تركيا «تحمي مقاماتها» في سوريا أيضاَ

نقل سليمان شاه من سوريا
قرّرت تركيا "حماية مقاماتها" في سورية، على خطى حزب الله. فدخلت قوّاتها إلى الأراضي السورية. في المقابل وجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية التابعة بنظام الأسد، رسالتين اعتبرتا أنّ «العدوان التركي على سوريا هو انتهاك صريح على الجمهورية العربية السورية وعلى سيادتها وعلى أرضها»، إلاّ أن الخارجية السورية لم تستنكر يوماً إعتداءات حزب الله وإيران وإسرائيل على أراضيها.

أعلنت تركيا يوم الأحد الماضي نجاح العميلة النوعية التي نظمتها داخل الأراضي السورية، وحررّت خلالها رفات سليمان شاه، والجنود الأتراك الـ 40 المحاصرين من قبل تنظيم «داعش».
وقد توغّلت القوات التركية داخل سوريا لإنقاذ الجنود الذين كانوا يحرسون ضريح سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية الموجود في أراضي تخضع لسيطرة مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ شهور في محافظة حلب.
ما قامت به تركيا ليس غريباً، فبعد بدء الثورة السورية، أعلن الأمين العام لحزب الله «اللبناني» السيّد حسن نصر الله أنّ حزب الله أرسل مقاتلين من صفوفه لحماية المقامات الشيعية داخل الأراضي السورية خوفاً من حدوث أي إعتداء على المقامات من قبل المعارضة السورية، وحتى هذه اللحظة لا يزال هناك مقاتلون من حزب الله والحرس الثوري الإيراني يحرسون المقامات الشيعية، بل أصبحوا طرفاً يقاتل إلى جانب النظام في هذه الحرب لحماية طائفتهم كما يعلنون.
من حيث الشكل والمضمون ما قام به حزب الله في بداية الثورة السورية، وما يزال، يشبه كثيراً ما فعلته تركيا قبل يومين. فكلاهما إخترقا السيادة السورية لحماية أضرحتهما، إلاّ أنّ الحكومة السورية، وخلال السنوات الأربعة الماضية لم تعبّر عن رفضها لما يفعله حزب الله والحرس الثوري الإيراني على أراضيها. فهم لم يحرسوا المقامات فقط بل يحاربون ويقتلون وينفذون عمليات عسكرية.

سليمان شاه
سليمان شاه

إلاّ أن الحكومة السورية نفسها وصفت العملية التي نفذتها تركيا بأنها «عدوان سافر»، ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية فى رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، اعتبرت فيهما أنّ «العدوان التركي على سوريا هو انتهاك صريح على الجمهورية العربية السورية وعلى سيادتها وعلى أرضها، ما يعنى أن الحكومة التركية قامت بفعل يتعارض مع القواعد الأمرة فى القانون الدولي والتى من بينها احترام السيادة الوطنية وتحريم العدوان».

السابق
مجهولون أقدموا على خطف المواطن ايلي عون بالقرب من بنك عودة في شتورا
التالي
«داعش» في نيويورك أقوى ممّا كانت تعتقد الديبلوماسيّة المصريّة