بلينكن زار سلام: دعم حزب الله للأسد يطيل أمد الصراع

استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، مساء اليوم في المصيطبة، نائب وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، في حضور سفير الولايات المتحدة دايفيد هيل.

بعد اللقاء قال بلينكن: “أود أن أشكر رئيس الحكومة تمام سلام على كرم الضيافة، والتعبير عن أطيب تمنياتي لشعب لبنان. لدى الولايات المتحدة التزام عميق ودائم بلبنان وشعبه. إن قوة علاقتنا ترتكز على القيم التي نتشارك بها، إيماننا بالتربية، والنزعة الفردية، والكرامة الإنسانية، والحرية: في حرية المعتقد، وحرية التعبير، وحيوية السوق الحر. كما ترتكز على أهمية لبنان، وأهمية أمنه وازدهاره للمنطقة”.

أضاف: “استعرضنا مع رئيس مجلس الوزراء التطورات في المنطقة، بما في ذلك الاتفاق بين مجموعة 5+1 وايران حول معايير خطة شاملة بشأن البرنامج النووي الايراني الذي تقرر الأسبوع الماضي في لوزان، فضلا عن الصراعات في سوريا واليمن ومستقبل سلام الشرق الأوسط. نحن نعلم أن كل هذه القضايا لها تأثير هنا، وأن مصالح بلدكم هي على المحك”.

وتابع: “لقد تحدثنا أيضا عن الجهود المشتركة لمواجهة عنف المتطرفين والقضاء على التهديد الذي تشكله داعش وغيرها من الجماعات لنا جميعا. هذا الجهد، لا يتطلب ردا عسكريا فحسب، بل أيضا انخراطا عالميا للعمل على عكس اتجاه دعاية الجماعات المتطرفة وتمويلها وتدفق المقاتلين الاجانب. هذا يتطلب ايضا التوصل إلى أولئك الذين قد يكونون قابلين للتجاوب مع نداء التطرف العنيف، والعمل على وضع استراتيجيات لمنعهم من الانضمام الى تلك الجماعات أصلا. لبنان هو شريك قوي في هذه الجهود. لذلك قمنا بزيادة وتسريع وتيرة مساعداتنا للبنان”.

وأردف: “في أي مجتمع، تكون المؤسسات الحكومية المستقرة والفعالة أساسا لدولة مسالمة وآمنة ومزدهرة تعمل على دفع تطلعات مواطنيها قدما. نحن نريد أن نساعد في تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية المسؤولة أمام الشعب اللبناني والقادرة على حمايته وتأمين حدود الدولة، وفقا لمقتضيات قرار مجلس الأمن رقم 1701، وإعلان بعبدا.
إننا نستمر في دعم الأجهزة الأمنية التي تقوم بحماية وصون أمن واستقرار واستقلال لبنان وسيادته نيابة عن جميع اللبنانيين”.

وأعلن “مساعداتنا الأمنية من تدريب ومعدات وأسلحة وذخيرة قد بلغت أكثر من مليار دولار على مدى السنوات التسع الماضية، وهي تعزز قدرات الحكومة اللبنانية على حماية الشعب اللبناني، وهزيمة المتطرفين، وتأمين الحدود. عندما وضعت أحداث الخريف الماضي في عرسال تحديا جديدا أمام قواتكم الامنية، ردت الولايات المتحدة بمساعدة عملية وسوف نواصل القيام بذلك”.

وقال: “ان الولايات المتحدة ملتزمة المساعدة في إحداث تحول سياسي في سوريا، ما يؤدي إلى تشكيل حكومة تضم الجميع وتأمين مستقبل من الحرية والكرامة والأمن للشعب السوري. والكرامة لا يمكن أن تتحقق إذا بقي الديكتاتور الحالي الذي يقصف شعب سوريا بالغاز والبراميل. وكما أكد وزير الخارجية، كيري، إن دكتاتورا وحشيا مثل الأسد لا مكان له في هذا المستقبل. وفي هذا الصدد، إن دعم حزب الله للأسد – بل في الواقع شريان الحياة الذي يقدمه – لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع والمعاناة، ويقدم لداعش أداة لتجنيد (المقاتلين)، ويدفع بالمزيد من اللاجئين للفرار إلى لبنان. إن أعمال حزب الله في سوريا هي سيئة لشعبي سوريا ولبنان.
إن عواقب الحرب في سوريا تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة هنا في لبنان وتضغط بشدة على الخدمات العامة فيه، فالمجتمعات المضيفة تتقاسم موارد المياه الثمينة، والمستشفيات استنفدت إمداداتها في توفير الرعاية، والمدارس فتحت أبوابها لعدد أكبر من الطلاب بعضهم يحمل آثارا لجراح لا يمكن رؤيتها”.

أضاف: “إن الحكومة الأميركية تدعم، وهي ممتنة، لعمل الحكومة والمجتمع اللبناني لإستيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين من سوريا. هذه استجابة عميقة في السخاء والوجدانية. نحن ملتزمون بتقديم الدعم ليس فقط للاجئين، ولكن أيضا للمجتمعات اللبنانية التي تستضيفهم. وتبقى الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة في سوريا بعد أن استجابت بتقديم ما يقارب 800 مليون دولار من المساعدات الإنسانية إلى لبنان. وهذا يشمل إعلاننا الأسبوع الماضي من الكويت عن تقديم مساعدة اضافية بقيمة مائة وثمانية عشر مليون دولار لمساعدة اللاجئين والمجتمعات المضيفة في لبنان”.

وأوضح ان “هذه المساعدة هي لتجديد المدارس وتخفيف العبء المالي المتعلق بتوفير المواد الغذائية وغيرها من الضروريات الأساسية، وتحسين فرص الحصول على المياه النظيفة والرعاية الطبية في المدن والقرى اللبنانية. وذلك لمصلحة هذه المجتمعات. وبالمناسبة، إننا معجبون بالطرق التي قامت بها البلديات في لبنان بإدارة مساعداتنا، وسوف نستمر في توسيع دعمنا لهم، تماما كما سنستمر في الوقوف مع لبنان خلال هذه الأزمة غير المسبوقة”.

ورأى أنه “لمعالجة التحديات العديدة التي تواجهها المنطقة اليوم، يحتاج لبنان إلى كل جزء من حكومته أن يكون عاملا على نحو فعال. لا يمكن مواجهة هذه التحديات التاريخية مع كرسي فارغ. فانتخاب رئيس لن يحل جميع المشاكل، إنما سيكون بمثابة خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح، والى أن يملأ هذا الكرسي، لن يتمكن لبنان من اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بالسياسات من شأنها العمل على تحسين حياة شعبه”.

واستطرد بالقول: “إنني أحث زعماء لبنان على أن لا ينظروا خارج وطنهم من أجل حل للجمود الرئاسي، ولكن بدلا من ذلك، العمل على إيجاد حل من الداخل، والأصوات المسؤولة في المجتمع الدولي سوف تدعمكم. ولكن ما لم يتم، وحتى اختيار رئيس، فإن هذا الوضع لن يؤدي الا الى تعميق تآكل المؤسسات السياسية في لبنان. إننا ندعو مرة أخرى البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن، وفقا للدستور والميثاق الوطني. إن انتخاب الرئيس هو قرار يعود اتخاذه كليا الى اللبنانيين، ولكن عليهم أن يتخذوه؛ والذين يعرقلون تأمين النصاب البرلماني ينبغي أن يخضعوا للمساءلة العامة”.

وختم قائلا: مرة أخرى، أشكر رئيس الوزراء سلام، فضلا عن قادة لبنانيين آخرين التقيتهم خلال هذه الزيارة. إنني أقدر فرصة الانخراط بتبادل وجهات النظر الجادة، فيما نقوم بتعميق وتعزيز العلاقة التي تعكس التزام الولايات المتحدة المستمر بلبنان وشعبه”.

السابق
العلي: ستة من السائقين المحتجزين في طريق عودتهم الآن إلى لبنان
التالي
برنامجٌ إلكتروني يعيد مدمني الشبكات الإجتماعية إلى الواقع