واشنطن لا تستبعد سقوطاً سريعاً لهادي «أنصار الله» إلى الجنوب نحو عدن

إذا صحّت التقارير الواردة من جنوب اليمن والتي تفيد عن تقدّم كبير لـ «أنصار الله» على محوري الضالع ولحج بعد سيطرتها على تعز، ومحاولتها التقدّم باتجاه أبين من ناحية البيضاء، فذلك يعني، عملياً، أنّها باتت تحاصر عدن، حيث يتحصّن الرئيس، المتراجع عن استقالته، عبد ربه منصور هادي ويعمل على رصّ صفوف ميليشياته التي تستقطب المتطوعين من تيارات واتجاهات لمواجهة الحوثيين.

ووسط تضارب التقارير حول مدى تقدّم «انصار الله» جنوباً، وانباء عن فرار افراد من عائلة الرئيس هادي الى مسقط، برز موقف لافت للسفير الأميركي في صنعاء ماثيو تولر الذي قال إنّ «الحوار السياسي لن ينجح إذا أطيح بهادي أو اعتقل وسقطت عدن»، مشيراً إلى أنّ ذلك «قد يحدث بسرعة» بسبب حشد الحوثيين لأعداد كبيرة من عناصرهم في كافة أنحاء البلاد.

السفير الأميركي لا يزال «متفائلاً نسبياً»، بحسب تعبيره، مع الإشارة إلى أنّ «الفصائل المتصارعة في اليمن يمكن أن تتوصّل إلى اتّفاق على تقاسم السلطة إذا تمكّنت من الاجتماع خارج البلاد ومن دون تأثير من أطراف خارجية مثل إيران».

وفي عبارة لا تخلو من التهديد، قال تولر: «حتى ان الحوثيين لا يرغبون في تحمّل مسؤولية دفع اليمن إلى وضع مماثل للوضع في سوريا وليبيا»، مضيفاً «حالما يدمّرون مؤسسات الدولة سيكون من الصعب للغاية بناؤها».

وفي أجواء الحوار، حسم المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر خياره بشأن الدولة التي ستستضيفه، وصرّح لـقناة «الجزيرة» بأنّ الحوار اليمني – اليمني سيجرى في الدوحة، غير أنّ أيّ اتفاق يتمّ التوصل إليه، في ما بعد، سيوقّع في السعودية، باعتبار أنّ للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي «دورا رئيسيا في دعم الشعب اليمني على مدار الأعوام الماضية».

الحوثيون لا يرون مبرراً لنقل محادثات السلام اليمنيّة إلى قطر، ولكنّهم لا يرفضون الفكرة بشكل قاطع، وفقاً لعضو المكتب السياسي في الجماعة محمد البخيتي. إلّا أن المتحدث الرسمي باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام ردّ على الدعوة إلى الحوار، معتبراً أنّ «لا فرق بين موقف الدوحة والرياض من الثورة الشعبية اليمنية فهو ذات الموقف المتشنّج والمتغطرس والمتعالي … ولهذا يتحرّكون سوياً بدعم القاعدة والتكفيريين سياسياً ومادياً وعسكرياً وإعلامياً، وهذه أمور يعرفها الجميع».

وحسم موقف الجماعة موضحاً بشكل لا لبس فيه «أن يتقاسموا أين يكون التفاوض فالحوار في الدوحة والتوقيع في الرياض والغداء في دبي، كلام لا يعنينا». واستطرد قائلاً «يحرّضون على القتل ويدعمون القاعدة ويشرعنون وجودها ويسعون الى اثارة الصراع الطائفي والمناطقي في اليمن ويصفون الثورة بأسوأ العبارات التي تسيء للشعب اليمني».

وبينما تحاول «أنصار الله» التقدم نحو عدن من اكثر من محور حيث يتحصّن هادي وميليشياته، أفادت مصار عسكريّة وأمنية عن معارك بالأسلحة الثقيلة دارت، أمس، في محافظتي الضالع ولحج القريبتين من عدن.

ويبدو أن الميليشيات الموالية لهادي تعاني من صعوبات في تنظيم صفوفها وتجنيد متطوعين بعد الحملة التي أطلقها هادي لتجنيد 20 ألف عسكري من أجل تعزيز «جيشه»، برغم أنّ الأرقام تؤكّد وجود «عدة آلاف من المجندين» الذين تمّ تسجيلهم، لكن تبقى هناك عملية تدريبهم وتسليحهم وانضباطهم.

وفور تسجيل هؤلاء المتطوعين فإنهم انتشروا في الشوارع بأسلحتهم، مؤكدين عزمهم «سلخ جلد الحوثيين»، وفقاً لمصادر مقربة من هادي.

وتمكّن الحوثيون من السيطرة على مقر الإدارة المحلية في مدينة الضالع، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم ذاته. إلا أنّ مصادر عسكرية أكّدت أنّ المعركة للسيطرة على مقر اللواء 33 مدرع في شمال الضالع، أسفرت عن مقتل عشرة من أنصار الجماعة.

وكانت وسائل إعلام يمنية أفادت بأنّ قوات من الحرس الجمهوري وعناصر من الجماعة تقدمت نحو مدينة الضالع ونصبت سبع نقاط تفتيش، وسيطرت على منطقة سناح ومبنى المحافظة وأجزاء من منطقة الجليلة، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «الحراك الجنوبي».

ويمثّل وصول الحوثيين إلى الضالع أوّل دخول لهم إلى الأرض التي كانت ضمن «جمهورية اليمن الجنوبي» المستقلة، وهو ما دفع قوى «الحراك»، التي تريد الانفصال، إلى دعوة أبناء الجنوب للتصدي لما وصفته «العدوان الحوثي»، معتبرة إعلان الحوثيين التعبئة العامة بمثابة «إعلان حرب ضدّ الجنوب».

وفي بلدة كرش، التي تصل محافظتي تعز ولحج وتعتبر أحد المداخل الإستراتيجية نحو مدينة عدن، اندلعت مواجهات عنيفة بين ميليشيات هادي والحوثيين، قبل أن تتمكّن الجماعة ووحدات الجيش اليمني من السيطرة عليها. وتقع البلدة على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال من عدن، وتفصلها مسافة 40 دقيقة في السيارة عن قاعدة العند الجوية الرئيسية التي يبدو ان «انصار الله» باتوا يطوقونها.

وتعليقاً على تقدّم الحوثيين في الجنوب أكد البخيتي أنّ «أنصار الله» لا تستهدف عدن ولا أيّ منطقة أخرى، ولكن تدافع عن البلاد ضدّ الإسلاميين المتشددين.

ولكن مصادر عسكرية أفادت بأنّ ميليشيات هادي أجبرت الحوثيين على الانسحاب من بلدة كرش ومحافظة الضالع بعد ساعات من سيطرتهم عليها.

وفي هذه الأثناء، أكّد مسؤولون أمنيون أنّ الجماعة دخلت ميناء المخاء – آخر ميناء يمني على البحر الأحمر جنوباً – لتقترب بشكل أكبر من مضيق باب المندب.

ووفقاً لمسؤولين أمنيين فإنّ دافع الحوثيين من دخول المخاء، التي تبعد نحو 80 كيلومتراً عن باب المندب، «يمكن أن يكون الوصول إلى طريق ساحلي يربط المدينة بعدن التي تبعد 260 كيلومتراً، وليس السيطرة على المضيق».

وفي محافظة البيضاء، قالت مصادر قبلية إن الحوثيين يخوضون مواجهات، منذ مساء أمس الأول، مع قبائل مؤيدة لهادي، حيث قتل تسعة من مسلحي القبائل و15 من الحوثيين.

وفي محافظة مأرب، إلى الشرق من صنعاء صدّ مسلحو القبائل قافلة للحوثيين وسط مواجهات عنيفة «أوقعت عشرات القتلى» وفقاً لمصادر قبلية.

وشيعت «أنصار الله» في ساحة التغيير وسط صنعاء، أمس، جثمان السياسي والصحافي البارز عبد الكريم الخيواني بعد ستة أيام على اغتياله في العاصمة على أيدي تنظيم «أنصار الشريعة» جناح «القاعدة» في اليمن.

مصيدة نوعية لـ«الميقاتيين»: الجيش يغنم «كنز الإرهاب»
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس بعد الثلاثمئة على التوالي.

وضع الجيش اللبناني يده على صيد ثمين، بعد نجاحه صباح أمس في توقيف المطلوبين عمر الميقاتي الملقب بـ «أبي هريرة» وبلال الميقاتي الملقب بـ «أبي عمر الطرابلسي» أو «أبي عمر اللبناني» المتهميّن بالانتماء الى تنظيم «داعش» وبارتكابهما سلسلة من الأعمال الارهابية، في سياق عملية أمنية نوعية جرى التحضير لها منذ أسابيع عدة.

المطلوب الأول عمر (24 عاما) هو إبن أحمد سليم الميقاتي الذي تم توقيفه في عداد الخلية الإرهابية التي داهمها الجيش اللبناني في عاصون ـ قضاء الضنية في تشرين الأول الفائت. أما المطلوب الثاني بلال عمر الميقاتي (23 عاما) الذي يعتبر اليد اليمنى لابن عمه عمر، فهو المتهم الأساسي بذبح العسكري علي السيد، وهو أول شهيد من العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و «النصرة».

وفي التفاصيل، أن مخابرات الجيش كانت رصدت قبل فترة، من خلال الاتصالات وبعض «العيون الأمنية»، حركة تنقل للاثنين بين جرود منطقة القلمون وبلدة عرسال، وتم وضع رسم دقيق لهما جرت مقارنته، فتم التأكد من أنهما يترددان على بعض الأشخاص في عرسال (وبينهم أحد رجال الدين المعروفين)، كما على مخيم النازحين خارج البلدة، وتم وضع أكثر من سيناريو لالقاء القبض عليهما، الى أن تم التأكد أنهما قررا الانتقال من عرسال الى منطقة البقاع الأوسط بواسطة هويتين سوريتين مزورتين، من دون أن تعرف وجهتهما اللاحقة: هل هي طرابلس أم البقاع الغربي؟ وهل كانا مكلفين بعمل ارهابي ما؟

عند التاسعة والنصف من صباح أمس، تم إلقاء القبض على الميقاتيين، بينما كانا يستقلان سيارة أجرة من عرسال الى البقاع، ولحظة اقترابهما من حاجز عسكري للجيش قرب بلدة حربتا (على الطريق الدولية)، كانت دورية من مخابرات الجيش بانتظارهما، بعدما تم رصدهما بالعين المجردة وهما يعبران حاجز الجيش من عرسال باتجاه منطقة اللبوة، ومن هناك أكملا مسافة قصيرة سيرا على الأقدام، ثم استقلا سيارة الأجرة التي أوقفا فيها قرب حربتا.

وتبين أن الموقوفين لا يحملان أية أسلحة ولا أحزمة ناسفة، ويرتديان أزياء عادية لا توحي بانتمائهما الى المجموعات التكفيرية، ونقلا من منطقة بعلبك فورا الى مقر مديرية المخابرات في وزارة الدفاع في اليرزة، حيث بوشرت التحقيقات معهما، في ظل تقديرات بأن توقيفهما قد يفضي الى سلسلة توقيفات، وتردد ليل أمس، أنه تم توقيف شخص ثالث سوري الجنسية في ضوء اعترافاتهما.

وقد استوجبت هذه العملية النوعية استنفارا على مستوى الأجهزة الأمنية تفاديا لرد انتقامي سريع على هذا التوقيف الموجع بالنسبة للمجموعات الارهابية.

وتشير المعلومات في هذا الاطار الى أن الميقاتيين مع آخرين وفي مقدمتهم المدعو فايز عثمان (أوقفه الجيش قبل أشهر في محلة أبي سمراء في طرابلس وكان برفقة عمر الميقاتي الذي تمكن في حينها من الفرار)، قد عملوا على تشكيل مجموعات مسلحة قامت بالاعتداء على أمن الدولة، وعلى عسكريين ومدنيين، ما أدى الى استـشهادهم، فضلا عن تسببهم بتوترات أمنية متكررة في طرابلس، ومشاركتهم بمواجهات مسلحة مع الجيش.

وتتضمن لائحتهما:

ـ المشاركة في معارك التبانة وجبل محسن.

ـ إطلاق النار على مواطنين من الطائفة العلوية.

ـ اغتيال المؤهل الأول في الجيش فادي الجبيلي خلال انتقاله إلى عمله مقابل محطة مكية في طرابلس، وقد قامت عائلته أمس بتوزيع الحلوى في ساحة الدفتردار في المدينة القديمة احتفالا بإنجاز الجيش.

ـ اغتيال المؤهل المتقاعد في مخابرات الجيش محمد مستو في سوق العطارين.

ـ التسبب بما يعرف بمعركة ساحة عبد الحميد كرامي بعد إطلاق النار على الجيش الذي حسمها في غضون ساعات بعد فرار المسلحين الى الأسواق الداخلية.

ـ التسبب في معركة باب الحديد التي حسمها الجيش أيضا خلال ساعات بعد تواري المسلحين.

ـ الاعتداء على الجيش في خان العسكر ردا على توقيف أحمد سليم الميقاتي (والد عمر) في عاصون في 24 تشرين الأول الفائت، ما أدى الى فتح معركة الأسواق القديمة، ومن ثم الانتقال منها الى التبانة التي شهدت معركة انتهت بنجاح الجيش في تفكيك المجموعات الارهابية بقيادة أسامة منصور وشادي المولوي وغيرهما، وفي بسط سيطرته على كل شوارعها وأحيائها.

ـ رمي القنابل وإطلاق القذائف الصاروخية على مراكز عسكرية في طرابلس.

ـ تجنيد عدد من الشبان للالتحاق بالمجموعات الارهابية.

ـ إقدام بلال الميقاتي على ذبح العسكري الشهيد علي السيد في جرود عرسال، وهو الأمر الذي اعترف به الموقوف حسن غورلي.

وكانت عائلة الشهيد السيد في فنيدق تلقت خبر التوقيف بكثير من الارتياح، وقال المختار أحمد السيد (والد علي) لـ «السفير»: «الحمد لله أن الجيش نجح في تحقيق هذا الانجاز، لكن حقي لن يصلني كاملا إلا بقيام الدولة بإعدام من ذبح إبني الشهيد أمام كل الناس، وهذا دليل واضح على أن المؤسسة العسكرية تعمل بجد من أجل الاقتصاص من القتلة الارهابيين».

أما والدة علي فاعتبرت أن «توقيف القتلة يعطيها جزءا من الراحة ويساهم في تبريد قلبها»، مؤكدة أن دموعها «لم ولن تجف على شهيدها علي».

وتقول مصادر أمنية لـ «السفير» إن المطلوبين عمر وبلال ميقاتي كانا ينتقلان بين جرود عرسال وطرابلس خلال الفترات الماضية، وقد شاركا في بعض المواجهات في الداخل السوري الى جانب «داعش»، وبعد الخطة الأمنية في أول نيسان الفائت تحصنا في الأسواق الداخلية حيث نفذا العديد من الاعتداءات، وبعد مشاركتهما في المعركة الأخيرة في الأسواق وفي التبانة، تواريا عن الأنظار قبل أن ينتقلا الى جرود عرسال ومنطقة القلمون.

وتعتبر المصادر أن الميقاتيين يملكان كنزا من المعلومات، وهما بمثابة رأس السبحة التي من المفترض أن تكرّ بعد إدلائهما باعترافاتهما، والتي ستساهم حتما في كشف وتفكيك المزيد من المجموعات الارهابية والخلايا النائمة، وتوقيف عناصرها المعروفين بالأسماء لدى كل الأجهزة الأمنية والذين لا يقلون خطورة عن عمر وبلال الميقاتي.

وأصدرت قيادة الجيش، أمس، بيانا اعلنت فيه أن مديرية المخابرات أوقفت، أمس، المطلوبين الإرهابيين عمر ميقاتي الملقب بـ «أبي هريرة» وبلال ميقاتي الملقب بـ «أبي عمر اللبناني» و «أبي عمر الطرابلسي»، وهما ينتميان إلى أحد التنظيمات الإرهابية («داعش») ومن المشاركين في الاعتداءات على الجيش، وفي عمليات إرهابية داخل الأراضي اللبنانية، كما يشتبه بتورّط أحدهما بذبح أحد العسكريين المخطوفين»، وأوضحت أنه بوشر التحقيق مع الموقوفَين بإشراف القضاء المختص.”

مصيدة نوعية لـ«الميقاتيين»: الجيش يغنم «كنز الإرهاب»
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس بعد الثلاثمئة على التوالي.

وضع الجيش اللبناني يده على صيد ثمين، بعد نجاحه صباح أمس في توقيف المطلوبين عمر الميقاتي الملقب بـ «أبي هريرة» وبلال الميقاتي الملقب بـ «أبي عمر الطرابلسي» أو «أبي عمر اللبناني» المتهميّن بالانتماء الى تنظيم «داعش» وبارتكابهما سلسلة من الأعمال الارهابية، في سياق عملية أمنية نوعية جرى التحضير لها منذ أسابيع عدة.

المطلوب الأول عمر (24 عاما) هو إبن أحمد سليم الميقاتي الذي تم توقيفه في عداد الخلية الإرهابية التي داهمها الجيش اللبناني في عاصون ـ قضاء الضنية في تشرين الأول الفائت. أما المطلوب الثاني بلال عمر الميقاتي (23 عاما) الذي يعتبر اليد اليمنى لابن عمه عمر، فهو المتهم الأساسي بذبح العسكري علي السيد، وهو أول شهيد من العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و «النصرة».

وفي التفاصيل، أن مخابرات الجيش كانت رصدت قبل فترة، من خلال الاتصالات وبعض «العيون الأمنية»، حركة تنقل للاثنين بين جرود منطقة القلمون وبلدة عرسال، وتم وضع رسم دقيق لهما جرت مقارنته، فتم التأكد من أنهما يترددان على بعض الأشخاص في عرسال (وبينهم أحد رجال الدين المعروفين)، كما على مخيم النازحين خارج البلدة، وتم وضع أكثر من سيناريو لالقاء القبض عليهما، الى أن تم التأكد أنهما قررا الانتقال من عرسال الى منطقة البقاع الأوسط بواسطة هويتين سوريتين مزورتين، من دون أن تعرف وجهتهما اللاحقة: هل هي طرابلس أم البقاع الغربي؟ وهل كانا مكلفين بعمل ارهابي ما؟

عند التاسعة والنصف من صباح أمس، تم إلقاء القبض على الميقاتيين، بينما كانا يستقلان سيارة أجرة من عرسال الى البقاع، ولحظة اقترابهما من حاجز عسكري للجيش قرب بلدة حربتا (على الطريق الدولية)، كانت دورية من مخابرات الجيش بانتظارهما، بعدما تم رصدهما بالعين المجردة وهما يعبران حاجز الجيش من عرسال باتجاه منطقة اللبوة، ومن هناك أكملا مسافة قصيرة سيرا على الأقدام، ثم استقلا سيارة الأجرة التي أوقفا فيها قرب حربتا.

وتبين أن الموقوفين لا يحملان أية أسلحة ولا أحزمة ناسفة، ويرتديان أزياء عادية لا توحي بانتمائهما الى المجموعات التكفيرية، ونقلا من منطقة بعلبك فورا الى مقر مديرية المخابرات في وزارة الدفاع في اليرزة، حيث بوشرت التحقيقات معهما، في ظل تقديرات بأن توقيفهما قد يفضي الى سلسلة توقيفات، وتردد ليل أمس، أنه تم توقيف شخص ثالث سوري الجنسية في ضوء اعترافاتهما.

وقد استوجبت هذه العملية النوعية استنفارا على مستوى الأجهزة الأمنية تفاديا لرد انتقامي سريع على هذا التوقيف الموجع بالنسبة للمجموعات الارهابية.

وتشير المعلومات في هذا الاطار الى أن الميقاتيين مع آخرين وفي مقدمتهم المدعو فايز عثمان (أوقفه الجيش قبل أشهر في محلة أبي سمراء في طرابلس وكان برفقة عمر الميقاتي الذي تمكن في حينها من الفرار)، قد عملوا على تشكيل مجموعات مسلحة قامت بالاعتداء على أمن الدولة، وعلى عسكريين ومدنيين، ما أدى الى استـشهادهم، فضلا عن تسببهم بتوترات أمنية متكررة في طرابلس، ومشاركتهم بمواجهات مسلحة مع الجيش.

وتتضمن لائحتهما:

ـ المشاركة في معارك التبانة وجبل محسن.

ـ إطلاق النار على مواطنين من الطائفة العلوية.

ـ اغتيال المؤهل الأول في الجيش فادي الجبيلي خلال انتقاله إلى عمله مقابل محطة مكية في طرابلس، وقد قامت عائلته أمس بتوزيع الحلوى في ساحة الدفتردار في المدينة القديمة احتفالا بإنجاز الجيش.

ـ اغتيال المؤهل المتقاعد في مخابرات الجيش محمد مستو في سوق العطارين.

ـ التسبب بما يعرف بمعركة ساحة عبد الحميد كرامي بعد إطلاق النار على الجيش الذي حسمها في غضون ساعات بعد فرار المسلحين الى الأسواق الداخلية.

ـ التسبب في معركة باب الحديد التي حسمها الجيش أيضا خلال ساعات بعد تواري المسلحين.

ـ الاعتداء على الجيش في خان العسكر ردا على توقيف أحمد سليم الميقاتي (والد عمر) في عاصون في 24 تشرين الأول الفائت، ما أدى الى فتح معركة الأسواق القديمة، ومن ثم الانتقال منها الى التبانة التي شهدت معركة انتهت بنجاح الجيش في تفكيك المجموعات الارهابية بقيادة أسامة منصور وشادي المولوي وغيرهما، وفي بسط سيطرته على كل شوارعها وأحيائها.

ـ رمي القنابل وإطلاق القذائف الصاروخية على مراكز عسكرية في طرابلس.

ـ تجنيد عدد من الشبان للالتحاق بالمجموعات الارهابية.

ـ إقدام بلال الميقاتي على ذبح العسكري الشهيد علي السيد في جرود عرسال، وهو الأمر الذي اعترف به الموقوف حسن غورلي.

وكانت عائلة الشهيد السيد في فنيدق تلقت خبر التوقيف بكثير من الارتياح، وقال المختار أحمد السيد (والد علي) لـ «السفير»: «الحمد لله أن الجيش نجح في تحقيق هذا الانجاز، لكن حقي لن يصلني كاملا إلا بقيام الدولة بإعدام من ذبح إبني الشهيد أمام كل الناس، وهذا دليل واضح على أن المؤسسة العسكرية تعمل بجد من أجل الاقتصاص من القتلة الارهابيين».

أما والدة علي فاعتبرت أن «توقيف القتلة يعطيها جزءا من الراحة ويساهم في تبريد قلبها»، مؤكدة أن دموعها «لم ولن تجف على شهيدها علي».

وتقول مصادر أمنية لـ «السفير» إن المطلوبين عمر وبلال ميقاتي كانا ينتقلان بين جرود عرسال وطرابلس خلال الفترات الماضية، وقد شاركا في بعض المواجهات في الداخل السوري الى جانب «داعش»، وبعد الخطة الأمنية في أول نيسان الفائت تحصنا في الأسواق الداخلية حيث نفذا العديد من الاعتداءات، وبعد مشاركتهما في المعركة الأخيرة في الأسواق وفي التبانة، تواريا عن الأنظار قبل أن ينتقلا الى جرود عرسال ومنطقة القلمون.

وتعتبر المصادر أن الميقاتيين يملكان كنزا من المعلومات، وهما بمثابة رأس السبحة التي من المفترض أن تكرّ بعد إدلائهما باعترافاتهما، والتي ستساهم حتما في كشف وتفكيك المزيد من المجموعات الارهابية والخلايا النائمة، وتوقيف عناصرها المعروفين بالأسماء لدى كل الأجهزة الأمنية والذين لا يقلون خطورة عن عمر وبلال الميقاتي.

وأصدرت قيادة الجيش، أمس، بيانا اعلنت فيه أن مديرية المخابرات أوقفت، أمس، المطلوبين الإرهابيين عمر ميقاتي الملقب بـ «أبي هريرة» وبلال ميقاتي الملقب بـ «أبي عمر اللبناني» و «أبي عمر الطرابلسي»، وهما ينتميان إلى أحد التنظيمات الإرهابية («داعش») ومن المشاركين في الاعتداءات على الجيش، وفي عمليات إرهابية داخل الأراضي اللبنانية، كما يشتبه بتورّط أحدهما بذبح أحد العسكريين المخطوفين»، وأوضحت أنه بوشر التحقيق مع الموقوفَين بإشراف القضاء المختص.”

 

(السفير)

السابق
مقتل شخص بإطلاق نار في سوق بعلبك القديم
التالي
السنيورة عن الحريري: «حزب الله» حاول اغتيالي