حداد: «عاصفة العزم» غيرت قواعد اللعبة الاقليمية

أكد امين سر حركة التجدد الديموقراطي الدكتور انطوان حداد أن “العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن تشكل انعطافة كبرى وتغييرا جذريا في قواعد اللعبة الاقليمية بمعزل عن التطورات والسيناريوهات اللاحقة، فما بعد “عاصفة الحزم” لن يكون ابدا كما قبلها.
يأتي هذا التطور ردا على استعراض القوة الاقليمي غير المسبوق الذي قامت به ايران مؤخرا من العراق الى اليمن بالتزامن مع قرب التوقيع على الاتفاق النووي في محاولة للايحاء أن هذا الاتفاق سيضمن لها بسط نفوذها وتفوقها على كامل المنطقة، وذلك في ظل الانكفاء الاميركي انسجاما مع سياسة الرئيس اوباما التي تقوم على تغليب مبدأ ادارة الصراع عن بعد وعبر القوى الاقليمية والمحلية وبأقل كلفة أميركية ممكنة.
“عاصفة الحزم” اعادت المبادرة الى السعودية التي يبدو انها، وبالتزامن مع تولي الملك سلمان، كيفت سياستها الاقليمية لتتلاءم مع قواعد اللعبة الاميركية الراهنة وباتت تتصرف كلاعب اقليمي اساسي لا تستطيع واشنطن ان تتجاهله بل تجد نفسها مضطرة لتغطية تحركاته. انخراط واشنطن في عملية “عاصفة الحزم”، حتى من دون مشاركة ميدانية مباشرة، ومبادرة السعودية الى تشكيل حلف اسلامي-عربي يمتد بشكل او بآخر من باكستان الى المغرب ومن تركيا الى السودان مرورا بمصر وقطر، قلص هامش التحرك الايراني وخيارات الرد على العملية السعودية الذي بات محصورا عمليا بالساحة اليمنية فحسب. من هنا اهمية مراقبة التطورات الميدانية هناك وقدرة الحوثيين وحلفائهم على الحفاظ على المكاسب الميدانية الواسعة التي اوصلتهم الى مشارف العاصمة الموقتة عدن، في مقابل قدرة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي على الصمود من دون الحاجة الى قوات برية من تحالف “عاصفة العزم”، بانتظار تبلور اطار الحل السياسي الحتمي للأزمة حيث ان السعودية تقول بوضوح انها لا تستهدف الحوثيين بوجودهم بل بتحالفاتهم الاقليمية.
عليه لا أرى ان لبنان سيكون ساحة ساخنة في هذه المرحلة. فرغم رؤية الفريقين المختلفة الى الصراع في المنطقة، ما زال لهما مصلحة مشتركة في ربط النزاع ومتابعة الحوار وتبريد الساحة الداخلية. وهذا ما نلحظه على السواء في خطاب الفريقين، حزب الله وتيار المستقبل، رغم قوة الانحياز الى هذا الطرف الاقليميي او ذاك. تأييد النائب وليد جنبلاط للسعودية ليس مفاجئا ولا يؤثر على علاقته بحزب الله لان هذا التأييد، كما موقف الرئيس سعد الحريري، يندرجان في اطار ربط النزاع المتفاهم عليه منذ تشكيل الحكومة الحالية وحتى اشعار آخر اي حتى يحصل تحول نوعي في الازمة السورية.
بالنسبة لموقف “النأي بالنفس” الذي اتخذه لبنان في اجتماع الجامعة العربية، فان الدول العربية تتفهم وضع لبنان الذي تحكمه حكومة ائتلافية، والوزير جبران باسيل صاغ هذا الموقف بالتنسيق مع رئيس الحكومة تمام سلام الذي يتوقع ان يكون له الموقف نفسه خلال القمة العربية الحالية في شرم الشيخ.
شهادة الرئيس فؤاد السنيورة امام المحكمة الدولية فيما يتعلق بما اسر له الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن حصول محاولات متكررة لاغتياله تتمتع بمصداقية عالية نظرا لمكانة الرجل المحلية والدولية وللعلاقة الوثيقة التي كانت تربطه بالرئيس رفيق الحريري، كما ان السنيورة رفض توجيه الاتهام المباشر الى حزب الله رغم محاولات فريق الدفاع استدراجه الى ذلك او الى الادلاء بمعلومات متناقضة لضرب مصداقيته.
السابق
«علوكي» في المحكمة: سأتكلّم قريباً
التالي
السعودية: حتى تتحول عاصفة الحزم الى حسم في اليمن