ماذا يفعل التيّار «العوني» في أميركا؟

جبران باسيل
أثارت "الهجمة" الدبلوماسية على القارة الاميركية من قبل ممثلي التيار الوطني الحر استغراب معنيين بالشأن الديبلوماسي اللبناني، وما هي القيمة المضافة التي تشكلها هذه الزيارات لدول لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة دعم لبنان سياسيا وانمائيا واقتصاديا واجتماعيا؟

أشارت مصادر مطلعة لموقع “جنوبية” أن الزيارات الدبلوماسية الأخيرة للقارة الأميركية من قبل ممثلي التيار الوطني الحر في خانة تعزيز الحضور الحزبي الاغترابي في صفوف التيار العوني، خصوصا ان استحقاقات انتخابية قد تكون داهمة، وحيث ان الاغتراب اللبناني لعب دورا بازا في ترجيح كفة عدد من النواب، من اخصام التيار العوني، وتاليا لا بد من تعزيز التواصل مع الاغتراب اللبناني من اجل كسب مزيد من المؤيدين، وحثتهم، إما على التسجيل في السفارات للاقتراع، وإما وعود بتأمين التسهيلات اللوجستية لنقلهم الى لبنان عند اي استحقاق يكون هناك حاجة فعلية لاصوات هؤلاء تبعا لتوزعهم الجغرافي على الدوائر الانتخابية!

إلا أن مصادر مطلعة على طبيعة هذه الزيارات قلّلت من اهمية الشأن السياسي، وتاليا، الإنتخابي، في طابع هذه الزيارات، إستنادا الى طبيعة المهاجرين/المغتربين اللبنانيين في القارة الاميركية، خصوصا الجزء اللاتيني من هذه القارة، إذ أن هؤلاء فقدوا تباعا أي إهتمام بالسياسة اللبنانية، ومعظمهم فقد الاتصال بلبنان منذ عقود، والجيل الثالث من المغتربين، لا يتقن حتى اللغة العربية ولا يتواصل مع الاقرباء في لبنان، كما ان موجة الاغتراب التي تفاعلت مع الاستحقاقات السياسة كانت الاقل حجما من اميركا اللاتينية، ومعظم المغتربين الذين شاركوا في الانتخابات السابقة جاؤوا من استراليا واوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي.

وتشير المصادر الى ان الهجرة الى الاميركيتين بدأت قبل اكثر من قرن من الزمن وان معظم الذين هاجروا الى اميركا اللاتينينة لم يعودوا الى لبنان، خصوصا انهم هاجروا في ظروف مآساوية هربا من الجوع والفقر وان القليل من بينهم من نجح في الترقي ماليا واقتصاديا، في المغتربات، في حين ان العديد عاشوا في مراتب اجتماعية اقل من عادية.

ومع استقرار هؤلاء المهاجرين في دول الاغتراب اللاتيني، فهم اندمجوا كليا في المجتمعات التي التي عاشوا فيها وفقدوا تباعا الصلات الاجتماعية بالاقرباء والاهل في لبنان، في حين الجيل الثالث لهؤلاء المهاجرين لا يعرف شيئا عن لبنان ولا عن اي صلات رحم محتملة.

وتشير المصادر الى ان هؤلاء ما زالوا مسجلين في دوائر الاحوال الشخصية وخصوصا في السجلات العقارية كونهم يملكون اراضي مهملة، كانت غير ذات قيمة مادية حين هاجروا لبنان، واصبحت اليوم قيمة عقارية عالية.

وتضيف ان الجيل الثالث، لا يهتم باي ملكيات عقارية في لبنان ومعظمهم لا يعرف قيمة العقارات التي ورثوها عن اجداداهم وآبائهم، وان معظمهم ايضا لا يعرف انه يملك بالوراثة اراضي في لبنان، ومن هنا نشطت في العقود السابقة الرحلات الى اميركا اللاتينية، من قبل مهتمين وتجار عقارات، يلجأون الى إنجاز معاملات قانونية من حصر إرث وخلافه، ويصدقونها في الدوائر الرسمية والسفارات اللبنانية في الخارج، ويشتروا عقارات المهاجرين بأقل من سعرها الفعلي باضعاف، خصوصا ان الذين يشترون منهم غير معنيين بلبنان ولا بالعودة اليه.

وتشير معلومات الى ان الهجرات الشمالية بدايات القرن الماضي يممت شطر القارة الاميركية وتوزع معظم المهاجرين على بلدان المكسيك كوبا الارجنتين البرازيل وفنزويلا، وتضيف ان الهجمة الديبلوماسية على هذه البلدان ليست بعيدة عن مشروع تصفية أملاك هؤلاء المهاجرين، او ما تبقى منها.

السابق
تعرض سيارة عباس زغيب لطلقين ناريين في المريجة ليلا
التالي
العثور على جثة متحللة في بستان جنوب مخيم عين الحلوة