ما الذي يدفع جعجع لدعم ترشيح عون لمنصب الرئاسة؟

ميشال عون وسمير جعجع
بعد ان أخّرّ بترشحه الى كرسي الرئاسة الإتفاق على رئيس للبنان خلفا لميشال سليمان، ها هو سمير جعجع مقبل على اعلان سحب ترشيحه لصالح ميشال عون. فهل قرأ التغييرات الاقليمية في السعودية ونتائج الحوار الايراني-الاميركي؟ وماذا يقول كل من فادي كرم النائب عن كتلة القوات في البرلمان اللبناني، والمحلل والكاتب السياسي جورج علم في هذا الاطار؟

كما اكدت “جنوبية” منذ وقت ليس ببعيد أن تبنيّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع  لترشح العماد ميشال عون وارد جداً، بدأت مواقع كثيرة وحصف قريبة من حزب الله تسوق الامر، وجديدها جريدة الاخبار التي نشرت امس ان السبب يعود الى خشية جعجع من السير برئيس توافقي دون الأخذ برأيه. وهو بهذا القرار الذي لم يعلنه  جعجع حتى اليوم يكون قد اعتمد براغماتية تفيده ولا تضره.

هذه البراغماتية تجعله مشاركا أساسيا في القرار المسيحي، وتضعه في خانة العاملين على سحب فتيل الخلاف الداخلي في ظل أزمات كبيرة تضرب المسيحيين في العالم العربي، وتضعف سلطتهم.فادي كرم

النائب عن كتلة القوات اللبنانية في المجلس النيابي الدكتور فادي كرم اكد في حديث مع “جنوبية” ان “الحوار مستمر بين التيار والقوات، ويتناول وجهات النظر الى الوفاق الوطني، وتحديد الاخطار، والنظرة الى الملفات ومنها موضوع الرئاسة”.

وبرأيه “ليس موضوع الرئاسة هو الموضوع الوحيد، بل ان المطروح هو التفاهم، وان لم يصلا الى الاتفاق على مرشح معين فانهما ذاهبان بالتأكيد الى البحث في اسم مرشح آخر. والعملية ككل تقع في الاطار الديموقراطي، وهما يحاولان الاتفاق على مرشح معيّن. والحوار بالنسبة لنا مسار مستمر”.

واعتبر كرم انه: “بالنسبة لنا الملفات كلها أساسية، وتمرّ بمرحلة تحضير الأرضية للوصول الى عمليّة الانتخاب. فالمطروح هما مرشحان قويان. وهو أمر ممكن تحققه من خلال نزول النواب الى المجلس النيابي، وانتخاب رئيس”.

وقال: “العقدة وطنية، وليست مارونيّة، لكن القيادات المارونيّة لها كلمتها الأساس هنا”.

لكن هل يمكن للقيادات المارونية ان تضطر الى القبول بمرشح ثالث في حال حصول توافق إقليمي عليه؟ يجيب كرم ان “لا احد يمكن ان يضع مرشحا ما خارجا، ولا يمكن ان يُستبعد أحد من القيادات المارونية ابدا، كما ان الملف فيما يتعلق بالكرسيّ الرئاسي غير مطروح على هذا الشكل، اذ لا يمكن لأي طرف ان يضع المسيحيين خارج أي بحث بعيدا عنهم”.جورج علم

في حين إعتبر المحلل السياسي جورج علم ان “الامر غير مُستبعد، ولا زال ذلك ملتبسّا لان الدكتور جعجع يضع قراراته في حيّز الإلتباس حتى اللحظة الاخيرة، وهو (اي تنازله عن الترشح لرئاسة الجمهورية) أمر متوقع. واذا كان من نجاح للحوار فهو بهذا القرار. وهنا اسمحي لي ان أوضح أن الحوار ليس مسيحيّا – مسيحيّا، وليس مارونيّا -مارونيّا، بل هو حوار بين قطبين يمثّلان الشارع المسيحي. ولذا يجب ان تكون كل القوى المسيحية مشاركة اذا إطلقنا عليه صفة المسيحيّ – المسيحيّ. وهناك اقطاب غيرهم، غير ممثلين في الحوار كسليمان فرنجية وأمين الجميّل. لذا أرى ان التسمية غير صحيحة”.

ويؤكد علم بخصوص تنازل جعجع لعون اذا «كان صحيحا فعلا، فهو شرط أساس للحوار بينهما، وكل ما قيل عن بنود عمل بينهما هو مجرد كلام لتوحيد رؤيتهما. فنجاح الحوار بينهما شرطه الأساس ان يتنازل الأول للثاني. وهو أمر بديهي من أجل ان يتم الحوار، الذي أساسه تنازل جعجع لعون، الذي يمثّل اكبر شريحة مسيحية في مجلس النواب”.

وعن دوافع سمير جعجع غير المحليّة وغير المسيحية للتنازل، أكد علم ان «التفاهم بين ايران والولايات المتحدة الاميركية هو حتميّ، وباعتقادي ان نجاح التفاهم صار وتمّ، وسيُفضي ذلك الى سلسلة تفاهمات حول دور ايران في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان”.

وتابع علم قائلاً أن «ما يجري في اليمن هو جزء من صفقة تمت، خاصة مع توجه باراك أوباما الى الكونغرس بالطلب لمساعدته على محاربة داعش وتجفيف منابع الإرهاب”.

وحول تغيّر موقف جعجع، إعتبر علم: “هذا منطقيّ لأنه ثمة حسابات جديدة في المنطقة”.

السابق
إضاءة الشعلة مكان الانفجار الذي اودى بالحريري
التالي
استمرار توافد الزوار الى ضريح الرئيس الشهيد الحريري