نصرالله: المعركة في سوريا هي معركة المقاومة والقرار السوري المستقل

رأى الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله ان “الصراع في المنطقة سياسي ولكن يستخدم الدين والشعارات الدينية من خلال استغلالها من قبل البعض في هذه المعارك”، لافتا الى ان “هذه المرحلة حساسة جداً والتواصل يجب أن يكون مختلف مع الشعب السوري وشعوب المنطقة”.
وفي حديث تلفزيوني، اشار السيد نصرالله الى انه “عندما كان يحكم ايران نظام الشاه، السعودية وأغلب دول الخليجية كانت على علاقة قوية جداً معه، ولم يخرج أحد من امراء السعودية أو علماء السعودية ليقول كيف تقيمون علاقة مع إيران وهذا شيعي وهذا رافضي، فالشاه كان مسلماً شيعيا، إذا ايام النظام الملكي الأمبرطوري الإيراني لم يعترض أحد على العلاقات السعودية معه ولم يفتح أحد صفحة الأمبرطورية الفارسية، لأنه كان حليفا معهم وهم عند سيد واحد هو الأميركي”، موضحا انه “عندما حصلت الثورة الإسلامية في إيران والإعلان عن قطع العلاقات مع اسرائيل وأميركا، بدأنا نسمع اللغة الجديدة”.
ولفت السيد نصرالله الى ان “الكلام في الموضوع الطائفي والديني وسائل بشعة تستخدم في الصراع السياسي”، موضحا ان “مشكلتنا أيضا ليست مع اليهود بل مع الصهاينة الذين احتلوا أرضنا، وما يجري في المنطقة هو سياسي بامتياز”.
واشار السيد نصرالله الى ان “الدخول في الحرب السورية كان خيارنا ونحن أعلنا عن هذا الموضوع بشكل واضح وتحدثنا عن الأسباب”، مؤكدا “اننا دخلنا الحرب “بملء ارادتنا ولتحمل مسؤولياتنا” ونحن لم نخبر حلفاءنا في لبنان “كي لا نحرج احداً”، ونحن نتحمل مسؤولية دخولنا الى سوريا وقلنا لحلفائنا انهم يمكنهم القول ان “حزب الله” لم يسألنا بشأن دخوله القتال”، لافتا الى انه “منذ البداية، كنا نتوقع أن سوريا أمام معركة قاسية وقوية، ومن البدايات أذكر أنه على المستوى الإقليمي والدولي الكل كان يتعاطى على أساس أن سوريا ستسقط خلال أيام أو أشهر، لأن حجم المعركة التي أعدت كان كبيرة جداً، وكان واضح لنا أن المعركة قاسية وطويلة”.

واضاف:”كنا نتوقع أن نبقى في سوريا إلى الآن والمعركة مفتوحة حتى الآن، ومن البداية كان هناك مجموعة من الأهداف وحتى الآن خطابنا يقول أن سوريا مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة وهذا صحيح، ولكن هذا ليس السبب الوحيد، فالسبب الثاني هو أن سوريا خلال العقود الماضية دولة مستقلة في قرارها وفي رسم استراتجيتها وهي واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تتمتع في هذه الميزة، وهي أيضا محورية على الصعيد الإقليمي ولا يمكن لاحد أن يرسم مستقبل المنطقة بعزل عن سوريا والإرادة السورية”، مشيرا الى  انه “بعد رحيل الرئيس السوري حافظ الأسد، اعتبروا أن سوريا في وضع جديد والرئيس بشار الأسد يحتاج إلى تدعيم شرعيته ولذلك فتحت معه مجموعة من العلاقات من أجل مصادرة القرار السوري”.
واوضح السيد نصرالله ان “هذا الموضوع تأكد في الأحداث المختلفة، في العام 2003 عندما احتلت أميركا العراق جاء وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول بلائحة مطالب إلى العاصمة السورية دمشق وكان المطلوب من سوريا الكثير من المطالب وكانت بداية للهيمنة على القرار السوري لكن الرئيس بشار الأسد رفض هذا الأمر”.
ولفت السيد نصرالله الى انه “استغل “حادث اغتيال” رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ومن قتله كان “محضراً كل السيناريو” لاتهام سوريا و”اضطرت” سوريا ان تخرج من لبنان ولكنها “لم تخضع”، مشيرا الى ان “الحرب في العام 2006 كانت أميركية والهدف منها سوريا والتنفيذ كان اسرائيلي لكن فشل المشروع، بعد ذلك عادوا إلى المحاولة عن طريق الإتصالات لكن الأسد كان دائما يؤكد أنه لا يمكن أن يدخل في جيبة أحد”، موضحا انه “من أجل ذلك كانت الرغبة إلى السيطرة على سوريا أو تدميرها في حال فشل ذلك، المعركة في سوريا هي معركة المقاومة ومعركة إستقلال سوريا”.
ولفت السيد نصرالله الى ان “تنظيم “القاعدة” جاء الى سوريا للسيطرة عليها والانطلاق منها للسيطرة على المنطقة واليمن ايضاً”، مؤكدا انه “لم يكن هؤلاء يريدوا مصلحة الشعب السوري بل إسقاط النظام لأنه مقاوم ومستقل ويمثل دور سوريا الإقليمي ويريدون الهيمنة على سوريا واعادتها إلى دولة لا شأن لها بما يجري في المنطقة”.
ورأى السيد حسن نصرالله ان “الحرب على سوريا فشلت، طالما أن الدولة موجودة والنظام موجود والدور السيادي موجود، ما يعني أن هذه الحرب لم تحقق الهدف منها، والمناطق التي لا تزال تحت سيطرة الدولة هي الأكبر والجزء الأكبر من الشعب السوري لا يزال مع الدولة، أما السيطرة على بعض المناطق لا يحقق الهدف لأن الهدف لم يكن السيطرة على بعض المناطق فقط”،  معتبرا ان “سبب فشل الحرب على سوريا كان صمود القيادة السورية والجيش السوري والإحتضان الشعبي الكبير والهدف منها كان تدمير الدولة السورية والجيش السوري والهيمنة عليها”،  مشيرا الى انه “من المراحل الأولى كان واضحاً أن الرئيس الأسد لديه حاضنة شعبية كبيرة وشجاع وكنت أعرف أنه لن يغادر في أصعب الظروف”.

واوضح السيد نصرالله ان “السبب الذي دعانا إلى الدخول إلى سوريا هو حجم المعركة لأن خسارة سوريا هي خسارة للبنان ولفلسطين وسيحسم مستقبل الصراع العربي -الإسرائيلي، لذلك قلنا منذ البداية أننا ذاهبون إلى سوريا للدفاع عن سوريا وعن أنفسنا، عن لبنان وفلسطين، والقضية الفلسطينية، لا بل يمكن القول أنها اليوم دفاع عن الأردن والعراق”، متسائلا:”ما هو كان سيكون مصير دول الخليج والأردن والعراق فيما لو سيطرت القاعدة على سوريا؟”، مؤكدا ان “الموضوع في سوريا أكبر من مسألة نظام ومن نعم الله أنه كان هناك هكذا رئيس وهكذا جيش عندما جاءت هذه المؤامرة”.
ولفت السيد نصرالله الى ان “حزب الله ليس قوى إقليمية وليس جيشا نظامياً بل حركة مقاومة لديها عديد معين وإمكانيات معينة لكن ربما يكون لها في بعض الميادين تأثير نوعي لا سيما في مواجهة حرب العصابات، وعلى ضوء الحاجة والإمكانات نتواجد في سوريا، وحيث يجب أن نكون نكون وليس هناك إعتبارات سياسية أو غير سياسية لذلك”.
ولفت السيد نصرالله الى ان “معركة القلمون، هي حاجة سورية ولبنانية مشتركة، وحيث تدعو الحاجة ولدينا القدرة نكون، وفي بعض الأماكن نكون بأعداد معقولة وفي بعض الأحيان نقدم المشاورة”، مؤكدا ان “القرار العسكري في سوريا سوري ونحن عامل مساعد والقادة العسكريون السوريون يسألون ويتشاورون لكن القرار لهم”.

ولفت السيد نصرالله الى ان  “المطلوب في سوريا هو الصمود لمنع الهيمنة عليها، وهناك متغيرات في المنطقة سيكون لها انعكسات على سوريا”، مشيرا الى ان “الخسائر التي تكبدها “حزب الله” في سوريا كانت متوقعة وما يقال في وسائل إعلام غير دقيق”، مضيفا:”اننا أمام عدو ليس في قلبه رحمة والشعوب التي تستحق الحياة هي التي تكون مستعدة لتقديم التضحيات”.
واوضح السيد نصرالله انه “لم يكن هناك أي مانع من الرد على غارة القنيطرة من الجنوب السوري لكن نحن أردنا إرسال رسالة أدركها العدو والصديق والرد في لبنان كان له دلالة مهمة ولو ردينا من سوريا لكانت قيمة الرد على المستوى الإستراتيجي أقل بكثير”.
واكد السيد نصرالله ان “الأسد كان دائماً مستعداً للحوار السياسي وسقفه كان عالي جداً لكن كل الأطراف الأخرى لم تكن جاهزة وكانوا يتعاطون بأن الدخول في الحوار مع النظام هو ضخ للدم له لأنهم كانوا يعتبرون أنه سيسقط خلال أشهر”، لافتا الى انه “لم يكن هؤلاء يريدون الحل السياسي في سوريا وأغلب جماعات المعارضة السورية تابعة لقوى خارجية والمصيبة الكبرى كانت عند حضور تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، متسائلا:”فهل كانت داعش والنصرة جاهزة للقيام بأي حوار؟ هل ثقافة داعش هي ثقافة حوار؟ والنصرة هي نفسها لكن الاسم مختلف”.
ولفت السيد نصرالله الى ان “الدول التي ترعى الجماعات التي تقاتل في سوريا لا تزال ترفض الحل السياسي في سوريا، ونحن نقول أن المنطق والعقل والمسؤولية يقول أن المطلوب هو الصمود وعدم الإنسحاب لأن البديل كارثي وابقاء الحوار مفتوح لأي حل سياسي يؤمن مصالح سوريا”.

السابق
متطرّفون قتلوا عنصراً من حزب الله بعين الحلوة: جزاؤكم على سوريا
التالي
ايران أولاً: الجوع قبل الايديولوجيا