لماذا لا تزيل الدولة الشعارات الحزبية من الضاحية؟

إزالة الشعارات
بين التهديدات الأمنيّة من جهة والخطط الأمنيّة المستثناة منها الضاحية الجنوبية من جهة ثانية، يستمرّ سكان الضاحية في الإنعزال عن غيرهم من اللبنانيين، ان كان بالنسبة للمشاريع الانمائية أو بالنسبة لفرض القوانين السارية، أو بالنسبة للخطط الامنية المزمع تنفيذها على جميع الاراضي

نقلت صحيفة “الجمهورية” منذ يومين عن مصادر أمنية واسعة الاطّلاع إشارتها إلى أنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق يعدّ العدّة لطرح خطة المرحلة المقبلة التي ستضمّ الضاحية الجنوبية من بيروت والمناطق التي تمتدّ إلى عمق عاليه وساحل بعبدا.

لكنّ هذه المراجع قالت إنّ على وزير الداخلية التريّث في طرح أمن الضاحية الجنوبية من بوّابة إزالة الشعارات وأضافت أنّ المرحلة تدعو الى التريّث لتشملَ الخطة منطقة مستهدفة بعمليات أمنية أطلِقت شرارتها الأولى عند استهداف قافلة الحجّاج اللبنانيين في دمشق، وهو ما ينذر بإمكان انتقال العدوى إليها، وهو أمرٌ فرضَ المزيد من التدابير الأمنية الاستثنائية التي تعيشها الضاحية ليلاً ونهاراً.

بين التهديدات الأمنيّة من جهة والخطط الأمنيّة المستثناة منها الضاحية الجنوبية من جهة ثانية، يستمرّ سكان الضاحية في الانعزال عن غيرهم من اللبنانيين ان كان بالنسبة للمشاريع الانمائية أو بالنسبة لفرض القوانين السارية، أو بالنسبة للخطط الامنية المزمع تنفيذها على جميع الاراضي اللبنانية وتستثنى منه دائما هذه البقعه المكتظة بالعمار والبشر، الواقعة جنوب العاصمة اللبنانية.

وكانت خطة إزالة الشعارات قد بدأ تنفيذها في طرابلس وأزيلت الشعارات من منطقة طريق الجديده المغلقة مذهبيا في بيروت، وستنفّذ الخطة في صيدا، والسؤال هو: هل ستشمل الخطة الأمنية مدينة صور وتزال الشعارات من شوارعها على سبيل المثال أم ان مسرحها سوف يبقى يستهدف مناطق تيار المستقبل والسنّة بشكل خاصّ، ما قد يفاقم الاحتقان المذهبي، وهو أمر بدأ يظهر من خلال تصريح النائب خالد الضاهر قبل يومين.

وهل ستشمل إزالة الشعارات الطريق الساحلي الممتد من الى صيدا وبيروت حيث ترتفع الاعلام وشعارات حزب الله وحركة أمل، واللافتات حيث يختلط الحزبي بالديني بالسياسي؟

نزل النائب خالد الضاهر في تظاهرة مع ثلة من مشايخ طرابلس الى ساحة النور ليمنعوا ازالة نصب “الله” من ساحتها بحجة انها اعتداء على قدسيّة لفظ الجلالة، فهل لفظة “حزب الله” يمكن ان تأخذ هذا المنحى المقدّس نفسه فتقف عندها خطط إزالة الشعارات الحزبيّة في الضاحية وكل لبنان؟

أسئلة برسم مستقبل الخطط الأمنيّة المقبلة وما يصحبها من إجراءات تعوّد اللبنانيون على سماعها دون تطبيقها، أو تطبيقها انتقائيا واستمرارها لفترات وجيزة لتعود الأمور كما كانت عليه بعد فترة، والى حتى زوال “التهديدات الأمنيّة” المتذرّع بها، ستبقى الضاحية الجنوبيّة عصيّة على دمجها في الوطن كما سائر المناطق اللبنانية الخاضعة لسلطة الدولة.

السابق
طفل في الخامسة.. كنت امرأة ثلاثينية في حياةٍ سابقةٍ
التالي
المحكمة الدولية تستأنف جلساتها اليوم