حوار «معراب – الرابية» ينتظر حوار «المستقبل»-«حــــزب الله»

جورج شاهين

في مقابل الإصرار على حماية جلسات الحوار التي انطلقت بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، تستمرّ التحضيرات للحوار على خط معراب – الرابية بلا مواعيد ثابتة. وتزامناً مع السعي الى رفع مستوى الإنجازات لحوار عين التينة الى المستوى الوطني يحرص رعاته على الحفاظ على مقدار كبير من «التواضع»، فالمنطقة تغلي وما يمكن تحقيقه أفضل من عدم وجوده. فهل من رابط بين المسارَين؟

تعب الساعون من أجل الحوار السنّي – الشيعي كثيراً لترتيب أول جدول أعمال للّقاء الأول بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» برعاية الرئيس نبيه برّي قبل أن يكتشفوا أنه لا يمكن الركون الى مضمون جدول أعمال ببنود ثابتة ومبرمَجة.

فالتطوّرات المتلاحقة في المنطقة والتي تترك انعكاساتها سريعاً على الساحة اللبنانية بعثرت جدول الأعمال الى أن فرضت الأحداث الأمنية والسياسية إعادة الجدولة، فبات لكلِّ محطة من محطات الحوار جدولها وأولويّاتها الخاصة بها.

هذا ما أثبتته وقائع الجلسات الحوارية الستّ الى اليوم. فالسعي الى تخفيف حدة التشنّج بين جماهير الطرفين بات هدفاً مستداماً وبعيد المدى وفرضت التطوّرات الأمنية من عرسال الى طرابلس، وما بينهما سجن رومية، ومن القنيطرة الى مزارع شبعا، جدول أعمال جديداً لكلّ جلسة.

وتحوّلت كلّ واحدة منها باعتراف أبطالها ورعاتها الى ما يمكن اعتباره إجتماعاً لـ«مجلس إدارة الأزمات» مع الحفاظ على آلية واحدة اعتمدت على التكتم والسرية في المناقشات، ولم تتبدل قبل أن تتكشّف النتائج وتتحوّل وقائع على الأرض لتنسب اليها الإنجازات المختلفة أمنية كانت أم سياسية وحتى إدارية واقتصادية.

لا يخفي المتابعون قلقهم على دور المؤسسات الدستورية في هذه المرحلة طالما أنّ كلّ الإنجازات التي تحقّقت على الأرض هي من نتاج حوار عين التينة. فنسب اليه نجاح وزير الداخلية في نقل السجناء الإسلاميين من المبنى «ب» الى المبنى «د»، وتبنّي طرفيه ورشة إزالة الصور والشعارات السياسية والحزبية والدينية من العاصمة والمدن على طول الشاطئ، من مستديرة صيدا وحارة المدينة وأبواب مخيم عين الحلوة الى مستديرة النور في طرابلس وعمق بعل محسن وباب التبانة. وانتقلت لائحة الإنجازات الى الخطة الأمنية في البقاع الشمالي وعمق بعلبك والنبي شيت التي دخلها الجيش للمرة الأولى.

قد تطول لائحة إنجازات حوار عين التينة ومعها الهواجس عن الجهة التي تحكم البلد وتدير شؤون اللبنانيين من جوانبها المختلفة. وكلّ ذلك يحدث في وقت تتعثر فيه الحكومة في البت بقضايا الناس وهمومهم اليومية. فتعثرت كلّ المساعي للبت بدفاتر شروط تلزيم إدارة شركتي الخلوي والغاز والغاز اويل الخاصة بمؤسسة كهرباء لبنان، ونقل الدكتورة كارملين توما عساف من ملاك التعليم الثانوي في وزارة التربية الى ملاك الجامعة اللبنانية.

وزد على ذلك يسجل السباق الوزاري المحموم على تبنّي «الإنجازات» في مكافحة الفساد وخرق القوانين التي تحمي سلامة الغذاء وتاريخ الصلاحية، ويتسلى آخرون بإقامة مراكز مراقبة في مرفأ بيروت لمراقبة استئناف أعمال الردم في الحوض الرابع لوقفها.

بالإضافة الى معالجة الفائض في كازينو لبنان وتصنيف الموظفين المرضى من الأصحاء من الذين لم يتعرّفوا يوماً على مكاتب لهم في الكازينو بعدما بات توطين الرواتب والمخصّصات يسمح لهم بالحصول على رزمة من آلاف الدولارات شهرياً لقاء نسبهم وحجم قربهم من معاون هذا الرئيس أو ذاك. أو كونه ابناً او شقيقاً أو صهراً وحتى زوجة لهذا المتنفذ أو ذاك.

ومن دون الغوص في تفاصيل كثيرة، ثمّة مَن يراقب ويتوغل في درس المرحلة التي سبقت حوار عين التينة ليترجمها أو يعتمدها
آلية لإطلاق الحوار بين معراب والرابية، لكنه اكتشف أنّه تأخر كثيراً، فقد سبقته النتائج المترتبة على حوار عين التينة وتجاوزت الحكومة والمؤسسات الدستورية.

اللهم إذا كان هناك جدول أعمال يمكن ترتيبه على وقع الإستحقاق الرئاسي، لكن وفق آخر المعلومات فهو صعب، قبل أن يلامسه حوار عين التينة وقبل هذه المحطة ليس من السهل الحصول على أيّ موعد او استحقاق له أهميته، فلننتظر.

(الجمهورية)

http://www.aljoumhouria.com/news/index/214047

السابق
زين الأتات سفيراً أمميًا… يا للهول
التالي
تحية إلى أنسي الحاج