ملف المفقودين في «معبر نصيب» بلا مرجعية رسمية!

لا شيء في السياسة إلا التمنيات، وهذا هو حال عظات الفصح المجيد، بأن لا يطول قدوم اليوم الذي يصير فيه للبنانيين رئيس جمهورية يملأ بحضوره كرسي الرئاسة الأولى في بعبدا.

هي التمنيات نفسها سمعها اللبنانيون أيضا من ضيفهم مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط طوني بلينكن الذي قارب الملف اللبناني بالكثير من التمنيات، ولكنه بدا حريصاً على عنوانين لا ثالث لهما: تثبيت معادلة الاستقرار اللبناني، قيام الدولة اللبنانية بواجباتها حيال جيش النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية.
ولعل القاسم المشترك في مضمون اللقاءات التي أجراها الديبلوماسي الأميركي، هو تأكيده أمام مستقبليه اللبنانيين أن الإدارة الأميركية ماضية في خيار توقيع تفاهم نووي نهائي في حزيران المقبل، وأن مردود التفاهم سيكون ايجابياً على مستوى دول المنطقة.
في هذه الأثناء، ينتظر أن يحتل ملف سائقي الشاحنات المفقودين عند معبر نصيب السوري مع الأردن، أولوية من خارج جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقررة غداً، سواء من زاويته الإنسانية، لجهة وجود 10 لبنانيين على الأقل ما زالوا مفقودين حتى الآن، ويتردد أن بعضهم صارت معروفة الجهات التي تحتجزهم بغرض مقايضتهم بالمال، أو من زاويته الاقتصادية ـ الاجتماعية، إذ أن هذا المعبر يشكل أهم شريان بري حيوي بين لبنان والأردن ودول الخليج، وبالتالي، فإن قطاعات اقتصادية (الزراعة والنقل) وشرائح اجتماعية ستتأثر سلباً من احتمال استمرار هذا الشريان مقطوعاً.
وفيما بدأ الحديث عن اللجوء إلى المعابر البحرية، فإن اللافت للانتباه أن الحكومة، لم تخرج على اللبنانيين بكلمة واحدة تطمئن أهالي وعائلات السائقين ممن تاه بعضهم في الصحراء قرب معبر نصيب، ولم تكلف نفسها عناء إرسال إشارة بأنها أوكلت متابعة الملف إلى جهة رسمية محددة، لا بل أن أحد الوزراء ممن اتصل بهم بعض الصحافيين لسؤاله عن القضية أجاب بأنه منهمك بتمضية إجازة الفصح وتناول المشاوي مع أفراد عائلته خارج بيروت

(السفير)

السابق
بلينكن يدعو إلى محاسبة معطّلي الاستحقاق والراعي يتّهم للمرة الأولى “فريقاً سياسياً”
التالي
نصرالله : التفاهم النووي سيرتد إيجاباً على المنطقة