تقلّ أخبارهم اليومية مللاً ورتابةً عن ملل نشر “نفس الصورة يومياً لراغب علامة”
تعالو نتابع بعضاً من تعلّيقات المتابعين لـ”نفس الصورة يومياً”:

أحدهم يقول إنّ حياته تغيّرت بعدما تعرّف إلى هذه الصفحة. آخر يؤكّد أنّه لم يستطع النوم قبل نزول الصورة الجديدة (المخضرمة إذا صحّ التعبير). ثالث يعتبر أنّ “هذه الصفحة فيها تطوّرات أكثر من حياتي الخاصّة”. ورابع يقول إنّه قارن “بين الصورة الأولى وصورة اليوم، أشعر أنّه كبر كثيراً”. أو مثلاً: “مع كلّ هذه التكاليف، من يموّلكم؟ بالتأكيد دولة أجنبية”. أو “أموت شوقاً لأرى صورة الغد”، و”صفحة هادفة ومواضيعها متنوّعة” و”صورة اليوم طالع فيها حزين” و”كان قلبي حاسسني إنّو رح تنزّلوا هالصورة”.
التعليقات لا تنتهي. بعضها يتكرّر، وبعضها يتكرّر عن قصد، حتّى أنّ أحدهم أنشأ صفحة “نفس التعليق على نفس الصورة يوميا لراغب علامة”.

الأهمّ أنّ هذه الصفحة تتحدّى مللين. الأوّل هو ملل الفنّ والفنانين، الذين ينشرون صورهم يومياً، وهي متشابهة. كما لو أنّ الصفحة التي أمامنا تنتقد هؤلاء الفنانين من دون أن تسمّيهم، أو توحي بأنّهم، كلّهم، لا تقلّ أخبارهم اليومية مللاً ورتابةً عن ملل نشر “نفس الصورة يومياً لراغب علامة”.

الملل الثاني هو ملل فيسبوك، الذي فقد دهشته الأولى، والثانية، والمليون. فيسبوك وقد باتت يوميات زوّاره تشبه يومياتنا العادية. والذهاب إليه يشبه الذهاب إلى حصّة دراسية أو إلى العمل، لولا بعض الجديد، الذي لا يزيد حجمه عن أيّ جديد خارجه.

صار هذا النوع من الصفحات موضة، فأنشأ مجهولون أيضاً صفحة “نفس الصورة يومياً لأحلام”، لكنّها لم تلق النجاح نفسه، وبدأ بعض الشبّان ينشئون صفحات لأصدقائهم على سبيل المزاح مثل هذه الصفحة.

المصدر: العربي الجديد

السابق
بالفيديو: المرأة التي رماها زوجها من الطبقة الثانية..
التالي
وجوه تعبيرية تستخدمونها بشكل خاطئ… ستصدمون