الضاهر يستدرج «الجديد» لكشف مصادر تمويله

دّت قناة “ال بي سي” كل “اللكمات” الخفيفة التي وجهتها لها قناة “الجديد” في السابق، بضربة واحدة، شرّعت عبرها بوابة “فتح الملفات” لقناة زميلة، عبر الكشف عن مصادر تمويل “الجديد”. وبهذا التقرير الذي كشفت فيه عن علاقة “الجديد” بحزب الله وقطر والنظام السوري وحكومة المالكي في العراق، فتحت الحرب بين قناتين، مما دفع “الجديد” الى اطلاق وعيدها بالردّ الليلة، ولن يكون، في التقديرات، اقل من كشف علاقة الشيخ بيار الضاهر المالية، بالأمير الوليد بن طلال!

والترجيح بفتح ملف مشابه، في ظل معركة محتدمة بين الضاهر، رئيس مجلس إدارة “أل بي سي آي”، والأمير الوليد بن طلال، يعدّ أكثر إيلاماً للضاهر الذي يحمّل الملياردير السعودي مسؤولية طرد 400 موظف من شركة “باك”، ما زال مصير حقوقهم تائهاً منذ أكثر من 3 سنوات. تدرك “الجديد” أن فتح ملف مشابه، تكتنفه محاذير كثيرة، على ضوء العلاقة بين المحطة ومؤسسة الأمير “الخيرية” التي تُبث أخبارها يومياً في نشرات “الجديد”، لكن ليس أمامها الا الرد من العيار نفسه، حتى لو كلفها ذلك تلقيها عتباً من مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية!

وما نشرته “أل بي سي”، يحمل في طياته اتهامات لـ”الجديد” باللعب على التناقضات الإقليمية، ومسايرة الفئات القادرة على ضخّ الأموال، عبر شبكة مصالح عابرة للحدود، تبدأ من الإستثمارات في قطاع الطباعة، ولا تنتهي بالاستثمار في النفط والكهرباء في العراق. في هذا الكشف، لم تقدم “أل بي سي”جديداً، نظراً الى أن كل القنوات التلفزيونية اللبنانية، تتلقى تمويلاً من جهات اقليمية أو سياسية محلية، وتمتلك استثمارات في قطاعات عدة، لأن الإعلام، في ظل تردي السوق الاعلاني، يبحث عن بدائل تمويلية، وإلا سيقفل المحطة. كما أن الحرب الأهلية أقفلت على قانون توزيع الحصص الإعلامية بين الطوائف أو القوى السياسية، تماماً كما تم توزيع حصص الدولة. وليس سرّاً تمويل كل شاشة، وقوة المال السياسي.

وينسحب هذا التقدير على “إل بي سي”، ووسائل إعلامية أخرى غير حزبية (ليس بشكل مباشر على الأقل)، لجهة البحث عن تمويل بديل لتدهور سوق الإعلانات. فهل “إل بي سي” بريئة من الحصول على تمويل من جهات اقليمية؟ هل حيدت نفسها عن صفقات سياسية، والترويج لأحزاب أو شخصيات، وبث مواقف خارج السياق التقليدي، لقاء الحصول على بدل مالي يمكنها من الإستمرارية؟ ستقول “الجديد” ذلك اليوم. فمعظم المحطات اللبنانية، انخرطت في صفقات، أضفت على التمويل صفة “المشبوه” سياسياً. لا محطة بريئة من هذا الجانب.. كلها سواسية، حين يصل الموضوع الى التمويل، ويرجح أن يكون ذلك إطاراً لتقرير “الجديد” الليلة.

ما كشفته “ال بي سي”، رغم المعلومات الصحيحة الواردة في التقرير، هو كسر لخطوط حمراء، ربما رُسمت بين القنوات التلفزيونية المحلية، على قاعدة “الإحترام” المتبادل لمصادر التمويل، والتزام الصمت حول الشبهات السياسية، خصوصاً في مرحلة اقليمية مفصلية، وتغير خريطة التحالفات. أباح الضاهر “الفضيحة”، ليصبح الجميع في مرمى القصف الإعلامي، ولن يكون في منأى عنه.

لطالما “دغدغت” قناة “الجديد” محطة تنظر إليها بعين المنافسة على جمهور واحد، بتوجيه لكمات خفيفة، مرة عبر استعراض أحد مراسليها رامي الأمين “سقطة” 30 شباط في نشرة الطقس، ومرة عبر برنامج “شي أن أن”، وغيرهما.. لكن ضربة “ال بي سي” أكبر بكثير من تلك اللكمات، ما دفع المحطة الى الإعلان عن ردّ منتظر، مساء اليوم، بالتوجه الى بيار الضاهر في نشرة منتصف ليل الثلاثاء “خلي عينك عالجديد”.

(المدن)

السابق
البطريرك الراعي يترأس رتبة الغسل في سجن روميه
التالي
كيف ادخلت 500 مومس آسيوية الى كندا؟