سلام: لمعالجة الشغور الرئاسي بما لا يؤسس لحالة جديدة

تمام سلام

استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الحكومي، مجلس النقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي الذي صرح على الأثر: “تشرفنا بمقابلة دولة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في أول لقاء لنا معه بعد انتخاب مجلس جديد لنقابة الصحافة. وكانت مناسبة لعرض الأمور الراهنة في البلاد والاستماع الى مواقف الرئيس سلام منها.في البداية وجه دولة الرئيس التهنئة الى المجلس الجديد لنقابة الصحافة مرحبا بالوجوه الجديدة التي تضمنها، ومثنيا على موقع النقابة والاحترام الذي تحظى به لدى الجميع فضلا عن دورها الوطني.

وعرض الرئيس سلام للوضع السياسي الراهن، فقال إن هناك خللا جوهريا في مسارنا الديموقراطي يتمثل في الشغور في موقع رئاسة الجمهورية. ودعا الى معالجة هذا الشغور بشكل لا يتعارض مع تلبية حاجات اللبنانيين وتسيير شؤونهم، ولا يؤسس في الوقت نفسه لحالة جديدة خارج اطار النظام الديموقراطي.

وإذ أشار الى الاوضاع المضطربة في المنطقة وانشغال الدول القريبة والبعيدة بها، دعا اللبنانيين الى حل مشاكلهم بأنفسهم والشروع بمعالجة الاستحقاقات، واولها الاستحقاق الرئاسي.

وعن الوضع الأمني في البلاد قال سلام: “منذ تشكيل الحكومة وضعنا خطة أمنية شاملة للبلد جرى تنفيذها على مراحل، ونستطيع اليوم ان نقول ان الأمن متماسك في لبنان رغم التعثر في الاداء الحكومي”.

اضاف: “ان الوضع الأمني هذا يترافق مع اجواء ايجابية تتمثل في الحوار القائم بين عدد من القوى الاساسية”. وسجل في هذا المجال “مواقف متقدمة لبعض القوى السياسية التي دحضت نظرية وجود بيئة حاضنة للارهاب في لبنان”.

وقال ان “الحكومة الحالية تألفت في ظروف صعبة وكان يفترض ان تكون مؤقتة، لكنها استمرت بفعل التعثر الذي تمثل في الشغور الرئاسي وعدم حصول انتخابات نيابية”.

وعن الوضع الحكومي الحالي قال: “ليست لدي رغبة في ان يعتقد أحد انني اريد ممارسة حكومية تثبت الشغور. ان المطلوب هوعدم تعطيل الدولة وعدم التصرف وكأن تعطيل عمل الحكومة هو بديل من انتخاب رئيس للجمهورية”.

وتابع سلام: “لو أن الجهود التي بذلت في الفترة الماضية لتعطيل عمل الحكومة، بُذِلت من أجل انتخاب رئيس، لكنا اليوم نعيش في ظروف سياسية أفضل”. ودعا القوى السياسية الى “ان تذهب الى انتخاب لتريحنا من هذا الوضع الشاذ”.

وشدد على أن “تعثر العمل الحكومي يراكم سلبيات تضاف الى سلبية الشغور”، آملا بـ”عدم تثبيت الحالة الاسثنائية الراهنة وفي الوقت نفسه عدم تجميد شؤون الناس وتعطيلها. دستورنا واضح وليس فيه ضعف. ان الضعف في الممارسة. وليس علينا سوى تطبيق الدستور للوصول الى حلول”.

وقال: “إن طبيعة لبنان والحياة السياسية فيه لا تحتمل ان ينتصر فريق وينكسر فريق آخر. ولذلك يجب اعتماد التوافق دائما. وهذه الروحية يجب ان تعتمد في انتخاب رئيس للجمهورية”.

وردا على سؤال عن الوضع الاقتصادي قال: “الملاءة المالية في البلاد جيدة، وهناك قطاعات انتاجية ناجحة. لكن الاستثمار المطلوب ضخه في الاقتصاد الوطني ضعيف بسبب الاهتزاز السياسي”.

وأشار الى أن “التعثر السياسي الراهن يؤخر التعامل مع ملفات حيوية في مقدمها ملف النفط والغاز”.

وبسؤاله عن آلية عمل الحكومة وعدم دعوته الى عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، قال: “اذا كان التعطيل والعرقلة والمشاكسة هي سيدة الموقف فما الجدوى من عقد جلسات غير منتجة؟. لقد لمست على مدى الاشهر السبعة الماضية ان الاجواء داخل الحكومة لا تساعد كثيرا على الانتاج”.

وتابع: “تردد أخيرا استعمال كلمة آلية العمل الحكومي كثيرا؟ ما هي هذه الآلية؟ منذ بداية الشغور الرئاسي ارتأيت بالتواصل مع القوى السياسية اعتماد التوافق الذي هو في صلب المادة 65 من الدستور. لكن التوافق لا يعني بالضرورة الاجماع. ان التوافق الذي نحرص عليه يحتمل وجود تباينات في الرأي تحت سقفه.لقد فهم بعض الوزراء التوافق على انه فرصة للتعطيل”.

وأكد سلام ردا على سؤال ان تسليح الجيش والقوى الأمنية بموجب هبة الأربعة مليارات دولار من المملكة العربية السعودية، سائر على قدم وساق. وأكد ان “الفرنسيين ابلغوا لبنان ان الشحنة الاولى من الاسلحة ستصل في مطلع نيسان المقبل”.

وشدد في الختام على ان “أي حوار بين القوى السياسية مرحب به لتفويت الفرصة على كل من يريد ان يستثمر في الفتنة. وأي مكاسب يحققها الحوار من شأنها ان تنعكس ايجابا على كل البلد”.

(وطنية)

السابق
اطلاق سراح بلال دقماق
التالي
تزوّج عليها… فاتهمته بالانضمام الى «داعش»