لائحة أقوى النساء معيارها الشهرة لا الإنجازات.. أين ميا خليفة؟

نساء أكثر تأثيراً
تصدّر اليوم الصحف العربية خبراً عن لائحة أكثر مئة امرأة تأثيراً في العالم العربي، إلاّ أنّ أغلب هؤلاء النسوة لسن مشهورات حتّى في مجتمعاتهنّ المحليّة، فأي معايير اتبعت من قبل مجلة «أرابيان بيزنس» و «ceo middle east» لاختيارهنّ؟

أصدرت «أرابيان بيزنس» و «ceo middle east»، لائحة بأكثر مئة إمرأة عربية تأثيراً في الرأي العام، وبحسب اللائحة يتّم اختيار السيّدات بحسب حضورهنّ بأعمالهنّ.

تصدّرت الإماراتية الشيخة لبنى القاسمي القائمة عن القطاع الحكومي، تبعتها في المرتبة الثانية اللبنانية أمل كلوني عن تميزها في القانون، إضافةً إلى تسع سيدات لبنانيات وهن: ليلى الصلح، إقبال الأسعد، غرايس نجار، جمانة حداد، نادين لبكي، نانسي عجرم، فيروز، رين عباس، وهند حبيقة، في مجالات الثقافة والمجتمع والفن والمحاماة والتكنولوجيا.

كذلك حلّت 21 سعودية من مختلف المجالات ونساء من مختلف الدول العربية ضمن قائمة أقوى 100 سيدة عربية للعام الحالي 2015، إلاّ أنّ الغريب في هذا التصنيف الذي يثير الريبة، أنّه لم يذكر لنا كيف أثرت تلك النسوة في مجتمعاتهنّ؟ وكيف تمّ إختيارهنّ وما هي المعايير في تصنيفهن بأكثر النساء تأثيراً في العالم العربي خصوصاً أنّ كثر منهنّ لسن معروفات في مجتمعاتهنّ.

فمثلاً لبنانياً من يشرح لنا تأثير أمل كلوني على المجتمع اللبناني أو هل كان سيعرفها اللبنانيون لو لم تتزوج من النجم العالمي جورج كلوني؟ أو ما العمل التي أنجزته نانسي عجرم والذي أثر في المجتمع؟ ومن هي هند حبيقة أو رين عباس وكم لبناني يعرفهنّ؟ واللائحة تطول بالسيدات العربيات اللواتي تصدّرن القائمة من دون قيامهن بأي إنجاز واضح.

وهذا ليس تقليل من شأن كل إمرأة ذكر إسمها في هذه اللائحة، فكل امرأة منهن ناجحة في مجال عملها ولكن لا يمكن أن نعتبرها مؤثرة في المجتمع العربي، فكان من الأجدى على القيّمين أن يطلقوا على اللائحة عنوان أكثر النساء الناجحات في مجالهنّ! فيمكن اعتبار جمانة حداد مؤثرة كونها ناشطة في مجال حقوق المراة وتسعى إلى التغيير، وكذلك نادين لبكي التي أنجزت أفلاماً جيّدة نسبياً على الرغم من غياب الإنتاج السينمائي الواسع في لبنان، لكن ماذا عن علم الدين؟

وعندما حاولنا البحث عن المعايير التي يتم اختيار الامرأة على أساسها لتكون من ضمن النساء الأكثر تأثيراً في العالم العربي، كان الجواب في مقال منشور على موقع «أرابيان بيزنس»، فالمجلّة تعيّن مجموعة من الباحثين لإختيار المرشحات، وهذه اللجنة ضمّت الأسماء التالية هذا العام: «أنيل بورول، إد أتوود، نيل كينج، شين ماكنجلي، كورتني ترنويث، نيل هاليجان، تمارا بوبيك، إدوارد ليامزون، سامر باطر، بلال حجاوي وأنيس ديوب» والملاحظ أنّ أغلب هؤلاء الباحثين ليسوا عرب!

وذكر المقال أنّه كان مقرراً الإبتعاد عن الشخصيات الملكية وإلاّ لكانت الشيخة موزة والملكة رانيا قد احتلتا المراتب الأولى في التصنيف، لكنّ إتم اختيار النساء على أساس أعمالهنّ غير السياسية.

وتمّ في البداية اختيار 600 امرأة كمرشحات وقامت اللجنة بعد ذلك باختيار المئة من بينهن، ليتصدرن قائمة الأكثر تأثيراً في العالم العربي. كما ذكرت «أرابيان بيزنس» أنه تمّ إختيارالنساء على أساس الأكثر المتابعة على مواقع التواصل الإجتماعي، وحجم المبيعات للألبومات وعلى شباك التذاكر، والحفلات.. بالنسبة للفنانات، أو بحسب مردود الشركة التي تديرها المرأة، أو عدد الأشخاص الذي أثر بهم إنتاجها العلمي…

ومع معايير كهذه، كان من الأحقّ أن تتصدر القائمة اللبنانية ميا خليفة، كونها من أكثر اللبنانيات التي أشعلت مواقع التواصل الإجتماعي في الأشهر الماضية!

السابق
مصادر جنوبية: رفعت عيد شارك بالتشييع في سوريا وليس لبنان
التالي
الهيئات المدنية تستعدّ لتحرّك شعبي آخر نحو الزواج المدني