الدعارة في لبنان: دليفري وحسب المواصفات والطلب

دعارة

لا يخفى على احد انتشار ظاهرة الدعارة في المجتمع اللبناني بشكل لافت في الفترة الأخيرة، فنادق، شاليهات، شقق الزبائن، ديليفري وحتى على الطرقات وعلى “عينك يا تاجر” .

سمية (إسم مستعار) يصعب عليها تعداد الرجال الذين عاشرتهم، فهي بعد فترة وجيزة من بدء عملها قبل 10 اعوام اصبحت على حد قولها “آلة طابعة للمال” فمردودها الشهري يختلف بين شهر وآخر ولكن لا يقل عن 3 آلاف دولار بالحد الادنى ويصل الى اكثر بكثير في فصل الصيف مع قدوم السياح الى لبنان وليالي السهر، ولا تخفي سمية حبها لمهنتها، فهي حسب تعبيرها “انا عم بشتغل اقدم شغلة بالعالم”، مطالبةً بتنظيم المجال كما كان سابقاً.

تختلف الاسباب ولكن المهنة واحدة، رنا ابنة الخمسة عشر عاماً و التي زوّجها عمها بعد وفاة والديها في الحرب في سورية ﻷنه لم يعد “قادرا” على تحمل مصاريفها، أجبرها زوجها على العمل بالدعارة بعد شهر واحد من الزواج، فهي جميلة و لمَ لا تستغل هذا الجمال، تعمل لكي تعيش ،هكذا جعلها “مستغلها” تفهم، بعد أن قطع لها كل طرق التواصل مع عمها وأبعدها عنه وبالتالي ستبقى تحت رحمته، هي التي لم يعاشرها زوجها خلال هذا الشهر بحجة أنه يريد أن يتريث إلى حين نضوجها الكامل واستيعابها معنى العلاقة، في الوقت الذي كان يقيم مزادا على “غشاء بكارتها” فللعذراء سعر أكبر !
أعلى حالات العنف ضد المرأة تسجل في الحروب حيث لم تسلم نساء العراق وسورية وغيرهما من البلدان من الإستغلال في “عمل الدعارة” فدفعت الحاجة بهؤلاء عرضة للعمل “القسري”.
وتخضع المخيمات التابعة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى مراقبة ومتابعة دائمة من موظفي المفوضية والجمعيات التابعة لها، بحيث أكد مصدر من هذه الجمعيات أن أي فعل له علاقة بإساءات جنسية، او استغلال جنسي مقابل مال (دعارة) أو تحرش يؤخذ به إجراءات بإقفال المخيم وإلغاء التعاقد مع صاحب الارض أو المكان ونقل اللاجئين إلى مخيم آخر، وقد تمت هذه العمليات من قبل، ففي الصيف الماضي تم التبليغ عن مدرسة إستأجرتها المفوضية كمخيم للاجئين وتم التحقق أنه يتم استغلال النازحات السوريات فيها وتأليف شبكة دعارة، فما كان من المفوضية إلا أن قامت بإغلاق المدرسة.

ويضيف المصدر ان هناك ظاهرة تنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي تتضمن طلبات للزواج من نازحات مقابل مبلغ من المال او دعارة سرية ومن داخل الشقق التي يسكن فيها او حتى داخل الخيم بمبلغ يتراوح بين 10 دولارات و100دولار. واحيانا لا يتجاوز الـ 5 دولارات، فالقيمة متفاوتة تبعاً للوقت الذي يطلبه الزبون والمكان ونوعية الخدمات. أما أقصاها فيصل في الليلة إلى المئة دولار لكنها تذهب كلها لحساب القواد ولا تحصل منها الفتاة إلا على مبلغ لا يتجاوز الـ 5 دولارات او 20 دولاراً كحد اقصى.
المصدر في الجمعية يشير الى ان هناك مكاتب لتوظيف الفتيات تعرض اعلانات بشكل علني، أما في الواقع فهو مكتب للدعارة، حيث يضم المكتب من كافة الجنسيات والاسعار تختلف بين الاجانب واللبنانيات والعراقيات والسوريات والفلسطينيات منهن، فلكل دولة سعرها حيث حصة الفتاة من التسعيرة الربع والباقي يكون للمكتب خاصة ان العلاقة بين الفتاة والزبون تكون عبر المكتب.

وعن البيوت المنتشرة في بيروت يتحدث احد الشباب عن “خبرته” في هذا المجال فيقول عصام عن احدى الشقق في منطقة ما في بيروت “ما ان تصل الى المبنى الفخم وتعرف عن نفسك وعن موعدك حتى تستقبلك الجميلات بحفاوة وبعدها تدخل الى غرفة الجلوس ويتم تقديم المشروبات على انواعها من الخمور وحتى الشاي والقهوة، وبعدها يتم “عرض” الفتيات كسلعة امامك لتختار الانسب لك”، مضيفاً “ما يميز هذه الشقة عن غيرها انه في كل شهر يتم تبديل الفتيات فلا يمكن ان ترى نفس الفتيات لمدة طويلة، خاصة ان الأشهر الأخيرة غلبت الجنسيات العربية على المنزل، مضيفاً ان احدى الفتيات شرحت له طبيعة عملها فتقول ان المسؤولة عنها تعطيهم راتبًا شهريًا قرابة الألف دولار مهما كانت طبيعة العمل ومدته ففي نهاية الشهر تتقاضى راتبًا هذا عدا بالطبع عن اكراميات الزبون، فبعض هؤلاء الشباب بحسب الفتاة يأتون للبكاء لا لغريزتهم حتى وصل بها الأمر في احد الأيام الى سؤال شاب “بكي او جنس”.
حي السلم او المنطقة الاكثر شعبية في لبنان لها ايضاً بيوتها، فمن من شباب الضاحية لا يعرف “فاتن” هكذا يعرّف احد الشباب عن خدمات فاتن، فبعد الاتصال بالسيدة عبر رقمها المتداول بين الشباب، يتم الاتفاق على موعد قرب مستشفى السان جورج في الحدث حيث في اغلب الاحيان تتم ممارسة الجنس داخل سيارتها الصغيرة او في بيتها في حي السلم، ويضيف الشاب ان فاتن اصحبت لا تأتي بمفردها بعد ان تعرضت للسرقة من مجموعة شباب فاليوم يرافق فاتن سيارة حماية بداخلها شابان مسلحان لحمايتها اثناء ممارستها الجنس! ويضيف ان طرق الدفع للفتاة تختلف بين بيوت الدعارة حيث تفضل بعض العاهرات الدفع عبر بطاقات التشريج بعد ان تعرضن لأموال مزورة.

اما خارج بيروت وعلى الخط الساحلي الممتد الى جبيل مروراً بجونية تعرض الفتيات اجسادهن في وضح النهار حتى منتصف الليل وفي حين يعمل البعض بشكل مستقلّ، تعمل الأكثرية الساحقة ضمن شبكة سرّية يديرها “قوّادون”، يشرفون عليهنّ ويستحصلون على نسب كبيرة من مداخيلهنّ وأرباحهنّ. وتبدأ الأسعار حسب الزبون ونوع السيارة والفتاة نفسها وجنسيتها، والمكان الذي ستتم ابرام “الصفقة” فيه فتتراوح الاسعار من 50 الف ليرة الى مئات الدولارات بحسب جدية الزبون وما اذا كان “السوق ماشي” ام لا، فالبعض وخاصة اللاجئات منهن يعملن لحسابهن الخاص لا يردن العمل تحت إمرة احد واستغلالهن.

تطور المهنة واتساعها وصل الى حد “الدليفري” حيث تصل الفتاة بحسب العديد من الشباب اينما كنت وبأي وقت تريد فكل ما يتطلبه الأمر الإتصال على رقم المشغل او حتى عبر “الواتس اب”وتصل لك الفتاة بسيارة المشغل ولمدة نصف ساعة مقابل 100 الف ليرة واذا كنت ترغب بنهار كامل فلا مانع ولكن هنا تزيد التسعيرة بشكل كبير خاصة ان الفتاة “دليفري”.

رغم ان التوقيفات بحسب القوى الأمنية تجاوزت العام الماضي الـ 600 بين شبكات وافراد الا ان المهنة الاقدم في العالم لا تزال في ازدياد يومًا بعد يوم خاصة مع معاناة اللاجئات واستغلال البعض لهن والاتجار بهن، واستغلالهن بأبشع الطرق، في ظل ازدياد الشباب على تلك الأماكن خاصة مع انخفاض الأسعار التي تصل الى حد بعض الدولارات فيفضل العديد منهم ان يخرج من مشاكله عبر الجنس بسعر رخيص.
هي المهنة الأقدم والأكثر دراً للمال ولكن انتشارها في الفترة الأخيرة اصبح بشكل مخيف داخل المجتمع حيث يجمع المراقبون على صعوبة ضبط تلك الأمور فالشبكات تكون الأصعب لأنها تعمل بذكاء وتكون محمية من قبل البعض الا ان وبحسب المعنيين ما ان يتم ضبط احد افراد الشبكة حتى تتهاوى كافة الاعضاء، ويتم تحويل بعض الفتيات الى جمعيات متخصصة.
“علي عواضة، البلد”

السابق
هل يعتبر صمت الجماعة الإسلامية عن تجاوزات داعش إدانةً لها؟
التالي
الولايات المتحدة والدول الست تحذر من مخاطر وصول ليبيا إلى الإفلاس