السنيورة: لإنهاء الشغور الرئاسي والعمل على دعم الاعتدال في المنطقة

فؤاد السنيورة

إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم في بكركي، رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، يرافقه النائب هادي حبيش، وجرى عرض الاوضاع الراهنة محليا واقليميا.

وقال السنيورة بعد اللقاء: “الحقيقة إن المجيء إلى هذا الصرح والاجتماع بغبطة البطريرك يشكل بالنسبة لي كما لكثيرين متعة وطنية فكرية ومساحة حقيقية للحوار والتواصل مع البطريرك الراعي، لما يمثله من قيمة وطنية وروحية كبرى. وكالعادة تركز هذا الحديث الذي جرى بيننا على اكثر من قضية وطنية، وفي مقدمها المسألة الكبرى التي ما زلنا نشكو منها، ونحن على وشك ان ننهي الشهر الـ11 على هذا الشغور الرئاسي الذي نشكو منه في كثير من مجالاتنا الوطنية والامنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية، بسبب استمرار حال الشغور وعدم استكمال وجود المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها رأس هذه المؤسسات الذي هو فخامة الرئيس”.

أضاف: “أصبح من الضروري اكثر من اي وقت مضى، ولا سيما بسبب الحال الذي وصلنا اليه من المزيد من انحلال الدولة وهيبتها، وايضا بسبب الاوضاع المتطورة في المنطقة، أن يكون هناك عمل حقيقي ودؤوب وواضح لإنهاء حال الشغور الرئاسي، لأن استمرارها يؤدي بالدفع بلبنان الى السقوط في آتون هذا الوضع المتأزم في المنطقة”.
وأشار إلى أن “موضوع الشغور الرئاسي ليس هما محصورا في فئة من اللبنانيين، ولا يقتصر على مشكلة مسيحية، بل هو مسألة تهم جميع اللبنانيين، وتهم ايضا العرب، لأن هذا البلد اللبناني الوحيد هو البلد الذي فيه رئيس مسيحي في كل الاقطار العربية، وبالتالي فإن انهاء حال الشغور الرئاسي لا تهم اللبنانيين فقط بل كل العرب”.
وقال: “ما توصلنا اليه من اتفاق للطائف انهى الحرب الاهلية، ويؤدي الى ايجاد هذه الحال مما يسمى العيش المشترك الذي نحترمه جميعا والذي هو في اساس تعاقدنا كمواطنين في لبنان”.

وتابع: “من الضروري ان نصل الى اتفاق. هذا ما شددت عليه ووجدت لدى سيدنا البطريرك تقبلا كبيرا لهذا الامر. واكدت اهمية ان مسألة الرئيس القوي هو الرئيس الذي يستطيع ان يجمع اللبنانيين ليس بزنده ولكن بقيادته وعقله وانفتاحه وقدرته على جمع اللبنانيين. هذه الصفات هي التي تجعل منه الرئيس القوي وليست اي صفات اخرى، وكما كان يقول السيد البطريرك في اكثر من مناسبة، الرئيس القوي هو الذي يستطيع ان يؤمن مجيء اكثر من ثلثي اعضاء مجلس النواب الى المجلس، وهو الذي يستطيع ان يؤمن حصوله على 65 نائبا. هذا هو الرئيس القوي وبالتالي آن الاوان لكي ندرك هذه الحقائق وان نتصرف على اساسها. من اجل من؟ من اجل اللبنانيين حتى نستطيع ان نحمي عيش اللبنانيين الموحد وحتى نحافظ على امن واستقرار لبنان وقدرته على ان يبني دولة مدنية تستطيع ان تحترم كل اللبنانيين وان تؤمن لهم الامن والاستقرار والفرص للمستقبل ليبنوا عيشهم المشترك.
ان هذا الطريق هو الوحيد الذي يستطيع ان يأخذنا للمستقبل، كي نشارك في صناعة مستقبلنا، وإلا فإننا بعملنا وتقاعسنا واصرارنا على المزايدات في ما بيننا سنزيد من اقحام لبنان واستدراجه الى آتون المشاكل المتصاعدة في المنطقة، فبدلا من ان نكون عاملا مساعدا من اجل تخفيف التوترات اولا لحماية لبنان وثانيا للاسهام في ازالة او تخفيف التوترات في المنطقة، نكون في لبنان عامل تأجيج لهذا الصراع القائم في المنطقة”.

وقال: “أمامنا الكثير من الاشكالات والتحديات وعلينا ان نعمل جاهدين لدعم الاعتدال في لبنان والمنطقة العربية الذي يؤمن لنا فعليا التفوق على قوى التطرف. ليكن واضحا ان التطرف لا يعيش الا بوجود تطرف مقابل والذي يحمي مكونات اي بلد هو الدولة وليس التسويات السياسية. الدولة هي التي تبسط سلطتها الكاملة على جميع اراضيها ومؤسساتها وليس هناك اي سلاح آخر يشاركها في سلطتها. هي التي تقدم الحماية وتؤمن المستقبل لجميع المواطنين”.

وإذ لفت الى زيارة البطريرك الراعي المقبلة الى فرنسا، أشار الى أنه “من المهم ان ينقل الى السلطات الفرنسية والرئيس الفرنسي اهمية المبادرة، والعمل من اجل ايجاد حلول تدعم التقدم باتجاه انتخاب رئيس جمهورية من جهة، وتدعم باتجاه ايجاد حلول للوضع المتأزم والدموي المستمر في سوريا، لأن هذا الوضع كلما استمر كلما سيؤدي الى مزيد من التشنج والتطرف ومن أعمال العنف في المنطقة، ويتعداها الى غالبية دول العالم”.

وختم: “ما نشهده في المنطقة وشهدناه البارحة من أحداث أليمة والتي كان بنتيجتها سقوط 700 مهاجر غير شرعي في البحر صرعا، هو بسبب هذه الاوضاع غير المستقرة في المنطقة”.

(وطنية)

السابق
جنبلاط: لبناء سجن حديث تُراعى فيه الحدود الدنيا من حقوق الإنسان
التالي
سماحة اعترف بنقل المتفجرات من سوريا: خطئي كبير