معركة «ربيع القلمون»: مواجهات قاسية متوقّعة بعد ذوبان الثلج

يسلم معظم الاطراف اللبنانيين ان الخطر الارهابي الذي يتهدد لبنان يأتي من جرود القلمون المتصلة بجرود عرسال، وهذا التهديد المستمر يظهر في السيارات المفخخة والانتحاريين الذين زرعوا الموت في اكثر من منطقة مدى الاشهر الفائتة.

هذا الخطر يجب ان يزال، وبحسب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير في 16 شباط الفائت، ان معركة السلسلة الشرقية آتية لا محال بعد ذوبان الثلج.
لكن هل باتت الاستعدادات لها جاهزة؟ يجيب مصدر مواكب بأن المعركة المنتظرة ستختلف عن سابقاتها شكلاً ومضموناً، والحزب يحشد لها في شكل غير مسبوق، عدة وعديداً، خصوصاً ان اكثر من طرف سيشارك في قتال الجماعات الارهابية المسلحة في جرود القلمون بدءاً من الزبداني. ويقدّر ان يحشد الحزب نحو 10 آلاف مقاتل لهذه المعركة.
واللافت ان معركة جنوب سوريا كانت الاشارة لبدء معركة السلسلة الشرقية، وبعدما نجح الجيش السوري وحلفاؤه في تحقيق تقدم، وان ليس كبيراً على طريق اقامة خط تماس مع العدو الاسرائيلي وازاحة “جبهة النصرة” والتشكيلات المسلحة عن هذه الحدود، فإن معركة جرود القلمون باتت قاب قوسين أو أدنى، وستكون مرتبطة مباشرة بمعركة الزبداني الثالثة بعدما نجح الجيش السوري في قطع معظم طرق الامداد للمسلحين، وان على حساب اتفاق غير معلن، فحواه الابقاء على خط الامداد مقابل عدم تهديد العاصمة دمشق وكان المسلحون هددوا بقطع المياه عن دمشق. وعمدوا الى تفخيخ مجاري المياه التي تغذي الشام بعدما استعاد الجيش السوري منطقة الكفير ولم يتبق سوى مناطق قليلة لاحكام السيطرة على الزبداني وابعاد الخطر عن العاصمة.

إلى القلمون عبر الزبداني
الزبداني تتصل بالقلمون وبالتالي فإن المعركة في الجرود ليست الا استكمالاً لحصار المسلحين، ولذلك يحشد “حزب الله” قواته وكذلك الجيش السوري، اما الطرف الثالث في المعركة المقبلة فهو الجيش اللبناني، ويستتبع ذلك تنسيق وان غير مباشر مع نظيره السوري، الامر الذي ترفضه الحكومة وقوى 14 آذار. ويقول نائب بارز في كتلة “المستقبل” لـ”النهار” ان “حزب الله يسعى الى زج الجيش في المعركة ليثبت صوابية قراره المشاركة في القتال في سوريا، ثم حصار المسلحين في الجرود واجبارهم على اللجوء الى بلدة عرسال ثم فتح المعركة مجدداً بعدما نجح الجيش ومعه قوى سياسية في وضع حد لها الصيف الفائت”. ويلفت النائب الى ان المعركة المقبلة ستعقد حتماً قضية العسكريين المخطوفين، وربما يستشهدون جراءها.
الا ان لقيادي ميداني رأيا آخر، اذ يشير الى ان المسلحين في الجرود قد يسلكون طريق الطفيل وليس عرسال، وهناك سيتم حصارهم بعيداً من تداعيات عرسال.
أما عن توقيت المعركة فتشير المصادر الى انها واقعة لا محالة الشهر المقبل، من دون ان تحدد موعداً دقيقاً، وذلك ربطاً بالتطورات، لكنها تجزم بأن لا مفر من خوض هذه المعركة لابعاد الخطر الارهابي ومنع المسلحين من مهاجمة مواقع الجيش اللبناني وهم يحاولون الوصول الى بلدات القاع او رأس بعلبك او بريتال.

(النهار)

السابق
هكذا سيتواجه «حزب الله» و«النصرة»
التالي
صورة من داخل غرفة نوم مايا دياب