اليوم الأول لقانون السير: مخالفات متدنية واحتجاجات

مدخل مركز المعاينة الميكانيكية في الحدت في اليوم الأول لتطبيق قانون السير أمس (بلال قبلان)

بدأت القوى الأمنية، أمس، «تطبيق» قانون السير الجديد في بيروت والمناطق، وانطلقت الجولة صباحاً من عين المريسة، وانتقلت إلى الروشة مروراً بالحمرا وبشارة الخوري والأشرفية وبرج الغزال، وصولاً إلى الشيفروليه، رافقها عشرات الضباط ومئات العناصر.

واتخذت الجولة طابعاً «توعوياً»، لم يمنع من تسطير مخالفات بحق المواطنين المخالفين، الذين شكلوا «نسبة متدنية جداً، تحديداً في ما يتعلق بحزام الأمان والسرعة الزائدة»، وفق رئيس شعبة العلاقات العامة لقوى الأمن الداخلي المقدم جوزيف مسلم لـ «السفير»، الذي لخّص حصيلة أمس بـ «وجود التزام كبير وانضباط تام من جانب المواطنين، لكن تم تسطير مخالفات قليلة».
وطالب مواطنون التقتهم «السفير» خلال الجولة الأمنية في بيروت، بأن يتم «تطبيق القانون الجديد على المواكب السياسية، ويتم تطوير الشوارع غير المجهزة بالإنارة والأرصفة». وفيما اكتظت شوارع المدينة بازدحام مروري خانق بسبب الجولة، بدأت الحملة في زغرتا وسط «هدوء» من جانب المواطنين.

احتكاكات

أما في طرابلس، فانعكس اليوم الأول «شللاً» وسط تعاظم الاعتراض والاحتجاج، تمثل بقطع طرق وشهد احتكاكات مع عناصر قوى الأمن الداخلي، وبدت المدينة كأنها تعيش يوم عطلة قسرية عكستها حركة السير الخجولة.
وغابت عن ساحة التل في طرابلس عشرات سيارات الأجرة التي كانت تنتشر على جوانبها، مع تراجع عدد الفانات في شوارع المدينة والمحطات المخصصة للأرياف وبيروت، وتقلص عدد الدراجات النارية.
وفي عكار لم تسطر مخالفات بحق السائقين، بل تم الاكتفاء بإعطاء ملاحظات للمخالفين، على أن يتم البدء بالتشدد وتحرير محاضر الضبط منذ بداية الشهر المقبل. وتفاوتت آراء المواطنين بين مؤيد للقانون بسبب أهميته في الحد من حوادث السير، وبين معارض له، معتبراً أنه قانون «هرطقة».

«مصائب قوم عند قوم فوائد»، مقولة رددها أصحاب الفانات وسيارات الأجرة وشاحانات النقل الصغيرة في المنية والضنية، حيث «أنعش» تطبيق القانون عملهم، في ظل وجود سائقين مخالفين لازموا مناطقهم ولم يتمكنوا من مغادرتها بسبب الحواجز الأمنية.
وعلى الرغم من عدم تسجيل عمليات اعتراض في مناطق المنية والضنية، أكد قسم «كبير» من أصحاب المركبات المخالفة اعتراضهم على القانون الجديد، مؤكدين أن «الغالبية منهم غير قادرة على تأمين الشروط المطلوبة، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة». وطالب سكان من المنطقة بتأهيل الطرق قبل تنفيذ القانون، لأنها «تقتل المواطنين بسبب الحفريات فيها».
الصدمة

في الكورة، واجة تطبيق القانون الجديد موجة اعتراضات من جانب المواطنين، بسبب عدم اطلاعهم على القانون «كما يجب» وتردّي أوضاع الطرق، إذ مشهد تراكم الحفريات والحفر عليها لم يتغير منذ أكثر من أربع سنوات. لكن رئيس بلدية أميون غسان كرم أكد أن «المواطنين سيلتزمون بالقانون».
وفي البترون، كانت حركة السير «هادئة»، وسط ترحيب المواطنين ببدء تنفيذ القانون الجديد، ودعوات أصحاب محال لوحات السيارات ومكاتب تعليم القيادة إلى تأمين طلبات السائقين، الذين سارعوا لاستكمال معاملاتهم وملفاتهم القانونية انسجاماً مع البنود الجديدة في القانون.
أما في عاليه، فبدا أن المواطنين كانوا تحث تأثير «الصدمة» أمس، إذ ظهرت الطرق شبه خالية من السيارات. وقال مواطنون في المتن الأعلى إن «الغرامات خيالية، وتضاعف سعر إطفائية السيارة وثمة أسواق احتكارية»، وسأل آخرون من عالــيه: «كيف نلتزم القانون ونحــن لا نستطيع الذهاب إلى المعاينة الميكانيكية بسبب الانتظار لساعات؟ كيف نلتزم وطرق الموت لم تُعالج بعد؟».

(السفير)

السابق
«ريال مدريد» و«يوفنتوس» إلى نصف النهائي بصعوبة
التالي
بعد إصابة البغدادي.. هذا هو زعيم «داعش» المؤقت