الحريري يتصدى لـ«الفجّار»: لبنان لن يبيع عروبته

سعد الحريري

بعيداً من زعيق الأصوات المسعورة والأبواق المأجورة لحسابات الحقد الفارسي الأعمى على العرب والعروبة، تسير القافلة الوطنية على خطى “الحزم” العربي المبدّد لأضغاث أحلام امبراطورية تراود “ولياً” مذهبياً في إيران و”سفاحاً” دموياً في سوريا لم يعد لهما وليّ ولا نصير في لبنان إلا “حزب الله” وجوقاته الشتّامة للدول العربية وحملاته الهدّامة للمصلحة الوطنية التي تجلّت آخر نوباتها أمس في بيان صادر عن الحزب ضخّ فيه جرعة “كراهية” جديدة بحق العرب في معرض تبريره نقل التلفزيون الرسمي المقابلة العدائية للسعودية التي أجراها السيد حسن نصرالله مع “إخبارية” النظام السوري. ولأنّ الواجب الوطني والانتماء العربي استدعيا من الرئيس سعد الحريري عدم الصمت إزاء محاولات جرّ لبنان إلى “شرك العداء للعرب كرمى لعيون إيران” واستدراج تلفزيون لبنان إلى فخ المشاركة في حفلة الشتائم ضد المملكة العربية السعودية من خلال تلك المقابلة “سيئة الذكر”، أسف الحريري لأن “تكون بعض منابرنا شريكة لمنابر السفّاح بشار الأسد في الاساءة لدولة لم يرَ منها اللبنانيون سوى الخير”، متصدّياً في المقابل “لأصوات الفجّار كباراً وصغاراً ممن يتحاملون ويتطاولون على السعودية وقادتها” بالتشديد على كون المملكة “تعلم جيداً أنّ لبنان لن يبيع عروبته للمسيئين إليها، واللبنانيون يعرفون أيضاً أنّ مملكة الخير والحكمة والحزم لن تتخلى عن لبنان مهما تعالت الأصوات المسعورة بالسباب”.
الحريري، وفي بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أمس، أكد أنّ “التاريخ كتب وسيكتب بحروف من ذهب ما قدمته المملكة العربية السعودية إلى لبنان ولن يكون في مقدور الأبواق المسمومة أن تغيّر من هذه الحقيقة أو أن تتمكن من تشويهها”، في حين لا تنفك إيران منذ قررت تصدير ثورتها إلى لبنان عن تقديم “وجبات متتالية من الانقسام والنزاع الأهلي” مذكراً في الوقت عينه بما تقوم به طهران على صعيد سعيها الدوؤب في سبيل “اختراق المجتمعات العربية والتلاعب على العصبيات المذهبية”.
وأشار الحريري في هذا السياق إلى أنّ “إيران تريد استنساخ النموذج اللبناني في اليمن، وتعمل منذ سنين على أن يكون تنظيم “أنصار الله” الحوثي نسخةً عن “حزب الله” اللبناني ليصبح أداةً في يدها تطرق من خلاله أبواب مكة والخليج العربي”، لافتاً الانتباه إلى أنّ هذا ما حاولت السعودية “معالجته حتى اللحظة الاخيرة بالوسائل السياسية والدعوات المعقودة على الحوار لكن دون جدوى، فكانت عاصفة الحزم وكان التحالف العربي المشترك لمنع وقوع اليمن في الخطأ الذي وقع فيه لبنان”.

(المستقبل)

السابق
واشنطن : سنسلح الجيش ونبقي لبنان خارج الصراع العسكري في المنطقة
التالي
مفاجأة سعيدة لطرابلس: تشكيل هيئة المنطقة الإقتصادية