أحمد الحريري يردّ على «مغالطات» محمد رعد: لا يرى إلا بالعيون التي يحركها خامنئي

ردّ الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري، اليوم، على رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، وقال في بيان: “طالعنا أمس رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد برد على الموقف الأخير للرئيس سعد الحريري، ادرج فيه مجموعة من المغالطات التي اعتادت قيادات “حزب الله” ان تكررها، وان تعتبرها من البديهيات المنزلة على الرأي العام اللبناني.

ولاننا لا نجاري النائب رعد في تلك المغالطات، وجدنا من الضرورة في مكان تفنيدها وفحص ابعادها وخلفياتها في ردٍ يقارب الاخطاء التي طرحها بالحقائق الاتية:

أولاً: ان الامر الصحيح والوحيد في رد النائب رعد، هو تأكيده على وجود تباين واضح واستراتيجي ومنهجي بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”، وهو تباين لا يتوقف عند حدود الحدث اليمني، بل يسبقه ويتعداه الى قضايا سبق للرئيس سعد الحريري ان حددها في ذكرى الرابع عشر من شباط ، وفيها على سبيل إنعاش ذاكرة النائب، قضية الاستقواء بالسلاح على الدولة واللبنانيين، وقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وإخفاء المتهمين من الحزب، وقضية الخروج على الاجماع الوطني والذهاب الى نصرة بشار الأسد في حروبه ضد شعبه، وقضية زج أنف لبنان في الصراعات الإقليمية في العراق واليمن والبحرين وسواها وهكذا دواليك من قضايا تضع لبنان منذ سنوات، وبإرادة مباشرة من “حزب الله”، فوق صفيح ساخن من الانقسامات الوطنية والفتن الطائفية .
ثانياً: عندما أعلن الرئيس سعد الحريري ان الحوار في هذه المرحلة، هو حاجة إسلامية وضرورة وطنية، كان يدرك ان المصلحة اللبنانية يجب ان تعلو على أية مصالح خارجية، وان تورط “حزب الله” في الحرب ضد الشعب السوري وعجزه عن التفلت من فتوى مرجعيته الدينية والسياسية والعسكرية في ايران، يجب الا تكون سبباً في نقل الحريق الى الداخل اللبناني، بل ان المسؤولية توجب المبادرة الى اي جهد يعطل شرارات الفتنة التي يشارك الحزب في صنعها داخل سوريا. ومثل هذا الجهد سيبقى أمانة نلتزم بها مهما تصاعدت الحمى الإيرانية في سوريا واليمن والعراق .
ثالثاً : انه لمن الغريب والمثير للضحك، ان يتحدث النائب رعد عن تفهمه لحراجة موقف الرئيس الحريري وضيق صدره، وعن الصمت حيال إبادة المدنيين في اليمن، وان يغمض عينيه عن الحال التي ظهر فيها السيد حسن نصرالله و”سعة” الصدر التي “تمتع ” بها اثناء ظهوره التلفزيوني بعد الإعلان عن “عاصفة الحزم”، وهي الحال التي عاد السيد حسن وأكدها في معرض النفي خلال مقابلته العصماء على “الإخبارية السورية”، وقوله انه لم يكن مرتبكاً ولا مأزوماً ولا خائفاً وليست لديه أزمة نفسية.

حبذا لو لم يتطرق النائب رعد لحراجة المواقف وضيق الصدور، اللهم الا اذا كان المقصود، ان صدور اللبنانيين قد ضاقت من سياسات حزب الله ومغامراته.

رابعاً: أي التزامٍ وطني ودستوري وأخلاقي وانساني، يتحدث عنه النائب رعد ازاء اليمن، وهو يعلم ان حزبه شريك مضارب في الحروب الأهلية العربية بما في ذلك حرب اليمن، فأين هي الأخلاق والإنسانية والوطنية، في ان يعطي “حزب الله” نفسه حق المشاركة في اكبر مجزرة في التاريخ العربي والإسلامي، وينفذها بكل ما يمكن ان يوصف من دم بارد بحق مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري، المذبوح والمظلوم والمشرد والتائه في مشارق الارض ومغاربها.

وأين هي الأخلاق والوطنية والإنسانية في ان يتطوع الحزب لدعم الانقلاب على الشرعية الدستورية في اليمن، وان يحجب في المقابل عن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، حق المسارعة الى إنقاذ الحالة الشرعية في اليمن والدفاع عن الأمن القومي للخليج .
يبدو ان النائب رعد لا يستطيع ان يزن الأمور الا بميزان الفتاوى الإيرانية، ولا يرى الا بالعيون التي يحركها السيد علي خامنئي. الم يقل السيد حسن، انه جندي صغير في جيش ولاية الفقيه.

خامساً: ان الحرص على استقرار لبنان وأمنه الوطني والعيش المشترك فيه، ليس مجرد شعارات وكلام في الهواء، والقول بأن ايران كانت على الدوام مع هذا الحرص، هو قول لا يمت الى الصدقية والواقعية بأية صلة، خصوصاً عندما نجد ان الاستقرار في لبنان يغرق في الوحل الإيراني منذ العام ٢٠٠٥ وعملية التسلم والتسليم التي انجزت بين القوات السورية التي انسحبت من لبنان وبين الذراع الايرانية في لبنان ممثلة بحزب الله.

اما الأمن الوطني فيمكن لأي لبناني ان يتحدث عنه بلا حرج، وهو أسير معادلة فرضها حزب الله بقوة السلاح، وما زالت منذ سنوات تشكل العبء الأكبر على سلطة الدولة ومؤسساتها الشرعية. وكذلك هو حال العيش المشترك في ظل التغلغل الإيراني في النسيج الوطني اللبناني، وتمكن ايران من إلقاء القبض على الوجود السياسي والثقافي والاجتماعي للطائفة الشيعية، والتصرف معها باعتبارها جالية من جاليات الجمهورية الاسلامية الايرانية، ما رتب خللاً غير مسبوق في قواعد العيش المشترك، نعمل من جهتنا على معالجته بكل ما اوتينا من مسؤولية وطنية.

وبعد، فان دعوة النائب رعد “تيار المستقبل” الى صحوة ضمير، هي بكل أمانة دعوة مردودة اليه والى “حزب الله”، لان “تيار المستقبل” وعلى رأسه سعد الحريري، لا يحتاج لمثل هذه الصحوة، وهو لو شعر للحظة واحدة ان لبنان في حاجة لمبادرة من هذا النوع لأقدم عليها من دون تردد . لكن واقع الحال هو خلاف ذلك، فـ”تيار المستقبل” لم يحمل سلاحاً في وجه شركائه في الوطن، و”تيار المستقبل” غير متهم باغتيال اي مواطن او زعيم او نائب، و”تيار المستقبل” لم يلطخ يديه في دماء السوريين، و”تيار المستقبل” لا يغامر بخوض الحروب الاستباقية، و”تيار المستقبل” لا يغطي الانقلابات على الشرعية .
تيار المستقبل مرتاح الضمير، نحن في خانة الدولة التي لن نغطي اي مشروع بالاستقواء عليها. نحن في خانة التضامن العربي الذي لن نبيعه بالولاء لإيران وغير ايران”.

السابق
من هي المرأة التي تقف وراء أناقة هؤلاء النجوم؟
التالي
إيران أمام تحديد التوازنات في المنطقة