بعد إلغاء نصر الله لقواعد الاشتباك: إلى أين يتجه الصراع بين حزب الله واسرائيل؟

المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال شهداء القنيطرة حول إلغاء قواعد الاشتباك مع الكيان الصهيوني أثارت الكثير من ردود الفعل والاستفسارات حول أبعاد هذا القرار ودلالاته وانعكاساته العملية على الصراع مع العدوّ الصهيوني في المرحلة المقبلة.

فما هي قواعد الاشتباك التي تحدث عنها السيد حسن نصر الله؟ ولماذا الإعلان عن عدم الالتزام بها حالياً؟ وكيف ستتجه التطورات على صعيد الصراع مع العدوّ الصهيوني في ضوء العدوان الإسرائيلي الذي حصل في القنيطرة ومن ثم عملية مزارع شبعا والمواقف التي أطلقها لاحقاً السيد حسن نصر الله حول هذه التطورات؟

حول قواعد الاشتباك

في البداية ما هي قواعد الاشتباك التي أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عدم الالتزام بها في المرحلة المقبلة على صعيد الصراع مع العدوّ الصهيوني؟

لم يصدر حزب الله موقفاً تفصيلياً او تفسيرياً حول قواعد الاشتباك وماذا تعني المواقف التي أطلقها السيد نصر الله، لكن تلفزيون المنار أعد تقريراً اخبارياً حول قواعد الاشتباك وتحدث التقرير عن القواعد غير الشفوية القائمة بين العدوّ الصهويني من جهة وحزب الله والأمم المتحدة من جهة أخرى ولا سيما بعد صدور القرار 1701، والتي تقضي بعد القيام بأي عمل عسكري خارج الأراضي اللبنانية المحتلة أو عدم حصول مواجهة مع العدوّ الصهيوني إلا إذا قام العدوّ باعتداء على الأراضي اللبنانية.

لكن بعض المراقبين والمحللين تحدثوا عن وجود قواعد اشتباك بين حزب الله والعدوّ الصهيوني منذ عام 1993 بعد حرب الأيام السبعة وكانت هذه القواعد شفوية وتقضي بعدم اطلاق صواريخ كاتيوشا على الأراضي المحتلة وعدم استهداف المدنيين الصهاينة، ومن ثم تطور الأمر من خلال تفاهم نيسان عام 1996 بعد عدوان عناقيد الغضب، وصولاً إلى صدور القرار 1701 بعد عدوان تموز 2006، وان محور هذه القواعد الالتزام بعدم استهداف المدنيين وعدم العمل العسكري خارج الأراضي اللبنانية المحتلة واحترام مضمون القرار 1701.

ويضيف هؤلاء المحللون ان حزب الله التزم منذ عام 2006 بضوابط الصراع مع العدوّ الصهيوني وكان ينفذ عملياته في مزارع شبعا المحتلة أو داخل الأراضي اللبنانية عندما يقوم العدوّ الصهيوني باختراق هذه الأراضي.

وإن كان حزب الله قد سعى للرد على اغتيال الحاج عماد مغنية والحاج حسان اللقيس عبر محاولة تنفيذ سلسلة عمليات ضد الصهاينة في العديد من الدول الأوروبية والأميركية، لكنه لم يعلن تبنيه لهذه العمليات او مسؤوليته عنها، وإن كان كشف وجود العميل محمد شوربا منذ فترة قد ادى إلى كشف بعض هذه العمليات.

مستقبل الصراع مع العدوّ الصهيوني

لكن إلى أين يتجه الصراع بين حزب الله والعدوّ الصهيوني ولا سيما بعد إعلان إلغاء قواعد الاشتباك؟

تقول مصادر سياسية مطلعة: ان إعلان السيد حسن نصر الله إلغاء قواعد الاشتباك مع العدوّ الصهيوني والرد على أية عملية اغتيال لأحد كوادر حزب الله والمقاومة بعمليات مماثلة سيفتح الباب أمام صراع مفتوح بين الحزب والعدوّ الصهيوني، وان هذا الصراع لن يقتصر على الأراضي اللبنانية بل سيمتد إلى كل الجبهات في المنطقة وان الحزب لم يعد ملتزماً بأية ضوابط في الصراع.

ومع ان بعض المحللين والمراقبين اعتبروا ان مواقف السيد حسن نصر الله كانت مواقف تحذيرية واستباقية وردعية ضد العدوّ الصهيوني من أجل منعه من القيام بأية اعتداءات أخرى في المستقبل والتوقف عن عمليات الاغتيال التي يقوم بها ضد كوادر الحزب.

ويشير هؤلاء إلى حرص السيد نصر الله على التأكيد أن حزب الله لا يريد الذهاب إلى حرب واسعة مع العدوّ الصهيوني، لكنه مستعد لمواجهة أية حرب تشنّ عليه أو على لبنان، وهذا موقف ردعي واضح.

وبالاجمال يمكن القول ان عملية القنيطرة ومن ثم عملية مزارع شبعا ومواقف السيد حسن نصر الله أعادت التأكيد ان الصراع مع العدوّ الصهيوني هو من ضمن الأولويات لدى حزب الله وان المرحلة المقبلة قد تشهد المزيد من التصعيد في هذا الصراع وإذا كانت الظروف الدولية والإقليمية والإسرائيلية الداخلية قد منعت حصول حرب واسعة في هذه المرحلة فإن ذلك لا يمنع من القول ان احتمال حصول مثل هذه الحرب في المستقبل أمر وارد.

وفي ضوء ذلك فإن كل قوى المقاومة معنية بإعادة دراسة التطورات والعمل لوقف الصراعات الداخلية وإعادة التركيز على الصراع مع العدوّ الصهيوني لأن هذا الصراع يجب أن يبقى الأولوية والقضية المركزية عربياً واسلامياً.

(الامان)

السابق
كتلة المستقبل النيابية تجيب اللبنانيين عن أسئلة الكهرباء
التالي
توقيف أحد مناصري الأسير