الانكفاء الايراني عن التمدد عربيا مؤشر لمرحلة جديدة

ايران والعرب

على رغم انسداد افق الانتخابات الرئاسية اللبنانية في المدى المنظور بعد 22 جولة “لا نصاب” في البرلمان، تعرب مصادر سياسية في “14 اذار” تراقب عن كثب التطورات والتحولات الاقليمية والعربية والداخلية، عن اعتقادها بوجود بارقة امل بدأت تلوح في الفلك الرئاسي منبثقة من رحم ازمة اليمن وما تمخض عنها من تحولات استراتيجية، تبدأ باندحار الحوثيين ومن يدعمهم ولا تنتهي عند اقتناع الجمهورية الاسلامية الايرانية بأن مشروع تمدد نفوذها نحو دول المنطقة العربية لن يكتب له النجاح، لا سيما بعدما تلمست عمليا مدى الحزم العربي في الوقوف سدا منيعا في مواجهته.

وتقول المصادر لـ”المركزية” ان لبنان قد يكون اليوم على مسافة غير بعيدة من انتخاب رئيس جمهورية بمواصفات لا ترقى الى الشروط التي يضعها انصار المشروع الإيراني في لبنان ولن يكون حتى لايران اي تأثير في اختيار الرئيس، ذلك ان “الصحوة العربية” في اليمن مضاف اليها البرنامج النووي الذي وضع حدا لحركة تصدير الثورة بعدما باتت ايران على قناعة ان لا خوف على هذا المشروع من خلال الاتفاق مع الولايات المتحدة الاميركية، ادخلت الجمهورية الاسلامية في مرحلة اليقين بان مشروع الممانعة والتمدد نحو العالم العربي بات على قاب قوسين من انكفائه، وان استلزم بعض الوقت لتتبلور معالمه. وتشير المصادر الى ان الاعلان المفاجئ عن توقف “عاصفة الحزم” بعدما كان سبقه مباشرة آخر سعودي بأمر من الملك سلمان بن عبد العزيز بمشاركة قوات الحرس الوطني في عمليات تحالف “العاصفة”، يعكس الى حد بعيد قرارا ايرانيا بوقف المشروع الحوثي الذي اولت طهران أمره الى “حزب الله” لينفذه طبقا لنسخة منقحة نجح فيها في لبنان فارضا سطوة “فائض السلاح” للتحكم بالدولة وسلطتها، غير ان حسابات الحقل الايراني لم تطابق البيدر السعودي الذي يعتبر اليمن خطا أحمر لا يمكن لايران تجاوزه او حتى المس به. وتوقعت المصادر ان يبدأ مشروع الممانعة ومحور المقاومة الايراني بالانكفاء تباعا من اليمن الى سوريا ولبنان عسكريا بداية ثم سياسيا، لان محاولة تمرير مشروع الهيمنة سياسيا لاقت المصير نفسه بعدما فشل الحوثيون في تمرير صفقة المناصفة في اليمن، وابلغوا بأن اي حل لا يمكن الا ان يرتكز الى الاحجام والاوزان وهم لا يشكلون الا قلة قليلة من الشعب اليمني. وقد حدد العرب شروطهم للتفاوض سلميا وفي مقدمها خروج الحوثيين من المدن وعودتهم الى صعدة وتسليم السلاح.

وتؤكد المصادر ان صفقة التسوية التي بدأت بوادرها بالظهور تباعا تمت بوساطة مصرية بين السعودية وروسيا وسيبرز قريبا احد اوجهها بزيارة وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان الى موسكو، على ان تدخل الامور بعدها مرحلة يتوقع ان تعود معها الحرارة الى خطوط العلاقات السعودية الايرانية ليتمخض في ضوئها التوافق على انتخاب رئيس جمهورية في لبنان. وتشدد على ان شعرة معاوية لم تنقطع بين المملكة السعودية والجمهورية الاسلامية وان وسطاء تحركوا على هذا الخط ويعملون راهنا على نقل الرسائل بين الجانبين ومحاولة اقناع ايران بالانتقال الى مرحلة الحوار السلمي بعد خروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من الحياة السياسية ومغادرة اليمن الى اريتريا وفق ما تردد وتسليم الحوثيين السلاح الى الشرعية المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي. وفي ضوء هذه المحطات الثوابت يمكن وفق ما ترى المصادر ان تنسحب التطورات اليمنية على سائر ازمات المنطقة بما فيها سوريا ولبنان.

السابق
جينز: حزب الله اعد مدرجاً للطائرات من دون طيار شمال وادي البقاع
التالي
تشييع سليمان تقي الدين في بعقلين بمأتم حاشد