بعد أربعة أشهر عادت “تغريدة” لتغرّد لكن بحلّة جديدة ومكان جديد. فخرجت من جريدة “السفير” واستقلت عنها في مدونة “حملت الإسم نفسه “تغريدة“، للصحافيين حسان الزين وعماد الدين رائف وإيلي قصيفي.
وهي كانت ولدت في جريدة “السفير”، والتف حولها عدد كبير من القراء خصوصا بعدما خسرت “السفير” معظم كتابها اللامعين. لكن انزعاج قو 8 آذار منها جعل إدارة الجريدة تأمر بتوقيفها ومنع كتابها من الكتابة مجددا. لهذا اخترعوا بديلا إلكترونيا حرا ومستقلا يتحدى قرار المنع من دون أن يكسره داخل صفحات الجريدة.
ويوم الاثنين كان موعد إنطلاقة صفحة جديدة لمدونة مستقلة بمواد ومضمون جديد..
هي “تغريدة” في زمن العصفورية كما عرفت المدونة عن نفسها: “مساحة للرأي، للديموقراطية تُنتج موادها فرديّاً بالحوار والشراكة. وهي تزاوج، مدنيّاً، بين العقل والقلب، مع المواطنة والحريات والحقوق. وهي غير سياسية تنتقي موادها بحسب الجدول اليومي”.
نرى في “تغريدة” ازدواجًا بين صفات الموقع الالكتروني وبين والمدونة الإلكترونية. فهي أكثر من مدونة وأقل من موقع من الناحية التقنية. فتحمل تركيبة وسطية تحوي مادة مكتوبة تمتلك مواصفات الخبر الصحفي. ومواصفات الموقع لإحتوائها ايضًا على عدة خانات كالرسم والصور..
إعادة إحياء “تغريدة” ما هو الا تعبير عن قبول الناس ونجاحها منذ البداية لقربها من الناس ومعالجتها هموم وقضايا تعنيهم. ولأنها خلقت مساحة للصحافة الحرة وخاطبت عددا كبيرا من الناس بالعقل والعاطفة بعيدة كل البعد عن التحريض الطائفي والإنقسامات المذهبية.
ولعل قرار عودتها الى الحياة بحلة مدونة مستقلة هو قرار صائب يرمي الى توسيع هامش الحرية. فضلاً ان “تغريدة” تنتمي بالدرجة الأولى الى العالم الاكتروني وهي مرتبطة به اكثر من ارتباطها بالصحف الورقيه ولعلّ هذا السبب وراء البلبلة التي اثارها الناشطون ورواد مواقع التواصل الإجتماعي حين أوقفت.
يبقى السؤال الأهم: هل هناك إمكانية ليعيش صحافي بدون مدونة أو مساحة خاصة به مستقلة يعبر عن آرائه الخاصة ويتحمل مسؤوليتها دون خلاف مع أي أحد.