مثقفون لبنانيون يتضامنون مع الآشوريين… ويقرأون لسركون بولص

في ظل عملية التطهير العرقي والتهجير القسري الذي يتعرض له الآشوريون على يد التنظيم الإرهابي «داعش»، واقتحام مدينة نمرود التاريخية و تدمير آثارها باستعمال الجرافات، اجتمع اليوم في بيروت عدد من المثقفين والكتاب للتضامن مع الشعب الآشوري الذي يتعرّض لأبشع أنواع الإبادة.

تحت عنوان «حمَلَة الفانوس في ليل الذئاب» عقد اليوم في أحد مقاهي مار مخايل شرق بيروت لقاء تضامني مع الشعب الآشوري، رفضاً لعدم استقبالهم في لبنان، ضمّ مثقفين وكتّاباً، أبرزهم رئيس تحرير موقع «جنوبية» علي الأمين ، شارل شهوان، فادي طفيلي، وإرنستو شحّود.

فالبرغم من الإبادة التي ترتكب بحق الشعب الآشوري، إجتمع المثقفين والكتاب اللبنايين من أجل الإحتفاء بإنجازات وإبداعات شعراء وكتّاب وموسيقيين آشوريين عالميين من عصرنا الحديث والمعاصر، من أبرزهم الشاعر العراقي سركون بولص الذي حضر في اللقاء من خلال تكريمه وقراءة الحاضرين لشعره.

كما ندّد المجتمعون بصمت المجتمع العربي والدولي المنشغل بنسج المساومات وعقد الصفقات المشبوهة مع المتواطئين حيال «التهجير الممنهج للآشوريين من موطنهم الأم والتاريخي، على أيدي طغاة الأنظمة الدكتاتوريّة والمجموعات الطائفيّة والتكفيريّة الموبوءة».

وأكدّ المجتمعون إنّ ما نشهده اليوم من تدمير المتعمد لثقافةَ شعب: «يهدف إلى إقتلاع مجموعة إثنية من جذورها على نحو مطلق ونهائي. وهذا ما يشكل عملية تطهير لمكوّن أساسي من مكونات الهوية الثقافية، الاجتماعية والجغرافية لهذه المنطقة، مما سيؤدي بالضرورة إلى تفتيف الأمة العربية وإلغاء هويتها القائمة على التعددية وقبول الاختلاف العقائدي».

وشدّد المجتمعون على وجوب رفع الصوت لأنّ السكوت عن تهجير مجموعة إثنية أوطائفة ما بهذه الأهمية التاريخية وبهذا الامتداد الثقافي العريق، هو تسويغ لمشاريع تهجيرية أخرى في المنطقة مستقبلّا.

واستنكر الحضور صدّ أبواب لبنان بوجه أطفال وعجائز ونسوة لاذنب لهم ولا خيار، وتساءل المجتمعون «من المسؤول عن أقفال أبواب بلاد الأرز بوجههم؟ بالرغم من قرار الحكومة باستضافتهم.

هذا البلد الذي لم تقفل أبوابه يوما بوجه مقهور، مقموع أو ثائر، ها نحن اليوم نجده بابا موصدا أمام أكثرهم وهنا وقهرا. لماذا هذا الصمت كلّه؟»

ورفض المجتمعون أن يتحول لبنان «إلى بوصلةِ دمٍ معلّقة على جدارٍ، وطنُنا كان رسالة وهكذا يجب أن يبقى دوما. رسالة سلام، رسالة محبة، رسالة حريّة وتنوّع، وأن يكون لبنان ورقة إبتزاز بيد بعض الادارات والعناصر المشوّهة.»

وختم المجتمعون «لا نريد لأيّة مجموعة إثنية كانت أو لأيّ مواطن عربيّ حرّ في هذه الأمة أنّ يُذل بغير حقٍ، من قبل حرس الحدود اللبنانية، وهو يستجدي مجبرا تأشيرة آمان وكرامة. في حين نرى هذه العناصر والإدارات تنام قريرة العين بينما تتسلل من أمامها على جزء من حدودنا مجموعات مسلحة وأبالسة من هنا وهناك وفي الإتجاهين».

السابق
لقاء تضامني مع حماس في مخيم البداوي
التالي
اصابة شاب اثر سقوطه من الطابق الرابع في القبة طرابلس